عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2012, 02:32 AM   #81
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ظاهرة التسول تهدد استقلال اليمن

صالح العجمي الاربعاء 2012/07/18 الساعة 12:25:33


استغلال وضع الانسان اليمني وعوزه نتيجة الأزمات والحروب المتوالية التي عانى منهاالشعب اليمني في الشمال والجنوب منذ عشرسنوات تتبناه القوى النافذة في المجتمع والتي يتزعمها زعماء القبائل بالتعاون مع اصحاب القرار في المؤسسة العسكرية خصوصا القطاع العسكري المتعاطف مع التيارات الاسلامية في الساحة اليمنية والتي يستمد منها شرعيته في ممارسة انشطته التي تصادر حرية الناس في تحديد قناعاتهم وتوجهاتهم الحزبية والدينية والمتهمين بالعمالة كما ورد في صحيفة الشارع خلال الايام القليلة الماضية .

العلاقة الوثيقة بين هذه الاطراف والقائمة على المصالح الشخصية الضيقة تعتبر العائق التاريخي امام التنمية وبناء الاقتصاد اليمني ,فكم نسمع عن تدفق المساعدات الإنسانية من الدول الصديقة والجيران والمنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية الى هذا البلد ناهبك عن موارد البلد الاقتصادية المتدفقة والتي لا تلبث أن تصل إلى المطارات والمواني اليمنية إلى إيدي اؤلئك المتنفذين والذين يهدرون تلك الجهود المبذولة ويتم الاستحواذ على تلك المساعدات وتقديمها بناءعلى حسابات شخصية وخلفيات الصراع والولاءات الاجتماعية بل انه يتم خصصتها وتحويلها الى تجارة خاصة للنافذين و تباع باسعار خياليه لا تصل اليها ايدي الفئات المستحقة العاجزة عن الدفاع عن حقوقها .

فالمنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية تواجه تركع تحت تسلط مباشر من قبل النافذين الغارقين في صراع حقيقي مع الشعب بفرض الفقرعليه فرضا والذين يرون أن تسهيل السبل أمام الجهات المانحة لمساعدة اليمن إنعكاس سلبي على وضعهم السياسي وأمنهم واستقرارهم وسحب بساط السلطة من تحت اقدامهم فتراهم يحتكرون تلك المساعدات في المخازن التابعه لهم وتقديمها للمواطن بعد معاناة شاقة من الوقوف في طوابير ايام عديدة حتى الحصول على جزء بسيط من تلك المساعدات ‘بعد إدراجها تحت اسماء جمعيات سميت باسماءهم تتولى القيادم بتقديمها كي يركع المواطن تحت اقدامهم ويتنازل عن حقه السياسي والديني والاجتماعي مقابل الحصول على لقمة عيشه .

فالكثير من المنظمات الانسانية التي قدمت لمساعدة المواطن اليمني غادرت والبقية ترتب اوراقها للرحيل نتيجة كل هذه الضغوط والعوائق التي تواجهها في اليمن بصورة استثنائية لتحقيق مكاسب سياسية من خلالها ودعم تكتلات والحاق الضرربالكثير ممن يتبنون فكر معين او ينتمون الى حزب لاينسجم معهم وهذه الضغوط قد لاتتكرر في البلدان التي تمارس تلك المنظمات فيها دورها الانساني فأصبحت رهينة الفشل في تقديم خدماتها للجمهور المحتاج وتم تسيسها من قبل النافذين والمشائخ ومن معهم من القيادات العسكرية واقصاءها عن الهدف النبيل الا نساني والذي لا يرتبط غالبا بإي مصلحة وابتزاز في موقف سياسي .

المشهد الانساني يختلف في اليمن عن العالم فهوامير السياسة ايديهم ممتدة إلى الخارج وعيونهم على مصادر الدخل من البلد ويتاجرون بوضع الانسان في السفارات والمؤتمرات الدولية بانتهازية قائمة على الطائفية كما هو ملف القضية الحوثية والقاعدة وتخويف الجيران ودول الخليج من التوسع الايراني في اليمن وابتزاز تلك الدول في الحصول على الدعم بإيهامهم بدورهم في تحجيم مثل تلك الحركة في حين يدخلون من الباب الخلفي مع ايران وغيرها من المرجعيات الشيعية بالمثل وبدواعي انسانية واخرى طائفيه مضادة .

الوضع في اليمن يستدعي من الدول الصديقة والجارة إن كانت تحرص على مستقبل علاقاتها مع اليمن وبحكم العلاقة الأخوية والدين والدم واللغة أن توقف هذا النزيف الجارف للنسيج الاجتماعي اليمني وان تواجه تلك الفئات المسترزقه بكل صراحه و تكف يد الدعم الشخصي عنهم فكيف بمواطن يمني يتقاضى رواتب خيالية بإسم اليمن من دول أجنبيه اليس هذا تدخل قذر لا يمكن أن يكون الا ممر للتدخل في القرار السياسي في البلد.

ولكن تضخم المعاناة التي يعيشها الشعب قد ولد الوعي الكافي بين اوساط الشباب الجامعي وشباب الثورة الذي يدرك حجم تأثير تلك التدخلات والتمويل للمشائخ على الثورة وتحقيق اهدافها.

و ليعلم أولئك أن المشائخ فقدوا نفوذهم في استقطاب القبائل واخضاعهم لقراراتهم الارتجالية والقبيلة اليمنية اليوم لديها كوادر جامعية مؤهلة من الصعب استدراجها في مثل هذا الوحل القديم وسياسة الشيخ وقطيع الاغنام , ولا يمكن استخدامهم في حروب قد تؤثر على المنطقة والتي كانت ورقة يهددون بها من يبتزونه ويفرضون عليه مطالبهم التي لايقل جرمها عن جرم قطع الطريق وجرائم القاعدة ومن يمارسون خطف الإجانب بل اجزم أنهم من يقومون بذلك لغسيل الخزينة العامة في اليمن وهذه صورة داخلية تعكس تلك الصورة على المستوى الخارجي والشعب اليوم هو من يقرر مصير نفسه وقام بثورته لبناء دولة مؤسسات قائمة على العدل والمساواة .

والانجرار خلف رموز القبائل التي لديها رصيد تاريخي من الفساد والعبث بخيرات الوطن ومن يساندهم في ذلك لم يعد مجدي والشعب ينظر اليهم عملاء استحوذ عليهم الجشع وقادوا البلد وسمعته الى الدمار فهم المتسولين في المقدمة وحياتهم وشركاتهم ومؤسساتهم وسياراتهم وبيوتهم كلها من التسول والمساعدات من الخارج والاستمرار في تمويلهم جريمة سياسية قد تظهر نتائجها على مستقبل العلاقات مع تلك الجهات في حال استمرار تدفق أموالهم على تجار الحروب والفساد بكل أشكاله في اليمن .

بل إن الدول التي تمد يد المساعدة وتصرف رواتب لغير مواطنيها ومن تعلم أنهم السبب في معاناة شعب وتدميره في حال أن الكثير من مواطنيها تحت وطأة الفقر ترتكب جرائم بشعة تتنافى مع العلاقات الاخوية والدم والدين والمرحلة التي تمر بها اليمن من الصراعات والحروب كانت كفيله بتعريتهم أمام الرأي العام ومدى استهانتهم بالدم اليمني
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح