عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2004, 03:59 AM   #26
جمال العطاس
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية جمال العطاس


هواياتي :  الشعر والمواضيع الادبيه
جمال العطاس is on a distinguished road
جمال العطاس غير متواجد حالياً
افتراضي

وأخيرا جاء الفصل عن الإمام الكبير علي بن حسن العطاس رحمه الله . فأقول :
علي بن حسن العطاس لم ينظر للدنيا أو لبهرجها كما ننظر اليوم . فهو ينطلق من حديث جده المصطفى صلى الله عليه وآل وسلم : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أوعابرسبيل.
رواه البخاري
لقد ترك جده المهاجر أرض العراق وقدم حضرموت وهو يعلم بان ليس فيه تجارة أو يريد من هجرته إليها الكسب المادي . وهكذا هم كانوا ينظرون للدنيا . تختلف نظرتهم عن نظرتنا . فالقياس هنا غير متوفر والمقارنة متعذرة . بل ان علي بن حسن نفسه يقول عن الدنيا :

دنيا الندم هم قد لعبت على ناس جم = تغر الأغرار وإلاّ ماهي إلاّ عدم
كما خضير المراعي من غزير الدّيم = حلالها سم كيف إلاّ الحرام الزقم

ويقول رضي الله عنه في إستغاثه لرب العباد :

على النواحي الجديبه = أرض الجرذ ذي التعيبه
إسمح بعيشه رغيبه = للخلق الأنفس والأنعام

فأنظر كيف وصفها بأنها أرض الجرذ لشدة جدبها وفقرها وعناها .

وقال أيضاً :

محلة الكسر والوادي ودوعن نشب = فيه العقوبة لمن حله محلته أدب
وإن زاد علّق على (ثنتين ) شاف التعب = وإلاّ فرس ضمّها ماضم لها شئ قصب
فقل لمن حل سوحه يعترب ( للخبب ) = من السواحل إلى مأرب صلاب الخشب
لاشئ مساني ولا متجر يجي عالقتب = معاينين المقاصي والقزع والمهب

ثنتين : زوجتين .

إلى ان قال رضي الله عنه :

وبينهم من قدا العيشه عداوة وسب = من لاح له عرض جيرانه لهتكه وثب
يبغض نسيبه ويستعدي على من قرب = والفقر أبو كل علة والبلاء والسبب
دليله الحرب تحت الدار بين الطلب = كلن يبا إلاّ لنفسه ما يبا من ولب
مادرّ فيها منيحة مرويه بالحلب = سبارهم ( دين ) والنشره جناها (الكنب)

دين : أي يقترضون من أجل معيشتهم
كنب : نوع ردئ من الحبوب يعطى للبهائم

ولا أريد الإطالة في الإستشهاد بأبيات الأمام علي بن حسن العطاس في ذمّه للدنيا . ووصف ودياننا بأنها مناطق تعيبة العيشة . ومناطق جدب وقحط وفقر خوفاً من أن يزعل البعض حتى على الإمام !!
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة جمال العطاس ; 06-03-2004 الساعة 04:03 AM
  رد مع اقتباس