الوطنية في حياته وشعره
تغزّل المحضار كثيرا بمحبوبته اليمن ونسج لها أجمل الأشعار وسجع بأروع الأبيات، هنا أتركه يتحدّث عن محبوبته ومعشوقته اليمن:
محبوبتي اليمن
ــــــــــــــــ
حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن
حبي لها أمي سقتنا إياه في وسـط اللبن
إن عشت فيها لأجلها عانيت
وان غبت عنها أنا لها حنيت
والحاصل إن الحب شي ماله ثمن
من قال محبوبتك من؟؟ قلت اليمن
___________
أحـببتها في ثوب بالي عيف أبلاه الزمن
أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن
وسكنت معها تحت سقف البيت
وكل ماأنتّ أنا انيت
وصبرت حتى طاب عيشي والسكن
من قال محبوبتك من؟؟ قلت اليمن
___________
واليوم قدها لابسه الزينات والثوب الحسن
مابارميها نهب للحنشان والا للدفن
عن حسنها بعمي عيون السيت
إن شط باسكب في عيونه زيت
مهما شغف قلبه بها وألا افتتن
من قال محبوبتك من؟؟ قلت اليمن
___________
باخلص لها إخلاص عاشق في هواها مؤتمن
ماباصبر فيها على باطل ولا بعبد وثن
باحل بها من حيث ماحليت
وان عاهدتني بالعهود أوفيت
وان خان حد لابارك الله في الخين
من قال محبوبتك من؟؟ قلت اليمن
وعن المحضار شاعر الوطنية عامة والوحدة اليمنية خاصة فقد أجمع الجمع والجمعان بأن السيّد حسين أبو بكر المحضار ـ طيب الله ثراه ـ شاعر الوحدة في كلّ ذرّة من ذرّات أرض اليمن.. فقد شغف فؤاده وجوارحه حبّ الوحدة ليحمل بشائرها قبل تحقيقها وحمل عشقها وهيامها في لبّه وبين جوانحه في كلّ مكان كما فعل من قبله الأديب والمؤرخ والشاعر اليمني الكبير الراحل محمد عبد القادر بامطرف وكذلك المبشّر الأول بالوحدة الأديب والفيلسوف الكبير الراحل علي أحمد باكثير رحمهم الله جميعا وأيضا من تلاهم من شعراء اليمن في حضرموت والمهجر من أمثال بارجاش والحوثري وخميس كندي وسالم بن حميد وحسن باحارثة وأخيه حسين وجمعان بامطرف وغيرهم من الأفذاذ.
يقول السيّد المحضار رحمه الله:
ما شي كما الوحدة، وربك دوب للوحدة نصير
واللي بغى الفرقة وقع له من على السترة مرنْ
معاد نبغى التجزئة، فقنا.. صحا فينا الضمير
على خزى ذي ما معاهم في لقانا حسن ظنْ..
ومن أقواله الخالدة في الوحدة:
ياسين بسم الله سَمْ حيوا الثغور الباسمهْ
هلّ نوفـــــمبر وتم إلماّ هــب نود وبرود
مني تحية للعــــــلم وعلى الوطـن ومعالمه
من حيد صيره لا قسم من رأس شبوه لاعسير
وأيضا:
احنا مع الوحدة بكل ارواحنا هي والقلوب
وإن عاد حد ماتاب قُلّ له إحمد المولى وتوب
إلى متى الفرقة؟ بانحمِّـل انفسنا الذنوب
كل من بغى الاسلام.. ما يبغى الزمان الجاهلي
وتحققت الوحدة لينبري شاعرنا من نظم زامل فيبشّر فرحا:
من حضرموت الخير بالبشرْ جيت
ناشر على الوحدة شراعي
إللي بها فوق السماء إعتليت
وازداد بين الناس ارتفاعي
وفي القصيدة التالية يخاطب شاعرنا الحبيب الأديب الراحل علي أحمد باكثير المبشر الاول بالوحدة اليمنية منذ عقود من الزمن، والفنان الراحل محمد جمعه خان قائلاً لهما إنه يحتاج اليهما اليوم في هذا العرس الوحدوي ليألفوا ويلحنوا للوحدة.. وماست به الفرحة الى حد أن طلب من الفنان محمد جمعه خان ان يشدو بالوحدة من تحت ارماس قبره -طيب الله ثراهم جميعا- فيقول:
اليوم أنا محتاج لأمثالك ومثل الباكثير
في عهد وحدتنا التي قد وحَّدت كل اليمن
يألفوا ويلحنوا الحان للوحدة كثير
ويذكروا أمجاد حمير أوسبأ أو ذويزن
يابو علي هات غنّ للوحدة ففيها كل خير
واهتف لها واشدو ولو من تحت طيات الكفن
ويقدّم الشاعر الفارس الشجاع روحه ودمه فداء للوحدة ويقول:
يا وحدتي ياعزتي ويا مكسب رفيع الثمن
شفديك بالروح وكل ما جرى في عروق البدن
ويواجه مؤامرات الانفصال ضد الوحدة وينعتهم بالطاعون بقوله:
بالله وبالوحدة وبالقائد وبالقانون
بانطرد أهل الضر وبانقضي على الطاعون
ذي بطى فينا وفي أجسامنا ينخرْ
ها قد توحدنا وأصبح نصرنا مضمون
ولعاد بانسمع كلام الناس لي يهْدون
ذي هم بغوا البنيان لي نبنيه يتكسر
ويحمل على جمعهم بنصل شعر أمضى من الحسام اليماني إذ يقول:
مجنون منْ قال إنا بانفترق مجنون
ويش بايفك الربط ذي يربطه رب الكون
نحن خُوَهْ من قبل نجم السنبله يظهر