[نجد الحسيني]

بسـم الله خير مبتدى
والحمد لله خير منتهى
والصلاة والسلام على المصطفى
والآل والصحب الكرام خير من اصطفى

جيش اليمن يا ... جيش

قلمي لا يطاوعني على اكمال الفراغات المنقوطة
لساني لا يساعدني على نطقها
جوارحي لا تسعفني بتضميد جرحي قبل جرحها
كلّي بأجمعي في ذهول وهيام وشرود جاوز الجنون

ولـكن لمع في خاطري بارق كلمة أرقّ وأنعم :

فيا جيش اليمن .. أيها الجيش يا أتعس جيش !!

كان بنفسي وبخاطري أن أصدح رافعا أسهمي فأصيح مجلجلا من نسمات أضلعي وذرات صبابتي :
(جيش اليمن يا اعز جيش) .. لـكن بهذا لن أكون صادقا مع نفسي وأكون قد خنت وطني وكذبت على بني وطني.
نعم! جيش اليمن ليس أعز جيش .. ويا ليته لا يكون الكلمة المنقوطة التي ربما احتاجت إلى نقطة الحلاج لملئ فراغها .

أحترت معك يا جيشنا فأنت ليس .. وليس في طلاسم بن عربي سحر وبيان وشرح ومعان.
وأنت ربما كنت النقط .. والنقطة عند الحلاج والعارفين نطع من بعد إيوان وصوان.

أصابني الدوار والصداع وارتفعت الحرارة مؤذنة بالحمى في جسمي وأنا أمرّ بناظري على الشريط الإخباري لقناة آزال في ساعة طرب ..
ويمرّ من أمام ناظري شريط غير مشروط ويا ليته ما مرّ حاملا مرّ أمرّ من المرّ.:

قتل 7 جنود من الجيش اليمني ،
قتل 43 جندي من الجيش ،
قتل 28 جندي من الجيش ،
قتل 15 جندي وقد أعدموا بالرصاص ...

يا لطيف ! يا مغيث ! يا منجي من المهالك يا ربّ ! تداركنا بلطفك يا لطيف يا لطّاف يا خفيّ الألطاف !!

ما هذا الهوان ؟ ما هذه السخرية وتلك المسخرة بهؤلاء المجندين المساكين !:

7 + 43 + 28 + 15 = 93 جندي مقتول في يوم واحد !!

بأي ذنب قتلوا ؟

إنا لله وإنا إليه راجعون !

من القاتل ؟ من فعل بهم ذلك ؟ من نكل بهم ؟ من ذا الذي أزهق أرواحهم وسفك دمهم ؟ زعموا بأنهم أفراد من القاعدة .
وكم كم في كم عند القاعدة من الزاعمين دم ونفس ومال ... وآخر ليس له آول .

من آي مدرسة قديمة أو حديثة تخرج جيشنا المغوار ؟ بربكم أنبئوني !؟
وعند من تتلمذ عسكرنا الشمّ الأنوف المغاوير ! هل أخبرتموني !؟

ماذا يصنع جيش العماليق في البيضاء ورداع ؟
وما عمل المظلات في ذمار ؟
وما دور الميكانيكا في أبين ؟
وماذا تكون أوامر الجيش في مدينة حضرموت ؟
وماذا تلعب الفرسان والألوية من خالد إلى اليرموك في مدينة تعز ؟
وماذا تصنع المدرعة الأولى وألوية الحرس الجمهوري والأمن المركزي في أرحب وفي صنعاء ؟
ماذا يصنعون هؤلاء العرمرم الأشاوس عندنا وفي وسطنا ؟

إلاّ أنهم يطعمون كروشهم على جوع أبناءنا .. ويرتوون على ظمأنا من ماءنا ودماءنا .. ويدفؤن على برد عظامنا وأعصابنا .. ويكتسون ويضحكون من عرينا في عراءنا.

ويا ترى من يحمي الحدود وهم مجتمعون ومتجمعون حولنا ؟
حتى أضحى البر والبحر ضحية في دجى وفي ضحى وصرنا مهددين من أرتيريا ومن الصومال ومن يدري ما في نفس الأحباش ؟
وصارت أجواءنا تدار بالهواء والأهواء ترتعي على بساط ريحها طائرات ومروحيات الأميركي تقذف وتقصف وكان قائدنا الأول يشجع ويهتف وقادتنا الجدد الآن تزاود بالهتاف.

يا حيف المرجلة .. حتى أن كرزاي الأفغان أبت عليه نفسه ذلك الهتاف الشنيع والاعتراف المريع .

أم ترانا قد كفينا وكفونا أعداءنا فما عاد بقي من عدو لليمن إلا الصنعاني والتعزي والحضرمي والشبواني والرداعي والذماري والعدني وكلّ يمني على تراب ومياه اليمن ؟

الا يستحق اليمن جيشا كما باقي جيوش العالم ؟

أنت اليوم يا جيش بلادي وأنتم اليوم يا جنود جيش بلادي لستم بحماة الوطن كما تزعمون ..
إلاّ أن تحمونه من مواطنيه وهذا ما قد سولت لكم به أنفسكم ووسوست به شياطينكم.

كنت أتمنى قول مرحبا بجيش اليمن لـكن وهذا حاله فالوداع خير وأبقى !
كنت أتمنى قول جيش اليمن يا أجمل جيش . يا أعظم جيش . يا أسعد جيش .. يا أقوى جيش ...
لـكني أعدل بالقول ما قلت أولا : جيش اليمن يا أتعس جيش !
حتى تعود إليك عظمتك وسعادتك و... حريتك...
وما نبذته وراء ظهرك من قديم حضارات الأباء والأجداد...
ولعلّ وعسى الخير كلّ الخير في الأحفاد.

نسأل الله تعالى الخير كلّ الخير للبلاد والعباد ونعوذ بوجهه العظيم من الشرّ كلّ الشرّ على البلاد والعباد.