عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2010, 03:20 PM   #53
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الدولة خيارها السلام ... حتى آخر جندي !!!

بقلم/ محمد راوح الشيباني
نشر منذ: 4 ساعات و 27 دقيقة
الخميس 05 أغسطس-آب 2010 10:37 ص
--------------------------------------------------------------------------------
محمد راوح الشيباني

الحروب صراع إرادات بوسائل مختلفة لتحقيق أهداف محددة ومن يبدأ بتقديم التنازلات فيها سينتهي إلى تحقيق ما كان يريده الطرف الآخر من دخول الحرب لا ما كان يريده هو عند دخوله ، وإذا بدأت التنازلات من أي طرف تتبعه تنازلات تلو أخرى ، وعندها يبدأ العد التنازلي للاستسلام النهائي وذلك ليس سوى مجرد وقت .

( كلاوز فيتز) أستاذ علم الاستراتيجيا العسكرية .

فمنذ التنازلات ( الخمس ) المخزية في العام الماضي والتي بموجبها أعلنت السلطة دخولها الحرب وانتهائها منها والدولة تقدم يومياً التنازلات تلو الأخرى ، ورغم أن الأبطال في الميدان استطاعوا أن يلغوها ويفرضوا شروطهم الميدانية وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر ميداني نهائي ساحق على التمرد بفضل التضحيات الجسيمة التي قدموها والعدد الكبير من الشهداء ضباطاً وجنوداً وصف، إلاّ أن الدولة خذلتهم في آخر لحظة بسبب الصفقة العسكرية السرية بين الأمريكيين والإيرانيين حول الملفات الساخنة بينهما في أفغانستان والعراق ونجاح الصفقة بين الجانبين تحول إلى تهديدات أمريكية للقيادة السياسية بوقف الحرب في صعدة وعدم الحسم النهائي وإلاّ سيتم فتح ملفات مغلقة ترعب السلطة بمجرد سماعها ولا داعي لذكرها الآن .

شخصياً ليس لدي أدنى شك إن الحكومة الحالية هي من سيقود الوطن إلى مرحلة ليس ما قبل الثاني والعشرين من مايو ( 1990 ) بل إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى مرحلة ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر ( 1962 ) ..

ففي الوقت الذي يعد فيه ( الحوثيون ) أنفسهم تدريباً وتسليحاً ، وإعداداً معنوياً ومادياً للانقضاض على العاصمة من عدة محاور نجد هذه السلطة تكرر وبدون أدنى شعور بالخجل أو حساب للعواقب والمعنويات أن خيارها السلام لا الحرب !!! رغم أنها تخسر بشكل شبه يومي مواقعها العسكرية الإستراتيجية في الميدان الواحد تلو الآخر وتشاهد ضباطها وجنودها وكتائبها وألويتها القتالية تتساقط باستمرار ومعهم حلفائها شيخاً تلو شيخ وقبيلة تلو أخرى ولا تهـتـز لها رقبة !! ولا زالت مصرة على أن ( السلام ) خيارها الأوحد أمام كل ما يحدث من تلاشي هيبتها وتآكل شرعيتها وتمريغ كرامة وسمعة ومعنويات جيشها ..

وهو ما جعل الحوثيين يتمادون في تحديهم للدولة وجيشها واستعدادهم التام لخوض الحرب السابعة بكل ثقة إلى درجة المطالبة بها وتفجيرها بأنفسهم، لأنهم على ثقة أن السابعة لن تنتهي سوى في (السبعين) ودخول ( قصر الستين ) ..

فقد أصبحوا يملكون من العتاد العسكري والاستعداد القتالي ما يواجهون به كدولة أمام دولة وليس مجرد عصابة أمام دولة ، حيث استخدموا في حربهم الأخيرة في ( حرف سفيان ) لأول مرة الدبابات ومدافع الميدان والهاون في القتال وصار لديهم دفاع جوي ربما أكثر فاعلية من الذي لدى الدولة نفسها ..

