عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2010, 04:04 PM   #18
سرحةالجامع
حال نشيط

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الجوهره [ مشاهدة المشاركة ]
ذكر الشيخ العلامه محمد سالم البيجانى ان المهاجر ولد عام 260 هـ (2)

ــ نشــــــــــــــاته :
نشأ الامام المهاجر فى البيئة الساميه لآل البيت النبوى وهى بيئة تتسم بالعلم والعمل والصلاح وسمو الاخلاق والرياده والهمم العاليه ، وكيف لاتكون كذلك ومصدرها المنهج النبوى علما وسلوكا ، ويحفظ لنا التاريخ عبر تدرجاته افذاذا وقمما من الدوحه المباركه بشقيها الحسنى والحسينى انجبتهم هذه المدرسه قادوا مسيرة الامه ، والتفت حولهم القلوب ، ووقفوا ضد الباطل ودفعوا حياتهم ثمنا للمبادى والمثل العليا الاسلاميه واعلاء كلمة الله مما ليس هنا تفصيله .
ومن هذه البيئه الزاخره بالعلم والفضل والنبل نهل امامنا، فنشأ بين ابائه واعمامه من ائمه ونقباء وعلماء ودرس العلوم الاسلاميه اذا ذاك من حديث وتفسير وفقه وادب وتاريخ الى العلوم العقليه على اولئك ، وتثقف بثقافة ذلك العصر، وقد اجمع المؤرخون القدماء والمعاصرون على صلاحه وتقواه (3).
ــ زهــــــــــــده:
وكان مع هذه الفضائل من اجل الزهاد صحيح العقيده ذا سيرة حميده، وكان له فى الوعظ لسان فصيح ، ولما استولى اخوه الامام محمد بن عيسى على اقاليم العراق اتى اليه ووعظه ، ولم يزل به كذلك حت ترك ذلك ، وزهد فيما هنالك ، ورغب فى الدار الاخره تبعا لسلفه ، ولقد كان للامام احمد بن عيسى بالعراق جاه كبير ومال خطير ، وكانت تلك الاحوال لم تخطر له على بال ، بل كان مشتغلا بالعباده والدين وارشاد الغاويين .(4) ــ عصـــــــر الامام :
نحن الان فى اواخر القرن الثالث الهجرى وماتلاه لنلقى نظرة عامه على المسرح السياسى والاجتماعى المضطرب فى عصر الامام فى كل من العراق وحضرموت لكى نستطيع ان نتفهم المقدره الفذه لهذه الشخصيه العظيمه فىتحليل واستشراف الامور من ناحيه وصدق التوجه لخدمة دين الله ودعوة جده المصطفى قولا وعملا .
فاما العراق :
فقد كان حاضرة الخلافه العباسيه ومركز الثقل فى العالم الاسلامى ، امتدت فيه الخلافه العباسيه خمسة قرون الى ان سقطت على يد جنكيز خان سنة 656 هـ .
وابان عصر الامام كانت الخلافه تمر فيما يطلق عليه المؤرخون العصر العباسى الثانى ،الذى عرف بعصر النفوذ التركى والذى امتد من سنة 232هـ وحتى 334 هـ ، (5)
وكان العراق فيه مضطربا ، والبصره موطن الامام مهدده بغارات القرامطه اصحاب ابى طاهر الجنابى وغيرهم واستبد بها اصحاب القوه من الامراء والمماليك حتى بلغ الامر بالناس الى ان يقيم كل على نفسه حارسا اوخفيرا ، وبلغ الضعف بالخليفه وعماله حد العجز عن ضبط الامور ، فانتشرت الفوضى وضرب الفساد اطنابه فى العراق (6)
واما جضرموت : فبحكم بعدها عن مركز الخلافه فقد اصبحت مكانا ملائما للثورات من الخوارج وردود الفعل المضاده من قبل الخلفاء والامراء ، ولم يعرف اهلها الاستقرار منذ فتنة طالب الحق عبدالله بن يحى الكندى الاباضى ، (7) وقل ماشئت عن النعرات العصبيه والقبليه ، وقل كذلك ماشئت عن الانحسار الفكرى والثقافى، تبعا لعدم الاستقرار ، حتى لتكاد ان تكون حضرموت مصابه بالانفصاليه عن عالمها الاسلامى (8).
ــ حقائق تموت بالبحث :
قرارا الهجره على المستوى العادى فى الاغلب الاعم لايخرج عن اسباب معروفه كالسعى لتحسين وضع مالى، اواجتماعى اوثقافى وماشابه ، واذا ما ارتفعنا الى مستوى اخر وهو السعى الى نفوذ سياسى ، استلزم ذلك ان يكون للساعى تمهيد وكفاح وانصار وسلاح.
فتعالوا بنا لنستعرض نموذج هجرة الامام الرائد من العراق الى حضرموت على هذه الخلفيات .
فلوكان للامام رغبة للنفوذ السياسى على اغرائاته الجارفه ، فالعراق هو الطموح لامثاله والدوله العباسيه فى اوج ضعفها واذالم يكفى الانصار فى العراق شماله وجنوبه وغربه ففى مشرقه الزخم الكافى ، والثمن كليمات معدوده ….. وقد مر بنا استيلاء اخو الامام على بعض اقاليم العراق فمازال به حتى ترك ذلك رغبة فى الاخره ، فلوكان مذهبه (حاشاه ذلك ) غير المذهب السنى لما تردد فى استغلال النفوذ السياسى وتوظيفه للنفوذ العقدى ، ولما خفى ذلك عن معاصريه وهو الشخصيه البارزه من آل البيت النبوى .
فاذا ليس امامنا بحاجه لذلك .

وماذا عن المال ؟
وما ادراك ماالمال فتنة الدنيا كما هم الاولاد ورافدا للنفوذ …. وقد كان لدى امامنا منه الكثير بالعراق !!! ولايمكن مقارنة امكانيات العراق ومركزه التجارى بالقطر الحضرمى المجدب .
واذا فحطام الدنيا كذلك ليس لامامنا حاجه به .
وماذا عن المكانه الاجتماعيه ؟
تذكر المصادر التاريخيه ان الامام المهاجر كان عميدا للاسره العريضيه ، وابوه الامام عيسى بن محمد العريضى يلقب بالنقيب لانه كان نقيبا على الاشراف (9)
فاذا المكانه موجوده وحاصله وامكانات توظيفها فى العراق مع المال لاهداف دنيويه اكبر بكثير من حضرموت .
ومن هذا نخلص الى ان الامام رضى الله عنه ضحى بكل المغريات ولم تاخذه فى الله لومة لائم فى سبيل دينه والدعوه الى سنة جده عليه افضل الصلاه وازكى التسليم .

……..….فهجرته الى الله ورسوله :
نحن الان فى سنة 317 هـ ، وقد آن الاوان للامام ان يمضى ماقدره الله واراده ، فاجتمع باهله وقرابته وزهدهم فى الدنيا وحظوظها الزائله ورغبهم فى الاخرة ونعمها الاجله ، وشاورهم فى النقله والانطلاق من اقليم العراق ، واشار عليهم بالارتحال ( 10)
فارتحل عنها وتبعه من بنى عمه اثنان احدهما : جد بنى الاهدل والثانى : السيد الجليل المشهور بالقديمى ، وتبعه من اولاده عبدالله وحفيده اسماعيل الملقب بصرى بن عبدالله ، وغيرهم من مواليه وحاشيته الذين يقدرون بنحو السبعين ، وترك بعض العائله بالبصره للابقاء على روابط القرابه وللاشراف والاداره على اموالهم الفخمه وجاههم العريض ( 11)
والهجرة من هذا الامام لم تكن بدعا فهى شىء معتاد عند أئمة الاسره النبويه بدأ من المصطفى صلى الله عليه واله حين هاجر من مكه الى المدينه ، وتلاه اخرون من السلسله الطاهره نشروا الاسلام ومثله ومبادئه العليا (12).
ومن هنا وعلى ماسبق ايضاحه من اضطراب الحاله بالعراق ، يمكننا ان نتفهم ان قرار الهجره يرتبط ارتباطا جذريا بحرص الامام على دينه وسنة جده المصطفى وشخصيته الاصلاحيه ، ومااتاه الله من بصيرة ثاقبه ،استشرفت ان الوضع فى العراق سيؤل من سىء الى اسوأ وهكذا كان . ثم انه وهو احد الشخصيات البارزه لآل البيت النبوى ، لاشك انه تحت انظار السلطه و مستهدف منها ومحسوب عليه حركاته وسكناته ، وهذا المناخ بمجمله يحد من حركة المصلحين الزاهدين فى الدنيا ، الداعيين الى الله على بصيره ، ممن كتب الله لهم فى سابق علمه ووفقهم ان يضعوا بصماتهم على التاريخ باحرف من نور ، نور الهدى المحمدى والسنه المطهره على صاحبها ازكى الصلاه وافضل والتسليم.


هل هذا كافي نعم كافي ؟؟؟؟؟؟؟؟ لكل ذي بصر وبصيره نعم .
اما من غسل دماغه بالحقد والبغضاء والتكفير لايكفيه
فهو مؤدلج على شق صف الامه ومهمته الاولى الفتنه والفرقه بين عباد الله
وكل مسلم موحد بالله ..ارجع الى نفسك هداك الله ان كنت تستطيع ذلك
وان كنت مسيس باسم الدين اقرا ماجاء اعلاه عن الحبيب المهاجر الذي ترك المال والجاه
والاهل والولد واستبدل ارض الرافدين ببلاد الاحقاف والفرق بينهما كبير من الناحية الدنيويه
ولكنها بمنظار المهاجر اكبر مما ترون يامن تنسبون لها بالاسم وانتم بعيدا عنها .
حيابكم

بسم الله الرحمن الرحيم
عليه نتوكل وبه نستعين

جزاكم الله خيرا...وأسعد الله قلبك...
ألا ليت يكون لنا زيارة لهذه الأراضي المباركة
لنستمد من علمائها الأفاضل
رحم الله سيدي المهاجر ورضي عنه وأرضاه....الفاتحة
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة