عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 09:28 PM   #4
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي



سبق وأن تطرقنا إلى ما جاء في تقريرالمستشار ( انجرامس ) الذي رفعه في عام 1934م قوله (( وقد بدئ في شق طريق بين الشحر وتريم ولم تواجه صعبوبة انشائية ويؤمل ان تكمل قريبا ))

لم تهتم السلطنتين ( القعيطي والكثيري ) بوسائل المواصلات لاضطراب الأمن في حضرموت ، وانتشار الفوضى والاضطرابات والصراعات القبلية ، ناهيك عن ضعف الامكانيات المادية لكلا السلطنتين ، فقد كانت الجمال الوسيلة الوحيدة لنقل المؤن والبضائع والمسافرين بين مدن حضرموت وأوديتها المختلفة . حتى جاء انجرامس عام 1936م وعقد اتفاقيات الصلح بين القبائل الحضرمية وأرسى دعائم السلم الاجتماعي ، فتحولت حضرموت نحو التفكير في استخدام السيارات كوسيلة نقل بدلا من الجمال التي كانت تقوم بمهام نقل المسافرين والبضائع للمسافات الطويلة ، وكان أصحاب الجمال أو كما يسمون ب( الجمّالة ) يتخذون من عملية النقل حرفة اعتمدوا عليها في كسب عيشهم ورزقهم . ويوجد في المدن الحضرمية الرئيسة محطات خاصة بالجمال تقف على اهبة الا ستعداد للتحرك عند وجود حمول من بضائع أومسافرين بين الساحل والداخل والعكس بأجور متفق عليها تسمى (الكراء ) .

ونشير الى أن أول مشروع شق طريق يربط بين الساحل والداخل كان بين الشحر - تريم ، و كان على نفقة أسرة ( السادة آل الكاف ) ، وسمىت الطريق ب ( طريق الكاف ) أو الطريق الشرقية. وقد بدأ العمل في هذا الطريق عام 1927م . وحتى يتم تأمين الطريق الذي كان يمر على الحدود القبلية لقبائل الحموم وسيبان وآل جابر فقد حالف السيد أبو بكر الكاف تلك القبائل وأخذ منها عهودا بأن لا تتعرض للسيارات المارة في حدودها القبلية المعروفة .

في المقابل تعهد السادة آل الكاف بدفع مبالغ مالية ترضي تلك القبائل نتيجة فقدهم ( الكراء ) عن جمالهم في حالة تكاثر مرور السيارات المحملة في الطريق مقابل ما حرموا منه من أجور ( كراء ) .

ونتيجة للظروف الطبيعية القاسية والوعرة وتنوع الطبيعة الطبوغرافية بين ساحل حضرموت والداخل ، وعدم وجود المعدات الحديثة ، استمر العمل في شق الطريق مايقارب من 10 سنوات حتى تم انجاز هذا المشروع الذي يمتد بين الشحر و تريم بطول 200 ميل وبتكلفة قدرت ب ( 1800000 ) ريال فضة ، وقد تم افتتاح الطريق في يوليو عام 1937 من قبل حاكم عدن برنارد رايليسنوات .

حاكم عدن برنارد رايليسنوات في لحظة افتتاح طريق الكاف

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بعد افتتاح طريق الكاف شكل إنجرامز لجنة وضعت لها ميزانية لعام 39 – 1940م، بمبلغ 6000 روبية خصص لصيانة الطريق وحراستها. وقد جُند لهذا الغرض عسكري و6 من البدو المساعدين له بعد أن تم تدريبهم. كما قامت اللجنة بجمع التبرعات لاختصار الطريق، وقُدرت تكلفة هذا المشروع بـ 1500 روبية.