وقد أبدع الدكتور الألمعي (( كمال البعداني)) في قراءة وتصوير المشهد القادم والتنبيه من خطورته في سلسلة مقالاته الرائعة عبر هذه الصحيفة الغراء التي ابتدأها بمقال ( من نصر بن سيّار إلى صناع القرار ) وختمها بجوهرة التاج النفيسة ( ليلة سقوط صنعاء ) الثلاثاء الماضي وهو يحذر وينصح مخلصاً من القادم المرعب في ظل تراخي وتساهل هذه السلطة وعدم التعامل الجدي مع ما يخطط له الحوثيون من أن الهدف الرئيسي لهذه العصابة هو الاستيلاء على الحكم وبأي ثمن ..

والى جانب الدكتور البعداني كان أيضاً الأستاذ القدير (( عبدالفتاح البتول )) يوم الأربعاء الماضي بمقالته الرائعة ( خروج عزيز سفيان وتوسع حاكم ضحيان ) الذي كشف فيه عن المهمة الحقيقية للسفير الأمريكي القادم إلى صنعاء خلفاً للسفير الحالي المنتهية فترته ، ولكن هذه الحكومة يبدو أنها قد فقدت كافة أوراقها في السيطرة على زمام الأمور عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وصارت على شفا إعلان إفلاسها بعد أن وصل سعر صرف الريال أمام الدولار مستوى لم يعد يحسدنا عليه حتى (( موجابي زمبابوي )).

لكن الأكثر إيلاماً وذبحاً للنفوس والمعنويات أن تنفي ( الدولة ) عبر رسائل الموبايل وفي الفضائيات الإعلامية انه تم أسر ( 200 ) جندي من ( الحرس الجمهوري ) في المواجهات الأخيرة في ( حرف سفيان )..

بل هي من أعلنت أنه تم أسر عدد من الجنود في موقع ( الزعلاء ) ولم تحدد اسم اللواء العسكري الذي ينتمون إليه ..

وبغض النظر من أي لواء كانوا ، أليس هم في الأخير من أفراد وضباط جيشها ؟؟ أم أن هذه السلطة تعتبر أن جنودها الأساسين هم ( الحرس الجمهوري ) بينما بقية الألوية الأخرى يتبعون جمهورية ( الصومال ) أو أي دولة أخرى !!! فالجندي هو جندي في جيش ( الجمهورية اليمنية ) في أي بقعة كان من أرض اليمن ، وبغض النظر عن اسم اللواء العسكري التابع له ..

هذا النفي السيئ الذي لم يكن له أي لزوم أعطى انطباعاً قوياً لدى الرأي العام أن هناك شيئاً ما يجري خلف الكواليس ، وأن سقوط البطل ( بن عزيز ) وخروجه من منطقته والاستيلاء على ممتلكاتهم ما كان ليحدث لو لم يكن وراء الأكمة ما وراءها ..

وإلا ما الفرق بين جنود ( الحرس الجمهوري ) وبقية الجنود داخل المؤسسة العسكرية الواحدة من حيث الانتماء والولاء للوطن لا من حيث المهمات الخاصة الموزعة حسب طبيعة واختصاص كل لواء على حدة ؟.

إن من يصنع مثل هذه التصريحات غير المسئولة يخلق المزيد من البلبلة والأسئلة الحائرة التي تجعل الرأي العام يذهب في ظنونه كل مذهب ، ومثل هذه التصريحات الطائشة تكون لها عواقب لا تحمد عقباها في أيام القلاقل والفتن، حيث تمثل عوناً معنوياً مجانياً لأعداء الوطن هذا إذا افترضنا حسن النية عند قائليها ولم نقل أن السلطة باتت مخترقة في كافة مرافقها بطابور خامس يعمل لغير مصلحة الوطن ، واللهم اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون .


تعليقات:
1)
العنوان: دعاة الدم
الاسم: واحد
" كلماأشعلوا نارا للحرب أطفأها الله" ، جوقة دعاة الدمار المذكورين في المقال (مع كاتبه) ومن يدعمهم لن يرتاح لهم بال حتى يشموا رائحة الدماء في شوارع صنعاء.

ولو أن لدى أحدهم كلمة حق لطرح بعض الحلول (ولو من وجهة نظره) لا أن يجتمعوا على الدعوة الى سفك الدم.

لماذا لا نسمع أيا من هؤلاء يناقش حتى بعض أسباب ما يجري في صعده أو حتى في الجنوب اليمني ، لماذا نراهم دائما يصفقون للدولة اذا قصفت وقتلت ويشتمونها اذا دعت للحوار أو سالمت.

