عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2010, 04:13 PM   #103
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


دعوهم في قبورهم يرقدون

المكلا اليوم / منصور باوادي2010/6/26

كثرت الكتابات والحديث عن حضرموت الماضي وتحديدا ما يتعلق بهجرتهم لشرق آسيا وأفريقيا للتجارة وما عكسوه من صورة جميلة عن الحضرمي المسلم المحب للتعايش السلمي والاتفاق والوئام مما جعل كثيرا من أفراد تلك البلاد يعتنقون الإسلام طواعية, واليوم أصبحت دول بأكملها مسلمة بفعل أولئك الحضارمة . وإن كانت تلك جزئية من تاريخ الحضارم لكنها تصدرت في الأيام الأخيرة حجزا واسعا من الإعلام المحلي.

ومع كل مناسبة حضرمية تلوح, تعود هذه الكتابات من جديد تحمل في طياتها نداءات ودعوات بعودة تلك الشخصية الحضرمية الفذة للحياة اليوم سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو فكرية لسد الفراغ السياسي والاجتماعي والفكري الذي تعيشه حضرموت أو بمعنى أدق للخروج من مأزق لا تبدو معالم الانفراج فيه تلوح في الأفق .

وما أجمل الحديث عن الماضي وإنجازاته ونجاحاته وخاصة ممن افتقد في حاضره إلى الانجاز والأمل والتفاؤل فتجده يغرد مع بلابل الأمس ويحلق عاليا ظانا أنه يشيد بخطى الماضي وعلى أثره ساري, بينما هو يهرب من حاضره وبؤسه ومرارته إلى الماضي الذي لم يجد أفضل منه يتغنى به.

الحديث عن حضرموت الماضي ينبغي أن لا يوظف للذكرى فقط أو سلوان لواقعنا المتأزم المرير كلما اشتدت بنا الحياة هربنا إليه كي نعيش لويحظات في كنفه , ولكنه ينبغي أن يكون جزءا من منظومة مترابطة متداخلة غير منفصلة في معالجة الحاضر ولملمة شمله, ومحاولة فصل الماضي عن الحاضر أشبه ما تكون بمحاولة انتحار جماعية .

ولكن هناك فرق كبير بين التذكير بمآثر الأسلاف وأمجادهم لتربى الشبيبة على تلك المآثر ويستقيم عودها وينضج فكرها ويصلح حالها , وبين أن نتخذهم متكأ لتبرير عجزنا وخورنا وضعف نفوسنا , فإننا والحال هذه لن نصل إلى ما وصلوا إليه ولن نخرج من دائرة أزمتنا وسنكون أشبه بالغراب الذي أراد أن يحاكي مشية الطاؤوس فلا هو أتقنها وأجادها ولا هو عاد لمشيته المعتادة .

إن الاتكاء على التاريخ مع عدم توظيفه في إصلاح الحاضر نوع من تكريس الفشل والعيش في ظل الأماني والأحلام التي هي رأس أموال المفاليس .

يا سادة دعوا الحضارم في قبورهم يرقدون فـ (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ) فما هو كسبكم اليوم لتذكره أجيالكم من بعدكم.

دعوا الكتابة عن حضارم الماضي واكتبوا عن حضارم اليوم فهو خير لنا ولهم , إذ لا يجدي الانشغال بالميت وترك الحي يموت .

إن حضرموت اليوم تواجه جملة من التحديات التي تتطلب وقفة جادة من سياسييها وعلمائها ومفكريها وشخصياتها الاجتماعية لاحتواء أزمتها , تحتاج إلى التجرد من الولاءات الحزبية الضيقة للهدف الأكبر وهو بناء حضرموت وتطويرها , إنها اليوم أحوج ما تكون للمخلصين من أبنائها .

إنها تسير في طريق التجزئة والتقسيم ولم تبق إلا المحطة الأخيرة لتصبح حضرموت الساحل وحضرموت الوادي . إنها صراع المتخاصمين في الميدان السياسي وكل يدعي وصلا بها وأنها معركته الحاسمة و ورقته الرابحة.

إنها اليوم كالغنيمة السائبة يتقاتل عليها المتحاربون من يفوز بها , مواردها مباحة لا ترد غاديا ولا تمنع طائشا , امتلأت جيوب ولم تشبع نفوس .

ولا يبعد حال تراثها عن ثروتها فهو يشكوا إلى جانب إهماله وعدم حفظه من المختصين السَّطْو عليه وتهريبه .

حاولوا أن يشوهوا فكرها وثقافتها فأظهروها عرجاء كسحاء, وفي حضَرَاتهم تتسكع شوهاء , وبين مدافن الموتى تتمرغ خاوية جوفاء, ما أقبح الفعل وما أجرمه إذا زُوِّر الفكر والثقافة واختصر تاريخ وفكر وثقافة حضرموت العتيق في طائفة أو طريقة .

إن حضرموت ليست محشورة بين جثث الموتى وتحت ظلال القباب تسجدي من المقبورين رفع ضائقتها , قد علقت حياتها ونجاتها على مدفون منذ آلاف السنين, وليست عنجهية شديدة الكره رافعة راية التكفير ملوحة بها ضد كل معارض لا تعرف سوى الردى مسلكا وجوابا .

إن حضرموت التي كانت رافدة للدولة الإسلامية على مدار تاريخها ليس بالأبطال الأشاوس فقط بل وبالعلماء والقضاة والولاة كانت تظلها راية المنهجية الوسطية المنبثقة من الكتاب والسنة, وكل الدعوات المخالفة لذلك المنهج الوسطي استطاعت حضرموت أن تلفظها وتطويها مع صحائف الأيام .

إن الحديث عن حضرموت اليوم خاصة يعد عند قوم ضربا وشرخا في الوحدة الوطنية وعند آخرين مكسبا حقوقيا وتاهت حضرموت وتهنا معها, وأصبحت هذه الثنائية تطاردك إذا أنت عبرت أو كتبت عن خوفك على محبوبتك .

إن حب حضرموت وحده هو الدافع والمنطلق , فإذا أصلحنا حضرموت اليوم يحق لنا أن نتحدث عن حضرموت الأمس .


تعليقات القراء
عدد التعليقات : 9

بيــ الشيبة ـــر (جدة) 6/26/2010 الولاة لحضرموت لاتحس بة الا لما تبعد عنها وتسمع وتشوف الغير من اجناس مختلفة كيف يحترمك لما يعرفوا انك حضرمي والحمدلله ومن ثم تحط على عاتقك مسؤلية ولازم تمتاز باالامانة بكل معن الكلمة لانها احسن صفة تميزنا عن غيرنا على عين كل حاسد وحاقد يحاول ان ينشر مبادئة علينا . ولكن للاسف فية الي يسودوا بوجهك ولكن نقول الاكثرية فيهم الخير والذليل تعليقاتكم على هذا الموقع .. ودمتم .

مشارك (القاهرة) 6/26/2010 مقال جميل جدا ، وهذا هو الصواب ، وهذا ما نريده ، إلى واقعكم يا أبناء حضرموت ، إلى التغييير الصحيح يا أبناء حضرموت ، نلحق ما تبقى من أيدي العابثين ، ونعالج ما تفشى فيه سموم الفاسدين ، ونصلح ونرمم ما كُسِر بمعاول الحاقدين .

ابوعامر النهدي (مغترب) 6/26/2010 مقال فوق الرائع نتمنى منك الكتابة اكثر في هذا الموقع

حضرمي غيور على بلده (كوالالمبور - ماليزيا) 6/26/2010 لا فضَّ فوك يا أخ منصور قلت فصدقت، وكتبت فأقنعت، التفاخر باسم حضرموت هنا في ماليزيا وشرق آسيا أصبح طريقا للكسب المادي والشحاتة لجيوب تتجارها من قبل أبنائها وغيرهم، هل تصدق أن في ماليزيا وخصوصا في كوالامبور فتحت خمسة مطاعم كلها باسم حضرموت والذين يديرونها هم من أبناء الشمال، ولا لحضرموت فيها لا ناقة ولا بعير، والجماعة الصوفية يرحلون سنويا لماليزيا وشرق آسيا لجمع الزكوات والأتاوات من أبناء حضرموت هنا لدعم مشاريعهم ومراكزهم في البلاد باسم حضرموت كذلك، والطلاب الحضارم هنا يؤلفون القصص على رؤساء وزراء ماليزيا كل من طلع رئيس وزراء قالوا عنه حضرمي أو أصوله حضرمية أو امه أو جدته الحادية عشر حضرمية وعبدالله بدوي رئيس وزراء ماليزيا السابق كان اسمه عبدالله باضاوي، والكل يتغنى بحضرموت وهم خاويي الوفاض لا شغل معهم سوى التغني بأمجاد الحضارمة ولو يعلم هؤلاء الحضارمة القدامى الذين أدخلوا الإسلام لهذه البلاد أنهم سيتغلون وستنهب الجيوب باسمهم وبدينهم لتبرؤوا من حضرموت وأهلها.

ابورحمه (الامارات) 6/26/2010 مشكلتنا نحن الحضارم اننا نعمل منفردين اي اننا لسنا ممن يميلون الى العمل التضامني والجماعي ولسنا ممن نحب التكتلات وذلك لسبب ان الحضرمي يتمتع بعقليه عبقريه فذه .تغنيه عن الاستعانه بغيره في صنع النجاح. ان بناء الامم لايستفيم الا بتكتل وتظافر جهود مجتمعه والمثال الحي هم اليهود فسعيا وراء تحقيق حلمهم ودولتهم بغض النظر عن شرعيتها من عدمها فقد تظافرت جهودهم وكان المال اليهودي هو الممول وهم قد عرفوا قيمه المال فمن امتلك المال امتلك القوه ....سؤالي اي المال الحضرمي واين اثرياء الحضارم مع الاسف الشديد هناك حاله واحده فقط وظف فيها المال الحضرمي لخدمه الحضارم وهو حينما قام الثري الحضرمي السيد الكاف طيب الله ثراه بانشاء اول طريق بري بين الوادي والساحل من ماله الخاص ...مع الاسف الشديد الحضارم ينقصهم ثقافه الولاء الى وطنهم لا اتحدث عن الاعتراف بجذورهم بل مالذي فعلوه لارضهم وارض اجدادهم ..فلم نرى الحضارم يمارسون اي نوع من الضغط لخدمه وطنهم على الرغم من امتلاكهم للنفوذ الذي منحهم اياه ثرائهم ... من المحزن ان نرى حضرموت منسيه وتعيش البؤس وابنائها بنوا مدنا ودولا مزدهره ونسو ا ان ارض الاجداد تنهش فيها الغربان والضباع ...

ابورحمه (الامارات) 6/26/2010 مشكلتنا نحن الحضارم اننا نعمل منفردين اي اننا لسنا ممن يميلون الى العمل التضامني والجماعي ولسنا ممن نحب التكتلات وذلك لسبب ان الحضرمي يتمتع بعقليه عبقريه فذه .تغنيه عن الاستعانه بغيره في صنع النجاح. ان بناء الامم لايستفيم الا بتكتل وتظافر جهود مجتمعه والمثال الحي هم اليهود فسعيا وراء تحقيق حلمهم ودولتهم بغض النظر عن شرعيتها من عدمها فقد تظافرت جهودهم وكان المال اليهودي هو الممول وهم قد عرفوا قيمه المال فمن امتلك المال امتلك القوه ....سؤالي اي المال الحضرمي واين اثرياء الحضارم مع الاسف الشديد هناك حاله واحده فقط وظف فيها المال الحضرمي لخدمه الحضارم وهو حينما قام الثري الحضرمي السيد الكاف طيب الله ثراه بانشاء اول طريق بري بين الوادي والساحل من ماله الخاص ...مع الاسف الشديد الحضارم ينقصهم ثقافه الولاء الى وطنهم لا اتحدث عن الاعتراف بجذورهم بل مالذي فعلوه لارضهم وارض اجدادهم ..فلم نرى الحضارم يمارسون اي نوع من الضغط لخدمه وطنهم على الرغم من امتلاكهم للنفوذ الذي منحهم اياه ثرائهم ... من المحزن ان نرى حضرموت منسيه وتعيش البؤس وابنائها بنوا مدنا ودولا مزدهره ونسو ا ان ارض الاجداد تنهش فيها الغربان والضباع ...

Ali (Hadhramot ) 6/26/2010 This is the best topic i 've red in this year

عمر بارشيد (القاهره ) 6/26/2010 أشكر أخي وصديقي منصور على هذا الطرح الجميل و الرؤية السليمة عن ما يكتب عن الماضي و لكن انا كتبت عن الحضارم و الذكاء العاطفي وكانت فكرة موضوعي قائمة على ان حضارم الامس هم حضارم اليوم في وجود هذه الصفة الحميدة ولكن هل توظف في مكانها و ام التغني با الماضي من باب كان أبي هذا ليس هو المطلوب . جزاك الله خير ا أخي لكريم ومنتظرين المزيد منك .

أبن حضرموت (السعودية) 6/26/2010 شكرا للمكلا اليوم ع النشر ولم نعرف عن الكاتب باوادي الذي تنشر عنة مواضيع جميلة هل هو من أهل حضرموت أم يحمل جنسية أخرى لأنة أي مطلع على الموقوع ويلاحظ لبسة ليس يمنيا وأنما خليجيا يكتب للمكلا اليوم وعلى كل حال كل الأمم تذكر أجيالها الماضية والمنقرضة على مدى الحياة أعتزازا بهم وأدوارهم في التاريخ فليس هنا منهجيا ولاوسطيا وكتبوا عن حضرموت كتابا ليسوا بحضارمة وتحدث عنهم مؤخرا الشيخ عائض القرني حفظة اللة بحديث أراد أن يقتدوا بة حاضرا .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح