[عامر عبدالوهاب]

الحلقة الرابعة

بعض المعلومات عن قطر
لا بد من اعطاء بعض المعلومات عن قطر ، تبلغ مساحة قطر 11400 كم مربع ، وهي اكبر من لبنان ب 1000 كم مربع..!! وعدد السكان مليون ونصف ،
نصف هذا العدد أتوا بعد عام 2007 .القطريون منهم حوالي 250-200 الف نسمة ،ونسبتهم إلى الأجانب هي 15% وانتاج قطر من النفط يبلغ حوالي 700 الف برميل يوميا، وقطر هي ثالث دولة منتجة للغاز في العالم، بعد روسيا ، وايران، والغاز بجانب النفط هو الذي جعل من المواطن القطري أغنى مواطن بالعالم ، حيث أن دخله يسأوي 72 الف دولار بالسنة، وطبعا هذا مؤشر اقتصادي لدخل البلد مقسوم على عدد سكانه، ولا يستلم كل مواطن قطري ذلك المبلغ الخيالي ..!!

المجتمع القطري
المجتمع القطري يتكون من العرب اهل البلاد الأصليين والقادمين من الجزيرة ومن غيرهم القادمين من بلاد فارس خاصة ، وذوي الأصول الفارسية البعض منهم موجود في منطقة الخليج منذ أزمنة بعيدة أي قبل اكتشاف النفط ، والسبب انها لم تكن هنالك دولة أصلا في اي من دول الخليج الصغيرة الاربع ، قطر ، الكويت ، الإمارات ، البحرين، وكان الانتقال مسموحا به وعاديا ، والبعض الأخر وهم الغالبية أتو بعد اكتشاف النفط في أوائل الخمسينيات وعملوا في التجارة وغيرها وقد أُعطوا جنسيات تلك الدول من قبل البريطانيين ، والذين قدموا لهم التسهيلات حيث كانوا يحكمون تلك البلدان ، وهنالك متجنسون من العرب من اليمن وباقي دول الجزيرة العربية ، وايضا من بلاد الشام، ومصر ، وغيرها.وأبناء القبائل العربية المعروفة لا يتزوجون من بنات المتجنسين من الفرس ، وعندما يقال لشخص أنه ايراني وهو عربي أو متجنس فهذا يعتبر انتقاص في حقه ..وسبب ذلك هو المنافسة التقليدية بين العرب والفرس منذ ما قبل الاسلام وحتى الآن بحكم الجوار ، فالعرب يزدرون بالفرس ،والفرس يزدرون بالعرب.!! وما يميز القطريين الأصل هو شهامتهم ومرؤتهم ، بعكس ذوو الأصول الفارسية والذين ليسوا كذلك ويتعاملون مع غيرهم بلئم .

حقوق القطريين
المواطنون القطريون يتمعون بحقوق مادية كثيرة، من بينها التعليم والعلاج والماء والكهرباء المجانية،ورواتب المواطنين تبداء في المتوسط من 12 الف ريال قطري وما فوق أما الحقوق السياسية فليست كذلك، وليس من حق الناس تغيير الحكومة بشكل سلمي، عن طريق الانتخابات، أي أن يكون رئيس الوزراء منتخب من قبل الشعب ومسئول أمام البرلمان عن اعمال الحكومة ..الخ وكل الذي جرى حتى الأن هو انتخاب لبعض اعضاء مجلس الشورى، وهذا المجلس صلاحياته قليلة .وربما في المستقبل البعيد (15-20 سنة أو اكثر من الآن) نرى مشاركة شعبية حقيقية ورئيس وزراء منتخب الخ ، وهذا يعتمد على الضروف وتغير الأوضاع بالدول المجاورة . والنظام في قطر نظام ملكي وراثي اقطاعي برغم وجود دستور، لكنها لا تعتبر ملكية دستورية إلى الآن.والامور كلها بيد الأمير وعائلة ال ثاني ، بجانب العشائر الأخرى.

الوافدين ووضعهم القانوني والمعيشي
يوجد في قطر مثلا حوالي مليون و300 الف اجنبي ، والسكان الأصليين يبلغ عددهم في حدود 15 % أي 200 الف نسمة،من العدد الإجمالي للسكان، وهؤلاء الوافدون منهم العمال العاديين والذين يعملون بالبيوت ،والبناء والمبيعات والورشات وغيرها ، وهم يتقاضون رواتب تتراوح في حدها الأدنى إلى الاقصى ما بين 500-1200 ريال قطري (140-330دولار امريكي تقريبا) وهنالك عمال مهرة وخريجين جامعات معلمين مثلا وموضفون بالجيش والشرطة ،وعمال فنيين في منشأت النفط وغيرها ، هؤلاء يتقاقضون رواتب تبداء من 3000 الف ريال إلى 12000 زائد العلاوات . أما الخبراء ومن في حكمهم من اصحاب المهن العليا مثل الاطباء وأساتذة الجامعات فهم يحصلون على رواتب مرتفعة ، وعادة ما يكون وجودهم بعقد ومحدد فيه عمل الشخص هذا مع راتبه ومستحقاته الخ .
وقد سئلت أحد العمال الهنود وإسمه بشير والذي يشتغل في قارب بكورنيش الدوحة عن راتبه وقال لي أنه يستلم الف ريال قطري، =270 دولار أمريكي، وقال أن مصاريفه وإجار البيت الذي يسكن فيه ونفقاته الأُخرى من هذا المبلغ والذي لا يكاد يكفيه ويكفي أسرته في الهند.وهنالك حالات أصعب من حالة بشير، حيث يوجد عمال يُدفع لهم فقط 350 ريال قطري أو ما يساوي 100 دولار أمريكي.