إنهم والله كتلك البوم التي لا ترى الا مع الخراب والدمار والأحرى بالدولة(أدامها الله الى قيام الساعة) أن تأخذ على أيدي هؤلاء اللذين لا يرعون في مؤمن الا ولا ذمة.

والله من وراء القصد.
الخميس 05/أغسطس-آب/2010 11:10 صباحاً
2)
العنوان: VERY GOOD
الاسم: كلمة حق
إليه ..

وبغض النظر من أي لواء كانوا ، أليس هم في الأخير من أفراد وضباط جيشها ؟؟ أم أن هذه السلطة تعتبر أن جنودها الأساسين هم ( الحرس الجمهوري ) بينما بقية الألوية الأخرى يتبعون جمهورية ( الصومال ) أو أي دولة أخرى !!! فالجندي هو جندي في جيش ( الجمهورية اليمنية ) في أي بقعة كان من أرض اليمن ، وبغض النظر عن اسم اللواء العسكري التابع له ..

هذا النفي السيئ الذي لم يكن له أي لزوم أعطى انطباعاً قوياً لدى الرأي العام أن هناك شيئاً ما يجري خلف الكواليس ، وأن سقوط البطل ( بن عزيز ) وخروجه من منطقته والاستيلاء على ممتلكاتهم ما كان ليحدث لو لم يكن وراء الأكمة ما وراءها ..
الخميس 05/أغسطس-آب/2010 01:12 مساءً
3)
العنوان: دعاة الدم
الاسم: الحرس الجمهوري
ارتهان السلطة للخارج المعادي للشعب في قراراتها ومواقفها فهي تتاجر بالبلد وتجعل منه قربانًا تقدمه لأمريكا ولجهات إقليمية معروفة ولذلك فرَّطت في سيادة البلد وجعلتها مباحة للآخرين وكأن اليمن بلد مباح ليس له سيادة ولا حرمة ولا لأبناءه كرامة، وهذا الارتهان وهذه العمالة والاتكاء على الخارج دليل واضح أن السلطة فاقدة لتأييد الشعب وأنها ليست معتمدة عليه ولا مستندة إليه، وبما أنها أدخلت نفسها في حسابات الآخرين فهذا جعلها متضاربة متناقضة في مواقفها وقراراتها وجعلها في حالة كبيرة من الاضطراب، وهي في حالها هذا غير مأمونة على الشعب والبلد لأنها لم تعد تحسب للشعب والبلد أي حساب في مواقفها وقراراتها.
الخميس 05/أغسطس-آب/2010 01:16 مساءً
4)
العنوان: شلة الدبور
الاسم: حاتم
منذ أن نبغ ابن راوح وشلته وصاروا منظرين للخراب والدمار ودعاة للفتن وسفك الدماء ووجدوا لهم من يصغي لأحقادهم وضغائنهم من أقطاب السلطة تدهورت الأمور بشكل ليس له مثيل فالهزائم لحقت بمختلف وحدات الجيش في صعدة وعمران ومختلف تشكيلات القبائل في صعدة وحجة والجوف. والدنيا ولعت في الجنوب والمشاكل اشتعلت في مارب وغيرها والاقتصاد إلى انهيار والتنمية إلى توقف.ولا زال هذا الكويتب يشعللها. يا فهيم خير الدوا ما سكن الوجع. نعم لو صدقوا حماقتك وحقدك ممكن يحصل كل ما تتنبئ به ويبدو أنك وشلتك تدفعون نحو الفوضى . أما أمريكا فأنت وشلتك أكبر من يحقق مشاريعها في المنطقة.
الخميس 05/أغسطس-آب/2010 01:41 مساءً
5)
الاسم: محب الدين
أشكرك جدا أستاذ محمد راوح هذا القلم المبارك والصادق والناصح والواعي ، ولقد قلت ما في نفس كل يمني ، أشكرا غاية الشكر ، وأرجوك ألا تحرم قراء مارب برس والصحافة اليمنية عموما مثل هذه المقالات ،،،،


خالص تحياتي،،
الخميس 05/أغسطس-آب/2010 02:04 مساءً
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس