عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2009, 06:25 PM   #3
قحوطه
حال جديد

افتراضي

( تابع ذكر مفاسد ابن عبد الوهاب كما يذكرها ابن دحلان )

فزعم أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم شرك ،
وأن نداء النبي صلى الله عليه وسلم عند التوسل بهم شرك ، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء الصالحين عند التوسل بهم شرك ،
وأن من أسند شيئًا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركًا نحو نفعني هذا الدواء ، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء .
وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه ، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبَّسَ بها على العوام حتى تبعوه ، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد ، واتصل بأمراء المشرق أهل الدرعية ومكث عندهم حتى نصروه وقاموا بدعوته وجعلوا ذلك وسيلة إلى تقوية ملكهم واتساعه ، وتسلطوا على الأعراب وأهل البوادي حتى تبعوهم وصاروا جندًا لهم بلا عوض وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم والمال .
وكان ابتداء ظهور أمره سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين ، وابتداء انتشاره من بعد الخمسين ومائة وألف .
وألّف العلماء رسائل كثيرة للرد عليه حتى أخوه الشيخ سليمان وبقية مشايخه .
وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمير الدرعية وكان من بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب ، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبد العزيز بن محمد بن سعود، وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك .
وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم ، وحمل الآيات القرءانية التي نزلت في المشركين على أهل التوحيد كقوله تعالى : { ومن أضلّ ممن يدعو من دونِ اللهِ من لا يستجيبُ لهُ إلى يومِ القيامةِ وهم عن دُعائهم غافلون } وكقوله تعالى { ولا تدعُ من دونِ اللهِ ما لا ينفعكَ ولا يضرُّك} وكقوله تعالى { والذينَ يدعونَ من لا يستجيبُ لهم إلى يومِ القيامة } وأمثال هذه الآيات في القرءان كثيرة، فقال محمد بن عبد الوهاب : من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الآيات ، وجعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين مثل ذلك .
وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } : إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } قال : " فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئًا بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى : { ولئنْ سألتهم من خلقهُم ليقولنَّ الله } و { ولئنْ سألتهم من خلقَ السمواتِ والأرضَ ليقولنَّ الله } فما حكم الله عليهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم " .



يتبع
  رد مع اقتباس