مقابلة العطاس وإعلام الطلاء..!!
2014-01-25T21:42:20.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في
عبدالله الصعفاني
تابعت حيدر العطاس في مقابلة أذاعتها قناة عدن لايف المأزومة..
• لم يكن حيدر إلا عند عهده كمهندس للانفصال وفقاً لوصف المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، لكن الرسائل القصيرة الحكومية اختارت من اللقاء عبارات مجزأة ومبتسرة توحي لمن لم يتناول فطوره بعد أن حيدر العطاس الذي هندس للانفصال في الأعوام الأولى للوحدة حزين لأن البلاد تسير نحو التشظي.
• رسائل SMS احتفت بكون العطاس قال: نحن منفتحون على أي حل سياسي للقضية الجنوبية كلها، وبأنه يريد موقفا موحدا من الحوار يمشي على الأرض ويبحث عن شراكة مع اليمن وأن الوحدة الاندماجية فشلت والحراك مفكك وأنه حذر من الدفع بالقضية الجنوبية لمواجهة الأقاليم، كما اتصل بالرئيس هادي واقترح عليه القبول بمشروع الإقليمين. والحق أنني لم أرَ العطاس إلا غاضباً من استئثار علي سالم البيض برغبة الانفصال المسلح لحسابه وأن على قوى الانفصال أن تجمع الناس على علاتهم وليس كما تريد وبالأمر -وفقاً لتعبيره- واصفاً الدعم الخارجي للقيادة اليمنية بالهلامي والذي سينكشف بتوحيد الموقف الجنوبي.
• لم يقل لنا هؤلاء المحتفون بمقابلة حيدر العطاس إنه لم يثن على وثيقة القضية الجنوبية إلا لكونها -وفق تعبيره- أعلنت انتهاء الوحدة وأنه يبحث عن جبهة جنوبية تحقق له الانفصال في إطار ما أسماه التنوع، حتى أنه دعا إلى كتابة رسالة موحدة توقع عليها جميع القيادات الجنوبية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن تعبر عن إرادة واحدة.
• ظهر حيدر العطاس أكثر انفصالية من غيره لأن مجمل ما قاله لم يكن في السياق الذي حاول بعضنا تفسيره وفقاً لمنهج النعامة وإنما في سياق حرصه على أن يحقق انفصالاً مضموناً تقف وراءه وحدة الراغبين في التمزيق، مشدداً على أن الشمال وجد في وحدة 1990 فرصة لابتلاع الجنوب.
• هل فات الذين رقصوا على نغمة طبلة وربابة معنى أن يقول العطاس ما يكشف عن حماسته لدولة جديدة تتجاوز حتى تسمية دولة الاستقلال عام 1967، وهل ينطلي على جاهل أن حديثه عن وشائج إخاء يراها أهم من الشكل السياسي مع "الأشقاء في اليمن"؟
• لا غرابة في تسابق المتسابقين على استحضار الأدران والرقص على أوجاع القضايا التي طالما اعتبرها الشعب اليمني قيماً حضارية وإنسانية وفاخر بها ثم يجري التفريط فيها بمثابرة شمشون وهو يهدم المعبد صارخاً عليَّ وعلى أعدائي، بيد أنه يستفز العقل ويخدش مرآة المنطق هذه الأفعال الإعلامية التي تمارس أقصى درجة التخدير للمتابع وتجتهد في الصبغات وكأنها تروج لأحد مصانع الطلاء..
• هذا الأسلوب في تناول الأخبار أسلوب ينال من مهنة الإعلام وحصاده على المدى غير البعيد تشييع للمصداقية ويذكر بحكاية راعي الغنم وسكان القرية والذئب.