عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2011, 12:15 PM   #25
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

قالت العرب في أمثالها ( حلب الدهر أشطره ) ، وهذا المثل مستعار من حلب أشطُرَ الناقة ، وذالك إذا حلب خلفين من أخلافها ، ثمّ يعود يحلبها خلفين أيضا ، وكل خلفين شطرٌ ، ونصب أشطُرَه على البدل فكأنّه قال حلب أشطر الدهر. والمعنى المراد به من هذا المثل أنّه اختبر شطري الدهر خيره وشرَه فعرف ما فيه . وشاعرنا محمد بن ناصر القعيطي ( حلب الدهر أشطره ) ومن خلال عمره المديد الذي قارب قرنا من الزمان ( 1318- 1416 هـ ) خبر الزمان وخبر أهله فعرف ما فيه من خير وشر ، واكتسب الحكمة والرؤى المختلفة ، فلازال الناس في شبام يذكرون الشاعر محمد بن ناصر وهو في صدر المحبى في سرحة الحصن شيخ كاهل يمسك بماسورة ( الرشبة ) التي قلما تفارق شفتاه إلا إذا تحدث أو روى من سوالف الأقوام السابقة أوروى شئ من الشعر ، أو توقف لكتابة اتفاق صلح بين اثنين أو عقد شراء وبيع ، أو رهن أو ماشابه ذلك .

ومن خلال معاملاته واحتكاكه اليومي بالناس فقد ( حلبهم ) حلبا ودرس طبائعهم وسلوكهم وخبرهم اختبار المجرب اللبيب ، وتراكمت عنده معارف في ميول النفس البشرية ضمن المحيط الذي كان يعيش فيه ، وقد ترجم لنا في هذه القصيدة التي قالها سنة 1401هـ خلاصة ما حلبه من الدهر وأهله فقال فيها :

أهل الزمن خلو الأمه همل=لا خوك يرقع ولا صاحب يحور
بعض العرب لادعيته قال ول=ولا يوافيك يلقي لك عذور
الى جيت بيته يبيت في رذل= تبغض حياته وداره والزقور
يصبح ويمسي يعرّب له حيل= لا جيته الظهر تندر في الصفور
تبغضه تكرهه حتى على الأقل= ياريتنا ما قربته بالبكور
مدة جلوسك يكبدك الكسل= تحسبه تعبان او عنده فتور
الفسل لاجيت داره اتكل=على الونونه والشكاوي والغرور
تحسبه رخمه تبرح على الزبل= تخاف منها سوى جميع الطيور
تركه خله يقع مثل السفل= حذرك تقاربه حتى بالمرور
كل من شاور حريمه ما يصل= لا مد حبله تقطبه الحرور
كل من يشاور مقاله ما قتل=قد قالها اللولي يابوعمور
والجيد لاجيت داره استقل= يوخذ بخاطرك تمسي في سرور
يندر يرحب ويلقي لك عمل=لو كان لك قصد عاروس الصبور
يفرح بحضورك ساعة ما تصل=ما يلتهي ساعه البندق يثور
يكرمك يفرحك شف ما به بدل= ما به فشل غير للحاجه يدور

رحم الله الشاعر محمد بن ناصر القعيطي الذي انتقلت روحه الى جوار ربه في رمضان سنة 1416هـ ولد في شبام وعاش فيها ، وكان شباميا روحا وقلبا نابضا أكثر من الشباميين ، فقد أحب شباما واهلها واحبوه واحبهم...!!.


.
التوقيع :
  رد مع اقتباس