عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2010, 08:29 PM   #3
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.


اعتمد الملاحون في حضرموت وبقية مناطق جنوب الجزيرة العربية والخليج على طرق الملاحة التقليدية التي تعتمد على معرفة وثيقة بأصول علم الفلك والاهتداء بالنجوم الملاحية ومجموعاتها ، وقياس ميل الشمس في البروج وبمنازل القمر وطلوعها وغروبها على تقويم النيروز ، وعلى تقسيم الدائرة الأفقية الى 32 جزءا ، تسمى ب ( الاخنان ) وهي توافق مطالع ومغارب نجوم الملاحة .

وكذلك على الديرة الملاحية وعلى معرفة بالازوام وترفات الاخنان والمسافات وهذه جميعها تدخل تحت مصطلح الملاحة الفلكية والتي يتم فيها الاهتداء بمجموعة من نجوم السماء في الليالي الصافية ، وتظهر اكثر النجوم الملاحية بالقرب من مجموعات نجمية معروفة لذلك يسهل التعرف عليها وقد تخيل العرب هذه المجموعات النجمية على اشكال الانسان او الحيوان او الجماد اذا ما وصلت نجومها بخطوط مميزة انظر كتاب المهري (1).


(( وحصروا هذه الكواكب في ثمانية وأربعين صورة من صور الحيوانات وغيرها ، منها في الشمال إحدى وعشرون صورة وفي المنطقة اثناعشر صورة وهي البروج ، وفي الجنوب خمسة عشر صورة ، ومن أراد الوقوف عليها فليطلبها في كتاب الصور ومذكورات ايضا في كتب الهيئة ..))(2) .

ويقصد المهري بكتاب الصور ما دونه عالم الفلك العربي عبدالرحمن الصوفي في القرن الرابع الهجري في كتابه (( صور الكواكب )) وذكر منها على سبيل المثال المجموعات الآتية.

1- مجموعة الدب الاكبر وهي من المجموعات الهامة إذ يمكن التعرف منها على النجم القطبي ( الجاه ) برسم خط يمر خلال الدليلين أما النعش فهي النجوم الثلاثة المرموز لها اليوم بحروف الفا وبيتا وجاما من هذه المجموعة .

2- مجموعة الفرس الاعظم والضلع الذي يصل بين النجمين الفارس والغنيب من هذه المجموعة يكاد ينطبق على خط الزوال المار بنقطة الاعتدال الربيعي ويستفاد بهذه المجموعة ايضا في التوقيت النجمي

ومن النجوم ذات الاهمية الخاصة نجم العيوق ( capella ) ويقع على بعد 45 درجة تقريبا من القطب الشمالي من الناحية المضادة للدب الاصغر ويكون مع الجوزاء ومقدم التوأمين مثلثا متساوي الاضلاع تقريبا.

وتنحصر اهمية النجم القطبي او الجاه Polaris في ان ارتفاعه يكون مساويا لخط العرض ويقع على امتداد الخط الذي يمر بالفرقدين.

الأخنان


قسم الفلكيون العرب الدائرة الافقية المحيطة بسطح الارض عند التقاء السماء بالأفق الارضي والمتقاطعة مع دائرة معدل النهار وخط الاستواء في التقسيم الملاحي العربي الى 32 جزءا متساويا وكل جزء منها يعرف بالخن وكل خن منها يشير الى مطلع او مغيب نجم معين ويمثل الخن الواحد سبعة اقسام من محيط الدائرة الملاحية قال الشيخ سليمان المهري :

(( أتفق معالمة البحر الهندي وهم والعرب والهرامزة وأهل الهند ، والشوليان والزنوج ، وكذا معالمة الغرب كالمغاربة والإفرنج والروميين ، على تجزأة الدورة بإثنين وثلاثين جزءا ، وسموا كل جزء منها خنا لمناسبة اخنان المركب ، وهي أجزاؤه ..)) (3) .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وبمعنى تقسيم دائرة الافق حسب الجهات الأربع الأصلية وفروعها الى 32 جزءا هي المعروفة بالاخنان وهذا التقسيم ثبته الغربيون في بوصلة الملاحة لتعيين الاتجاه بالمدرجات بدلا من مطالع ومغارب النجوم

وتشير اخنان الدائرة العربية المحصورة بين قطب الجاه ( الشمال ) وقطب سهيل ( الجنوب ) من ناحية الشرق مطالع الكواكب الآتية بالترتيب من الشمال الى الجنوب:

الفرقد – النعش- الناقة – العيوق- الواقع- السماك- الثريا – الطائر – الجوزاء النير- الاكليل – العقرب – الحمارين – سهيل – السليبار وصارت تلك الأخنان أعلاما بارزة

الديرة :
===


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كلمة ديرة فهي في الاصطلاح البحري والملاحي لها اكثر من معنى منها
(( الديرة على قسمين : ديرة مُل ، وديرة مَطلق ، وكل منهما إما حقيقة أو مجازية ، فالحقيقة هي المجرى في أحد الأخنان أو كسره مواز لذلك البر ..))(4) .

