[سالم علي الجرو]

- 1 -
لعل الجدير ذكره ومن نافلة القول الإشارة إلى فضاء المعارف والوعي والحس الجمعي في فترة ألمعية ثقافة وطنية بالأمس القريب جدا .
كان المنهج الدراسي غير المنهج الدراسي اليوم , وكان الكتاب غير الكتاب وثقافة الشارع تختلف عن اليوم وكان للمذياع دور في نشر المعلومة والمعرفة حتى السينما تثقيفية . يمكنني الجزم بأن إنسان الأمس غير إنسان اليوم في الفكر والقرب من محيطه فكنت تقرأ المقال النابع من اهتمامات البشر وتسمع القصيدة الناقدة والعاكسة للواقع المحلي المرتبط هم وثقافة بالواقع العربي والعالمي .
- 2 -
كانت الأخبار عبر المذياع وكانت بيبي سي وحدها تتحف العرب بالطرب والموسيقى ونوادر اشعب وجحا وقصائد الغزل , وإذاعة عدن تخبر السامعين يوميا في نشرة المساء بأسعار الفواكه والخضروات في سوق خور مكسر . وإذاعات عربية موازية غزت العقول والأفئدة في اتجاه الانحطاط الثقافي والتحول من عالم الروح والقيم إلى عالم المادة وجرى إعداد مناهج دراسية باهتة واختفى الكتاب الدسم وتحولت المكتبات إلى مكتبات قرطاسية وكتب طبخ وتحضير الحلويات فحلت الخرسانة والمباهاة بالمظاهر والأشكال , وتحول الإنسان إلى الصورة التي نشاهدها ...