[سالم علي الجرو]

غالبني النعاس قبل قليل فاستلقيت باسترخاء وقرأت المعوذات ، ومن عادتي بعد قراءة المعوذات وآية الكرسي ، التوقف - تلقائيا - عن التفكير والتخيل إلا هذا اليوم وهذه المرة . طرت إلى بلاد " خلوفة عاد وطار النوم . تخيلت أني أرى بوابات من جميع الجهات للدخول إلى من تسمت بكلمة واحدة: ( حضرموت ) , وبكلمتين: ( بلاد الأحقاف ) , وبثلاث: ( بلاد البخور والعود القافلي ) . يشدني التاريخ المسلي من جهة ويعتصرني حاضرها المثخن بالجراح من جهة أخرى.
إلى اللحظة لا أدري عبر أي بوابة أدخل وحكاية اسم: ( خلوفة عاد ) , يلاحقني بشعور الخوف وعدم الإطمئنان , محاولا تسلية نفسي بأن معذبتي ليست من خلوفة عاد , وما هو إلا قول شاعر غاضب عندما قال:
" ما حد يحلش يا خلوفة عاد = من حلها ما له قريحة
لي قوتها منقول من لبعاد = ولا محلتها شريحة " .
بوابات خلتها مخصصة لأهل عمائم بيضاء ولأهل البنادق القديمة ، ولأهل المحاريث والمناجل بوابة ، وبوابة المشكلين عمائم ملونة والذين استضعفوا في مرحلة ما من مراحل التاريخ فتخلوا عن ذكريات البنادق ونسوا عنتريات السيوف والرماح والهطف والفتيني والعيلمان ، وبوابات نخب ثقافية لا تجمعهم سياسة ثقافة تفلسف العصر وتحاكي الظرف ، ونخب سياسية لا تجمعهم رؤية موحدة ، بعضهم يهرف ليغرف وبعضهم أداة بالأصالة . بوابات لم أنظر إليها مع إحترامي لأهلها , تلك للذين يحملون الآباء الهوية الأصلية مستند وفي الوجدان ، ويحمل الابناء هويات أخرى وصار الإنتماء للوطن الثاني ..
الآن غالبني النعاس , وتذكرت المثل:
• إذا همتك الدنيا فرش ثوبي ونم "