الموضوع: ذكريات طبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2016, 02:47 AM   #256
الدكتور عبدالرحمن باذيب
مشرف عيادة السقيفة

افتراضي المطوعة

في أيام المراهقة قلبناها ( مطوعة ) عالفاضي
وكان الطاووس الواحد منا يتكلم في مسائل الدين بثقة
وقطع , ويفتي , ويطرح قواعد جديدة في الفقه والشرع
ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ,
ويعوج لسانه ويصوجها وهو يتفيصح عندما يتحدث بحديث شريف يؤيد منطلقاته .
وكدنا أن نعلن تأسيس مذهب جديد
بل يبدو من تصرفاتنا أننا جئنا بما لم تات به الأوائل
وماباقي ألا جبريل يندخش في كيراننا ونصل إلى سدرة المنتهى
’ ثم نبدأ بالتوصيف والتكفير والتبديع والتقسيم على وحدة ونص !
*
كان الشيخ مبارك باحمالة - رحمه الله تعالى - إماما وخطيبا لجامع شبام ,
وكان رجلا حليما , وكان كلما سمع عنا كلاما نقوله في الدين ووجد فرصة,
فيسألنا عن الأمر كانه تلميذ لنا ولا يعلق على جهلنا إلا قليلا في حدود فهمنا وقبولنا
’ ولسان حاله يقول : غشمان ربي يهديهم .. بايكبرون وبايفهمون .
أما والدنا الغالي - طيب التوي يحفظه الله - فكان ينظر لنا شزرا بصمت
ونحن في نشوة المعارضة والتسفيه .. وإسقاط أسلوب السابقين في تدينهم ,
حتى إذا قال كلمة أو رأيا يردنا خاسئين مفحمين , لا نستطيع أن نعلق بعده ولا نماري ,
ثم نهرب الى أقرب مرآة حتى نرى جهلنا في حدقات العيون وعطورة الشفايف .
مرة من المرات ناقشه زميلي معترضا على ( رواتب تعبدية تعودها أهل شبام ) ثم جاء بحديث شريف
.. فسألة أبوي طيب : هل تستطيع إعراب الحديث بموجب قواعد النحو لأن ألفاظ الحديث بلسان عربي
ولن تستطيع فهم معناه إلا بفهم قواعد اللغة ؟؟
قال زميلي فورا : مابغضي ألا للنحو ...
( زميلنا في دراستة يتلقى الكعك في النحو بالمحامل )

قال أبوي طيب غاضبا : ياود أمس ... الواو لوحدها في العربية لها سبعين حال .. رح أول تعلم .. بعدين تعال وبانسمع كلامك نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس