عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2008, 04:18 PM   #86
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي

ويشاركنا ساهر الليالي من حلان السقيفة بالمساهمة التالية
القـات .. بين هموم الأسرة والدولةآثار وأرقام خيالية

--------------------------------------------------------------------------------

حيث أن القات من ضمن المشكلات الاجتماعية القابعة على أرض الوطن .. أرض اليمن الحبيبة ، وفي مقالتي هذه لا أدري كيف أتطرق ببداية موضوعها رغم الذهول والفجيعة .. هل أقول عن موضوع هذه المقالة قضية ..أم وباء .. أم هموم .. أم طاعون .. أم ماذا أسميها ؟! .. إنني في حيرة من أمري فهي من المشكلات الاجتماعية أكثر خطورةً من حيازة السلاح .. إنه القات !! .. وما أدراكم مالقات ؟! إنه شر ووباء لأموالنا وأسرنا وصحتنا ، فالقات من الأسباب الرئيسية في كساد الإقتصاد سواءً على الفرد أو على إقتصاد الدولة .



فاللأسف الشديد أن القات أصبح شيء ضروري في حياة المجتمع اليمني ، حيث كلما ظهر جيل جديـد واعي أخذ هـذا الجيل بإنطباع الأجيـال السابقة .. لماذا ؟!! لأنه لا يوجد هناك توعيات وإرشادات مكثفة لتوعية هذا الشعب والأجيال القـادمة بأضـرار ومخلّفـات هـذا النبات من النـواحي الصحية والإقتصادية والإجتماعية وسوف أتطرق عبر مقالتي هذه للأرقام الخيالية ، والأضرار من النواحي التي ذكرتها سلفاً ، فالأرقام مفجعة جداً أقتبستها من إحدى المقالات التي نشرت على النحو الأتي : ـ


أولاً : الآثار والأرقام من الناحية الإقتصادية كالأتي : ـ

1
.حيث أن رب الأسرة يصرف من دخله ما يقارب 48% على القات ، وفي طبيعة الحال يؤدي ذلك إلى نقص حاد في متطلبات ومصاريف الأسرة التي لا حول لها ولا قوة لتسير حياتها بشكل غير طبيعي .. أهذا يعقل ؟! فهذه النسبة التي يصرفها رب الأسرة كبيرة جداً ، ولو نظرنا إلى حالة الشعب اليمني وما يعيشه من فقر مستمر أن سبب ذلك يعود إلى ما يصرفونه على القات .


2
.الإحصائية التي توضح أن إنفاق الشعب اليمني سنوياً على القات ما يقارب ( 400 مليار ريال يمني ) أي ما يوازي ( 2.500.000.000 دولار ) مليارين ونصف المليار دولار ، ولو أستغلت هذه الأموال المهدرة في إنفاقها على الأسرة لما كان هناك فقر أو إضطرابات في مسيرة حياتها من متطلباتها ، وتعيش كل أسرة في رغد تام .



3.أما الإحصائية التي ذكرت أن صرف المياه المهدرة على زراعة القات هي ( 830 مليون متر مكعب ) فهذا شيء لا يصدق! .. ولو صرفنا هذه المياه في شيء مفيد أي في زراعة الفواكه والخضروات والحبوب بدلاً من صرفها على زراعة القات لكان أصلح لنا ولمنتجاتنا الزراعية مما يجعلنا من الدول المصدرة بل والكبيرة للإنتاج الزراعي ، ولكن هيهات!! .. فبوجود القات حال كل شيء من تقدمنا ومسايرة الشعوب التي تزحف للأمام ونحن متأخرين عنهم ، وتصنيفنا من الدول الفقيرة على مستوى العالم .


ثانياً : الآثار والأرقام من الناحية الاجتماعية كالأتي : ـ

1
.إن إنشغال الأباء والأمهات بالمضغ والتكيف في مجالس القات قد يؤثر على سلوكيات أبنائهم ، وضياعهم المحتوم ، فلو أن الأباء انشغلوا بأعمالهم ، والأمهات انشغلن ببيوتهن وتربية أبنائهن بدلاً من مجالس القات فسوف نخرج جيلاً صالحاً للمجتمع وللوطن أما غير ذلك فإنهم سيحذون حذو أبائهم وأمهاتهم.



2.ان القات له أثار جانبية على حياة الأسرة خصوصاً علاقة الزوجين من حيث التقصير لكل منهما بواجباته تجاه الآخر مما يعني ذلك فشل الحياة الزوجية ، وتفكك الأسرة ، وكذلك ارتفاع نسبة الطلاق بسبب القات .


أما مكونات وكيفية زراعة القات وأثرها على صحة مستخدمها : -


إن نسبة الأمراض المتفشية في اليمن عالية جداً ، ولا تظهر هذه الأمراض إلا بعد فترة طويلة ، وحسب الإحصائية فقـد بلغت عدد الحـالات المصابة بالسرطـان حوالي 6000 حالة سنوياً ، وهذا عدد مفجع جداً ، وغير ذلك من الأمراض مثل الفشل الكلوي ، وتليف الكبد ، وتشوه الأجنة ، والسبب في ذلك هو إستخدام المبيدات التي حرمت دولياً حسب ما ورد ، والذي يتعامل مع التربة التي تزرع عليها القات ، وتترسخ هذه المبيدات في التربة لسنين طويلة .



وملخص ذلك .. وهو عندما قرأت المقالة التي نشرت وحوت هذه الأرقام المفجعة ، والتي أذهلتني ، وبعد الكلام الذي ذكرته .. فإن هذا النبات ضار جداً على مستخدميها من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن هنا أناشد الشعب اليمني إلى متى ستبقوا غافلين وخاملين عقولكم بهـذه النبته اللعينة .. متى ستصحوا ..؟! بعد أن أهدرت أموالكم .. وفككت أسركم ، وشرّدت أبنائكم ، وأضاعت صحتكم وأوقاتكم ، وتفشي الفقر بينكم بسبب هذا الوباء الخطير ، وكذلك اناشد المسئولين بأن يحدّوا من انتشار زراعة القات ، والذي طالما بهذه الأرقام والآثار التي ذكرتها ، والأثر الكبير في كساد الإقتصاد .
  رد مع اقتباس