عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2002, 02:57 PM   #1
أبو أسامة
حال نشيط


الدولة :  أرض الحرمين
هواياتي :  القراءة والاطلاع
أبو أسامة is on a distinguished road
أبو أسامة غير متواجد حالياً
افتراضي من شطحات إمام الصوفية المعاصرة 1/7

من شطحات إمام الصوفية المعاصرة 1/7

يقول محمد علوي مالكي في صفحة (134) من كتابه الذي سمَّاه: "المختار مِن كلام الأخيار"، طبع في مصر سنة 1398هـ، نقلاً عن - عن السري السَقَطي – يقول: رأيتُ كأنِّي وقفتُ بين يدي الله عز وجل، فقال: يا سري ! خلقتُ الخلقَ فكلُّهم ادَّعوْا محبتي، فخلقتُ الدنيا فذهب منِّي تسعةُ أعشارهم ! وبقيَ معي العشر، قال: فخلقتُ الجنَّة فهرب منِّي تسعةُ أعشار العشر، فسلَّطتُ عليهم ذرةً مِن البلاء ؛ فهرب تسعةُ أعشار عشر العشر ! فقلتُ للباقين معي: لا الدنيا أردتم، ولا الجنَّة أخذتم، ولا مِن النَّار هربتم، فماذا تريدون ؟ قالوا: إنَّك لَتعلم ما نريد ! فقلتُ لهم: فإنِّي مسلِّطٌ عليكم مِن البلاء بعدد أنفاسكم ؛ مالا تقوم له الجبال الرواسي، أتصبرون ؟ قالوا: إذا كنتَ أنتَ المبتلي لنا فافعل ما شئتَ. فهؤلاء عبادي حقا.
لاحظوا هذا الكلام !! متى خاطب الله السري ؟ هل كلَّم اللهُ أَحَداً بعد موسى عليه السلام ؟ هل عن طريق الوحي ؟ هل نزل جبريل على أحدٍ بعد محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم ؟ انظروا هذه هي الأقوال التي أقول إنَّها أساس الخلاف بيننا وبين الصوفيَّة، وهو: التلقِّي، إنَّهم لا يتلقَّوْن مِن الكتاب والسنَّة، بل يتلقَّوْن مِن المخاطبة المباشرة – علم الحقيقة، العلم اللدني، العلم المباشر عن الله – كما يدَّعون أنَّ الله يكلِّمهم، ويخاطبهم مثل ما ذكر هؤلاء الأئمة – قشيش، أو الرازي، أو السكسكي، أو الأشعري -.
السؤال هنا للمالكي: كيف تنقل هذا النصَّ وتقرُّه ؟ وأين هم هؤلاء الذين يعبدون الله لا خوفا مِن النَّار، ولا حبًّا في الجنَّة ؟، هؤلاء أفضل مِن أنبياء الله الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين} والأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – تعوَّذوا مِن البلاء ؟ ومتى امتحن الله تعالى الخلقَ بعددِ ذراتِهم مِن البلاء ما تصبر له الجبال الرواسي، وهؤلاء هم – فقط – مَن يحبُّون الله ؟ والله عز وجل بيَّن لنا طريق محبتِه أعظمَ البيان، فقال الله تبارك وتعالى { يا أيها الذين آمنوا مَن يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يقاتلون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}، ويقول الله سبحانه وتعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتَّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم }.
فذكر أنَّهم يجاهدون في سبيل الله، وأنَّهم يتَّبعون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين يحبُّون الله.
وننتقل إلى نصٍّ آخر، يقول محمد علوي مالكي صفحة (135) نقلاً من كلام علي بن موفق، يقول: قال اللهمَّ إن كنتَ تعلم أنِّي أعبدك خوفاً مِن نارك فعذِّبني بها ! وإن كنتَ تعلم أنِّي أعبدك حبّاً لجنتك فاحرمني منها ! وإن كنتَ تعلم أنِّي أحبُّك حبّاً منِّي لك، وشوقاً إلى وجهك الكريم: فأبِحْنيه، واصنع بي ما شئت !!!
عجيب - والله – يعني أدعية النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلم الكثيرة في الاستعاذة مِن النَّار، وما أمرنا به سبحانه وتعالى أن نقوله في القرآن {ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النَّار }، ودعاء الذين ذكرهم الله تعالى في آخر سورة آل عمران {.. فقنا عذاب النَّار }، هذه كلها باطل ! وهذه كلها لهو ! وهذه كلها لعب عند الصوفيَّة !، والصحيح، والدين الحق – عندهم -: هو المحبة المطلقة، كما قلنا: العشق المطلق، يعني: كلمة "ثيوصوفية"، عِشق الله عِشقاً مطلقاً، محبة مطلقة، هذه هي التي كانت عند الهنود، وهذه التي ينقلها محمد علوي مالكي وجماعته، ويقولون: إنَّهم لا يشتهون الجنَّة، وإنَّهم زهَّاد في الدنيا، ومع ذلك ينقل هو - المالكي- في صفحة (129) من كتابه عن بشر الحافي، أنَّه اشتهى الشواء أربعين سنةً!!
أقول: فكيف يجمع المالكي بين نقله عن هؤلاء الذين لا يشتهون الجنَّة، وبين نقله عن بشر، وعن – أيضاً - رجلٍ يُدعى إسماعيل الدويري أنَّه اشتهى حلوى كذا سنين.
يعني هذا التناقض كيف يوفِّق بينه هذا الرجل ؟ علماً بأنَّه – أي: بشر الحافي رحمه الله - مِن أمثلهم، وأفضلهم، بل هو ليس صوفياً، إنَّما رجلٌ، فاضلٌ، عابدٌ.



هذه مقتطفات من رسالة للشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي ويمكن مراجعتها كاملة على هذا الرابط

http://www.addawah.net/sofiah.htm
التوقيع :
أعلل النفس بالآمال أرقبها === ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
  رد مع اقتباس