في عام 1941م تم إعادة تشكيل اللجنة برئاسة إنجرامز، وعضوية كل من عبد الرحمن بن شيخ الكاف، ومندوب السلطنة الكثيرية أحمد بن جابر، ومندوب السلطنة القعيطية مساعد سكرتير الدولة. وقد خصصت اللجنة مبلغ وقدره ثلاثة آلاف ريال لإنشاء فرع يلتقي بوادي حضرموت في منطقة الغرف، وبذلك سيتم اجتناب العقبة الخطرة المنحدرة إلى تريم وتختصر مدة السفر من الساحل إلى سيؤن. وقد تم تعيين وكلاء لتحصيل رسوم المرور وضبط سير الحركة في كل من تريم والغرف والمكلا والشحر.

وإن كانت طريق الكاف طريق وعرة ممهدة وغير مسفلتة ، إلا أنها كانت فاتحة لمشاريع الطرق في حضرموت ، فتم من بعد ذلك شق الطرق لمرور السيارات وسط المسالك الجبلية الوعرة في انحاء متفرقة من حضرموت. منها الطريق القبلية التي تمر في وادي دوعن ، وساعد شق الطرق على استخدام السيارات كوسيلة للمواصلات، وازدياد عدد سيارات الأجرة والشحن التي تعمل بين مدن الساحل والداخل، إلا أن ذلك الاستخدام ظل مقيداً، فقد سُمح لسيارات النقل الكبيرة (اللوري ) بنقل الركاب (لا تتعدي الحمولة الواحدة 25 راكباً .

وقد ذكرت حينها ( صحيفة الترجمان ) في العدد (6) تاريخ 1356هـ و التي كانت تصدر في باتافيا بالمهجر الاندنوسي خبرا من مراسلها في حضرموت يقول : (( الموبيلات تسرح من البنادر الساعة 7 صباحا والساعة 5 قدها في حضرموت ، أول النول على النفر الراكب 10 ريال ذلحين زيدوا ريال واحد بغوه مال احتياطي لصلاح الطريق إذا فيها غيار ..))

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


في البدء قابلت القبائل الحضرمية شق الطرقات ضمن حدودها القبلية بالمعارضة ونظرة شك وانزعاج خوفا على مهنة الجمالة التي كانت مصدر رزق أساسي لهم ، ولكن بعد مفاوضات مع السلطات المحلية ومع المستشار انجرامس سُمح للسيارات بنقل البضائع المعرضة للتلف فقط. أما باقي البضائع فتحمل على الجمال . وقد اتخذت هذه الإجراءات لضمان عدم تأثير النقل بالسيارات على استخدام الجمال، الذي يشكل مصدر رزق أساسي للقبائل حضرموت .

توسعت شبكة المواصلات في حضرموت وبدأ إنتشار السيارات بشتى أنواعها وأحجامها و تأسست وكالات محلية تقوم بمهمة نقل المسافرين والبضائع بين مدن حضرموت . ونشرت الاعلانات في صحف عدن وصحف الحضارم في المهجر الشرقي منها ما أعلنه ( الشيخ عوض سالم باذيب ) في صحف المهجر منها ( صحيفة الترجمان العدد 25 تاريخ 1938م ) بأنه وبواسطة السيد أبو بكر ين شيخ الكاف أصبح وكيلاً لجميع سيارات نقل المسافرين والبضائع في حضرموت.

ظهرت مؤسسات خاصة لنقل بين عدن والمكلا وبين عدن وحضرموت وكانت تنشر اعلانتها في ( صحيفة الترجمان ) وكانت الأجرة للراكب الواحد ب ( 33 روبية ) وتستغرق زمن الرحلة يوم وليلة .

وظهرت تقاليد حضرمية جديدة في مهمة دور بعض المطاعم في حضرموت حيث لم تعد محصورة على تقديم وجبات الطعام للمسافرين والمارين ، بل شكلت المطاعم القيام بدور تنظيم الفلزة ، ومحطات للشحن وللمسافرين ، وتقديم الخدمات التي تتعلق بالسفر ، وقد حافظت بعض المطاعم الحضرمية بالقيام ببعض هذا الدور حتى هذه اللحظة .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لنا تواصل مع اوراق ذاكرتنا الحضرمية

التوقيع :
  رد مع اقتباس