نظام الكفالة عبودية جديدة
نجد أن العمال العاديين هم من يتعرض للظلم ابتدا من نظام الكفالة والذي هو شكل من اشكال العبودية والرق ، إلى الرواتب المتدنية جدا التي لا تكاد تكفي مصاريف شخص مقتصد جدا لعدة أيام للأشياء الأساسية ،فكيف يكون حال معظم المغتربين هناك والذين يعيلون أُسرا في بلدانهم ، ونظام الكفالة هذا ابتداء في دولة الكويت في الستينيات وانتشر إلى باقي دول الخليج العربي في السبعينيات، وقد أُستخدم من أجل التحكم بالعمال الأجانب بشكل تام من حيث الرواتب وساعات العمل، ومكان العمل وطبيعته ، والمبالغ المطلوب دفعها للكفيل ..الخ والشخص المكفول لا يستطيع مثلا أن يعمل الا لدى كفيله ، وأن أراد أن يعمل لدى شخص أو شركة أخرى عليه اعطاء اذن من كفيله ..وعادة لا يتم ذلك الا بعد دفع مبالغ طائلة للكفيل ، وأيضا لإدارات الهجرة والجوازات ، تكون عادة في حدود الف دولار للكفيل ولإدارة الجوازات.ولا يمكن للشخص المكفول (العامل) أن يسافر من منطقة إلى أخرى أو إلى بلاده إلا بإذن الكفيل..! ونظام الكفالة هذا لم يراع ولا حتى 30% من حقوق العامل ..!!وما يمكن أن يتعرض له من اذى واستغلال وظلم بدون وجه حق ، الا لأنه محتاج للعمل والدخل حتى لو كان قليلا . والخليجيين ينضرون إلى الاجنبي بعدم اكتراث لإنسانيته ، بل يقولون طالما انه محتاج لنا، حتى لو دفعنا له مائة دولار بالشهر فما المانع من تشغيل هؤلاء الناس.؟؟!! والمشرعين في دول الخليج هم وزارات الشئون الاجتماعية ، وما يسمى بالمجالس النيابية فهي لازالت في بدايتها وما عليها الا التوقيع على القوانين التي تأتيها من السلطة التنفيذية. ونادرا ما يتم مناقشة احوال أو حاجات الوافدين هناك برغم انهم هم من يدير عجلة التنمية والحياة في تلك البلدان ، ولو توقفوا عن العمل لحصل شلل للحياة هناك بشكل تام،إذ أن 90% من الأعمال تعتمد عليهم تقريبا في كل المرافق ،بإستثناء السعودية ،ولو افترضنا انهم منظمين في المطالبة بحقوقهم ،لكانت الكلمة الأقوى لهم في تقرير بعض سياسة تلك البلدان المتعلقة بالعمل والعمال.

العمالات انواع
برغم أن العمال الأجانب المقيمين في دول الخليج العربي يخضعون كلهم لنظام الكفالة ، الأ أن تطبيقه يتم بشكل تام على العمال من البلدان الفقيرة من بلدان شرق آسياء ، وأغلب الدول العربية، أما العمال القادمين من بريطانيا وأوروبا وأمريكا الشمالية ، فهم يأتون بعقود عمل محدد فيها طبيعة عملهم ورواتبهم ومستحقاتهم ..الخ وعادة ما تكون رواتبهم مرتفعة جدا، من فوق ال 15 الف ريال قطري ،(4 الف دورلار) زائد السكن والتأمين الصحي ، وتذاكر السفر المجانية من وإلى بلدانهم ..ويعاملون معاملة خاصة وجيدة ،وليسوا كلهم خبرا كما يُزعم ويقال ، بل أغلبهم عمال عاديين ،ويتم تدريبهم للعمل في منشأت النفط وغيرها ، على الاعمال التي هم مكلفين بها ،ويتم توضيفهم عن طريق المسئولين من بلدانهم ، والموجودين في تلك الشركات، وتتدخل سفاراتهم في حالة حصول مشكلة لأحدهم بشكل فعال ،ولا يتم تطبيق العقوبات عليهم مثلما يحصل مع الاسيويين أو العرب وغيرهم ، مثلا ابناء الجالية البريطانية من اكثر الأجانب حظا في العثور على اعمال ذات دخل مرتفع ، ويتصرفون بصَلف وكِبْر ، وينضرون إلى اهل البلاد وإلى العرب عامة بإزدراء، وقد كنت اشاهد ذلك عندما كنت أعمل شرطيا في الثمانينيات هناك ، ورأيته هذه المرة عندما شاهدت البريطانيين في أمستردام والدوحة ،ويوجد في قطر عشرات الالاف منهم ، ولو لم يكن الدخل مرتفعا جدا ، لما اتى هؤلاء وغيرهم من الأوربيين للعمل في حقول النفط في الصحاري العربية. الحارة جدا.! ويأتي بعد العمالة البريطانية في حسن التعامل معها ، عمالات أهل الدول الأروبية ،والولايات المتحدة. وهذه المعاملة الخاصة بسبب قوة تلك البلدان واحترامها لمواطنيها ، وقدرتها على التأثير على سياسات بلدان الخليج ، وهو ثانيا رشوة ومداراة لها ولشعوبها حتى لا يتخذون سياسات معينة ضد تلك البلدان ، أو تحريك ملفات داخلية أو خارجية ضدها ، وما اكثرها .