عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2009, 03:54 PM   #1
معتصم
حال نشيط

افتراضي شرعية ألأحتفال بمولد الرسول

يحتدم الجدال كل عام حول شرعية ألأحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم .بل وصل هذا العام الى حد التكفير وألأتهام بالشرك فيمن يقومون بهذا العمل .
إن الأحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم من ألأعمال المندوبه و المستحبه .خصوصا في هذا ألآوان الذي كثرت فيه مهاجمة الحبيب من بعض أعداء الأسلام من الغربيين وإن كيفية ألأحتفال هي التي ربما تكون محل نقد. وليس مبدأ ألأحتفال في حد ذاته . فقراءة القرآن وبعض من سيرة الرسول وإنشاد بعض ألأناشيد النبوية التي تثلج الصدر وترقق القلوب لاتعد شركا بأي حال من ألأحوال وإن ألأحتفال بسيد البشر يعد أفضل بكثير من ألأعياد التي تقام في بعض البلدان وتخصيص يوم بعينه من العام للأحتفال بأمر ما. من تمجيد الزعيم وإقامة المهرجانات الراقصة والمناسبات ألأدبية والرياضية..

حجة المتشددين في ذلك ألإنكار ان هذا من باب البدع . وان الرسول عليه السلام لم يحتفل بعيد مولده والصحابه لم يفعلوا ذلك أيضا. والرد على هذا إنه لم يحتفل بعيد مولده خشية ان يتخذ المسلمون هذا ألأحتفال فريضة . والصحابه لم يفعلوا ذلك بسبب طبيعة الظروف القاسية في صدر ألأسلام .فهم كانوا مشغولين في أمور الفتح والغزوات هذا من ناحيه . ومن ناحية أخرى ردة ألإمام الذهبي في معجم الشيوخ على مثل هؤلاء بقوله : فإن قيل فهلا فعل ذلك الصحابة ؟ قيل : لأنهم عاينوه حيا . وقبلوا يده وتبركوا بعرقه وبشعره ونخامته . بل إن ثابتا البناني كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه لأنها لامست يد الرسول . وهذه ألأمور لايفعلها المسلم إلا لفرط حبه للرسول.
إن الكثير من ألأمور يفعلها المسلمون ألآن لم يكن يفعلها الرسول . وإذا أخذنا مصطلح البدعة على إطلاقه .كما يقول به البعض فالبدع على ذلك النهج كثيرة يصعب إحصاؤها في هذا المقال . أولها القرآن الكريم الذي بين أيدينا . فهو لم يكن مرتب السور بهذا الترتيب ولم يكن منقطا ومعجما . وصلاة التراويح واتهجد في المساجد وغيرها الكثير لم تكن في زمن الرسول . إذا فليكن ألأحتفال بمولده من البدع الحسنه . التي تكلم عنها الإمام الشافعي أسوة بغيره من البدع الحسنه . إن شط بعض المحتفلين في إحتفالهم فهذا ليس بحجه لتكفير الكل . ووصمهم بالمشركين لأن بعض من أقرها كانوا من صفوة العباد والزهاد والعلماء والحفاظ . أمثال الشيخ إبن تيمية وابن رجب والعز بن عبدالسلام وابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيثمي والحافظ الذهبي والسخاوي وابن الجوزي والحافظ العراقي وابن عابدين وكثير غيرهم .
ان شرعية الاحتفال بمولده أثبتها الكثير من العلماء أذكر بعضها بإختصار . قال الشيخ ابن تيمية في كتابه (إقتضاء الصراط المستقيم )نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فتعظيم المولد وإتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للرسول ) نقل السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي قول ابن حجر ( أصل عمل المولد بدعه ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها .فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعه حسنه وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت . وهو ماثبت في الصحيحين من ان النبي قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فيستفاد منه فعل الشكر لله على مامن به في يوم معين من إسداء نعمه او دفع نقمه وأي نعمه أعظم من بروز هذا النبي . كما ألف العلامه ابن حجر كتابا سماه ( تحرير الكلام في القيام عند ذكر سيد ألأنام ).
إحتفال المسلمين بمولد نبيهم لايقتصر على شكل واحد . فالتعبير عن الفرحه يتعدد ويتنوع . وأول تعبير عن تلك الفرحه هو ألتأسي بسنة نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام وهو الصيام أخرج مسلم في صحيحة عن ابي قتادة ان النبي سئل عن صوم يوم ألأثنين .قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه ..
قال المفسرون في معرض تفسيرهم للآية الكريمة ( قل بفضل من الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) المقصود هو ان الرسول من قريش فهو منهم . وقد بعثه الله رحمه لهم فليفرحوا بهذه الرحمه التي هي الرسول صلى الله عليه وسلم. ولنا عودةبإذن ألله .