والديرة عند العرب القدامى والمحدثين تعني ايضا بوصلة الملاحة نفسها والديرة في مصطلح الملاحة تعني ايضا مرحلة ملاحية وبدورها تنقسم الى قسمين:

أ - ديرة المُل وهي الخط البحري الموازي للساحل وفيه لايغيب الساحل عن نظر النوخذة .
ب - ديرة المطلق ومعناها المرحلة الملاحية التي تصل بين برين او جزيرتين او راسين بحيث لايرى النوخذة فيها الساحل بين المرحلتين ويكون اغلب سيره في البحر الطليق بالنجوم.

وحول الآفات التي تفسد الديرة يذكر الشيخ سليمان المهري منها :

(( الأولى : موجة العولي وهي الموجة البحرية التي تأتي من عرض المركب في مجارات البرور بأي بر كان ، فيحتال المركب خصوصا إذا كان الريح شوارا ، وكان المركب ثقيلا ، فلايمهلك البر فكن حذرا ..
والآفة الثانية من مفسدات الديرة غفلة صاحب الدرك ، وهو المعلم عن ضبط المجرى ، وذلك إما لكثرة النوم أو لقلة الطلبة على صاحب السكان ، ويكون ذلك منه إما تهاونا ، أو عدم معرفة ، ويلزم المعلم ضبط المجرى في الديرة والأماكن الضيقة )) (5).

الأزوام


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الزام في عرف علم الملاحة البحرية هو قطع جزء من ثمانية أجزاء من مسافة يوم بليلة ، يقول الشيخ سليمان المهري :

(( ينقسم الزام الى قسمين أحدهما الزام العرفي ، وهو المعروف عند العامة بربع النهار أو الليل ، وهو ثلاث ساعات زمانية ، والثاني الزام الاصطلاحي ، وهو الذي اصطلحه معالمة البحر لضبط علومهم البحرية ، أقول : إن حد الزام العرفي هو مشي مركب بريح غامز معتدل ثمن يوم بليلته ، وهذا الزام لايحسب به قطع المسافة الحقيقية ، فلهذا كان عرفيا عند العامة استعملا كان أو فرضا (6) .

وعن مذهب العرب والهرامزة والجواشك ، حول الأزوام الموضوعة للملاحة البحرية يقول الشيخ سليمان المهري : (( أن من القطب للعيوق ما بين كل خنين زامان ، وبين العيوق والواقع أربعة أزوام ، وبين الواقع والسماك خمسة أزوام ، وبين السماك والثريا خمسة أزوام ايضا ، وبين الثريا والطائر عشرة أزوام ..)) (7) .

اضافة الى ذلك تفوق الملاحين العرب في علم الاشارات والذي يشمل معرفة الرياح السائدة ومواسمها واتجاهاتها ومواعيد السفر المناسبة للبحار المختلفة والتيارات البحرية والمد والجزر وطبيعة البحار المشهورة واعماق المياه في المراسي والموانئ المختلفة حول الجزر وطبيعة قيعان المراسي والمواني المختلفة من طين وصخور وشعب مرجانية كما يستدل على قرب الشاطئ بمشاهدة انواع الطيور والاعشاب والاخشاب الطافية في الماء والاسماك وكلها تقع ضمن علم الاشارات . يقول الشيخ سليمان المهري :

(( في معرفة علامات قرب بر العرب والسومال ( الصومال ) أما بر العرب فهو بين المصيرة والشحر ، وأما بر السومال فهو من جاه خمس ، اعني ظهر سقطرى إلى بر السواحل، فعلامة هذه البرور ثلاثة أنواع طيور وحيتان ونبت البحر ، وأما بر العرب فمن علامة قربه من الطيور الكريك والضفيك ، ومن الحيتان اللزاق الكبير الذي يصطاد ، والطباقة ، ومن النبات القرمط والقلحف ، وإما علامة بر السومال ( الصومال ) من الطيور المنجى والكريك ، والكسلان ، والدّاغات إذا كثروا ، ومن الحيتان اللزاق الكبير ، والطباقة ، وفرس البحر ، والعجم ، ومن النبت القرمط والقلحف ... أما إذا كنت بين تاج باري وبر السيام فترى أخشابا كثيرة جذوع النخل تحسبها سنابيق ، يقال لها نيفا ، وهي علامة بر السيام ، وشرط جميع العلامات المذكورة صحة الرؤية وهي رؤية واحد أو أكثر وهم ثقات عارفون نوع العلامات المذكورة، وإما غير الثقة ، والذي ليس بعارف للعلامة لقلة أسفاره ، فلا عبر برؤيته..)) (8).






نتواصل مع الموضوع

__________________________________________________ ______
(1) انظر كتاب المهري (( تحفة الفحول في تمهيد الأصول في أصول علم البحر )) .
(2) نفس المرجع ص 54.
(3) (( انظر ص 59 من كتاب المهري شرح تحفة الفحول في تمهيد الاصول في اصول علم البحر)).
(4) (( انظر ص 25 من كتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول في أصول علم البحر )).
(5) انظر ص91 -92 من المرجع السابق .
(6) انظر ص 71 المصدر السابق .
(7) انظر ص 72. المصدر السابق .
(8) انظر (( ص 115 كتاب المنهاج الفاخر للمهري .
التوقيع :
  رد مع اقتباس