[مردوف2]

أسباب حضور طنبورة



طنبورة جارية رومية , جميلة سنأتي على قصتها لاحقا والجمال مفتوح لمن لديه تفاصيل عن قصتها [ بكسر القاف وليس بالضمٌ ] . الأسباب أننا ابتلينا بمناقشة صغائر الأمور وصرفنا الجهد والوقت و الحبر والأوراق في هذه الصغائر وتركنا المسائل الكبيرة و المهمة , أي أننا مشغولين بالمذبّة و الثعبان على الفخذ , كما قال الإمام الغزالي يرحمه الله تعالى . هذا النهج العجيب يتكرر في كل محنة ومصيبة تصاب بها الأمة وكأنها بفعل فاعل أو من ورائها أصابع خفية , ففي الأندلس حمي الوطيس وتقرر إخلاءها من المسلمين , والفقهاء مشغولين :[ هل يجوز حلق لحية المرأة أو لا يجوز ] حتى سقطت . إنها إسبانيا التي يقال أن ميزانيتها تعادل [ هكذا يقولون ] ميزانيات ديارنا الجميلة من البحر إلى البحر . وحتى نجعل الموضوع في إطاره التاريخي والأدبي , لأن الفقه الإسلامي له أهله وغرفة خاصة به في السقيفة , ندخل في قصة [ طنبورة ] .
من منا لا يعلم بأن أجدادنا تمتعوا عندما اغتنموا فرص اللذة وما فوق اللذة في سنين خلت من الرفاهية والسيطرة وقوة النفوذ, وطنبورة جارية رومية لا تتحدث العربية وعندما يرغب سيدها استلقائها على ظهرها يفرش رداءه الطويل , وبتلقائية تعرف طنبورة ما هو المطلوب منها , إلا إنه في غارة مفاجئة من قبيلة مضادّة فرش الرجل رداءه ليأخذ أمتعته وينفذ بجلده مع جاريته الحسناء , وعندما عاد محملا ببعض أمتعته وجد طنبورة على الرداء مستعدة بكل قواها وعواطفها لعمل اعتادته منه , فقال مقولته : [ العرب وين وطنبورة وين ].