عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2012, 10:13 PM   #39
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

هكذا ياعارف سينتهي النقاش كما خطط له ،يثير قضايا ذات نكهة سياسية أكثر منها بحثية علمية تاريخية ،ولربما تهدف لأجندات معينة الغرض منها أن لا يرتفع صوتاً فوق صوت (الحزب اليمني الموحد ) الذي ظل على مر التاريخ والعصور التي شهدت صراع الممالك اليمنية القديمة قبل الإسلام ، وكلها تتأهب وتتحين الفرص لفرض سيطرتها على حضرموت بالقوة العسكرية من السيئيين والحميريين تارة والأحلاف والأتحادات والدولة التي فشلت في جعل حضرموت من الحزب اليمني الموحد تارة أخرى ،كما شهدنا تدمير عاصمة حضرموت القديمة ميفعة ثم شبوة ومدن أخرى عراكن ومشطة وريبون وتاريخ ضاع معها لم نعرفه حتى الآن ؟،وكما شهدنا في العصور الإسلامية الأولى أو العصر الوسيط كل الدويلات اليمنية التي قامت من الزيادية والزريعية والصليحية ،والنجاحية والرسولية والمهدية والزيدية وغيرها ، سواء قامت في صنعاء أو زبيد أو جبلة أو تعز أو صعدة وغيرها من المدن اليمنية غزت قواتها حضرموت ،التي جمعت في صفوفها كوكتيل من الاكراد والأحباش والفرس والتركمان واليمنيين جنوداً الدولة الإسلامية الأموية والعباسية في اليمن وبعض مرتزقة الأعراب الطامعين في حضرموت وثرواتها منذ زمان الجاهلية ، كما لوحظ تخريب زراعاتها ومساقيها ونخيلها وأعنابها ،وقتل من قتل من أبناءها ، كما فعل شعيبًا البارقي الذي أتى من اليمن على راس جيشاً إلى حضرموت، فأوقع بأهلها الذين كانوا بها الكثير من جرائم تفشعر منا الأبدان كما ذكر المؤرخون . إلا أن قسوته تجاوزت الحدود، فقد قتل صبيانهم وبقر بطون نسائهم وأتلف أموالهم وأخرب ونهب قراهم.
وكذلك مافعل معن بن زائدة الشيباني الذي كان والياً على اليمن من قبل الدولة العباسية وولى أحد أقاربه الفسقة على حضرموت فثار الحضارمة عليه ،أ فشدد معن بن زائدة في الانتقام من الحضارم حتى قيل بلغ عدد القتلى خمسة عشر ألفًا كما يذكر المؤرخون اوذلك لأن الحضارم حاربوه وقاوموه. وعاقبهم والبسهم السواد .
وقد مدح الشاعر مروان بن أبي حفصة معن بن زائدة بقصيدة على ما صنع بأهل حضرموت، ومن تلك القصيدة الأربعة الأبيات المشهورة التالية:
لقد أصبَحت في كل شرقٍ ومغربٍ
... بسيفك أعناق المريبين خضَّعا
وَطِئتَ خدود الحضرميين وطأةً
... لها انْهَدَّ ركنٌ منهم فتضعضعا

فأقعوا على الأذنابِ إقعاء معشرِ
... يرون لزوم السلم أبقى وأنفعا

فلو مُدّت الأيدي إلى الحرب كلها
... لكفوا وما مدوا إلى الحرب إصبعا
غير أن الحضارم انتقموا منه وذهبوا له إلى شرق الدولة العباسية في اقليم سجستان وقد عين والياً عليها من قبل الخليفة العباسي .
فهذه الروح العصبية المتقدة عند البعض أراى من ينفخ فيها ، ينبغي أن تهدأ وتخف ويعترف لأهل الفضل بفضلهم ،فقد كانت لنا ولغيرنا حضرموت حضناً دافئاً ،استقر بها كثير من القبائل العربية من الأعراب والمخلطين ،والأجناس البشرية الأخرى التي وفدت عبر الصحاري الواسعة التي تحيط بها من الغرب والشرق والشمال ، والبحار والمحيطات البعيدة فاستقر الكثير منهم في تخومها أولاً وتوطن البعض فيما بعد في مدنها ، واصبحوا منهم البعض قادة وسلاطين ،وظلت حضرموت على مر الزمان ، تستوعب المهاجرين أليها وتودع إلى خارجها أيضا مهاجرين ،في هجرة مزدوجة ،والجميع يشكلون نسيجاً اجتماعياً واحداً مترابطاً لا تنفك عراه ،بعصبية قبلية أو دينية أو أهواء حزبية سياسية حضارمة معروفين لايقال لهم يمنيين ،هذا مايعرفه القاصي والداني عليهم وشهد به الواقع وهذا أوضح دليل .
  رد مع اقتباس