عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2014, 06:28 PM   #107
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



حســن باعــوم.. الإثيوبي العائد لانتزاع عرش اليمن




نور باذيب- مراسلة نبأ نيوز في عدن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بين ليلة وضحاها، هاجت وماجت شوارع اليمن تهتف بحياة هذا القادم الجديد (بالروح ، بالدم نفديك يا باعوم..!")
وكان الشباب ما أن رأوا فحول أحزابهم وهي تجثو على الركب لمقدمه حتى ألهبهم الحماس لمزيد من الهتاف
وشحذوا الأقلام لمزيد من التمجيد والتبجيل.. فمن ذا الذي يخبرهم: مـَــن هــو حسـن أحمد باعــــوم!؟

اليوم- وبعد عناء بحث وتقصي- نكتشف أن هذا الرجل الذي جثت له شوارع المعارضين اليمنيين هو مهاجر إثيوبي قدم إلى اليمن
برفقة أبيه في أواخر أربعينيات القرن الماضي- وهو لم يزل طفلاً.. فتوجه أولاً إلى عدن، ثم انتقل إلى حضرموت
وأمضى فيها أعواماً ليعود مجدداً عام 1961م إلى عدن وقد أصبح الطفل الإثيوبي شاباً يافعاً..

لم يستطع حسن باعوم إكمال الدراسة، وكانت آخر مرحلة درسها هي الأول متوسط (سابع)، لذلك عندما عاد إلى عدن
فتح دكاناً صغيراً لبيع الأقمشة.. وما هي إلاّ فترة قصيرة حتى استعرت الساحة السياسية في عدن بالأحداث..

ولأنه شاب مشاكس، ويحب المغامرة، أعجبته المظاهرات والإضرابات التي كان ينفذها شباب عدن، فانخرط معهم
وكان شعاره المعروف به بين أقرانه هو (خالف تُعرف).. ومنذ ذلك الحين بدأ اسم حسن باعوم يتردد على الألسن..

في عام 1964م انتقل باعوم إلى حضرموت.. لكنه بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني لم يعد مجرد
اسم بل صار أحد قيادات الجبهة القومية بحضرموت.. وترجم أول مواقفه السياسية بالوقوف مع الجماعات اليسارية
ضد الرئيس قحطان الشعبي.. فحضي إثرها بمنصب في اللجنة السياسية المكلفة بالانتفاضات الفلاحية والسمكية..

ولكنه أبان عهد الرئيس سالم ربيع علي تم تعيينه سكرتيراً للحزب في محافظة شبوة..
وهناك كشر باعوم عن أنيابه، وبدأ يلعب دور غير عادي من خلال سجن وخطف أعداد كبيرة من أبناء شبوة لأسباب سياسية.
كما صادر أملاك عشرات المواطنين، وشاع عنه التصفية الدموية لخصومه أو حتى المنافسين لمركزه..
وتورط في كثير من المؤامرات ضد الرؤساء – سواء قحطان الشعبي أو سالمين.

في عام 1978م، وبعد مقتل سالم ربيع علي تم الزج به في الحبس، وأمضى فيه أربع سنوات
خرج على أثرها بحالة مضطربة، وتم تعيينه مسئولاً للمشاريع اليمنية السوفيتية..

وفي عام 1986م وأثناء انفجار المواجهة بين علي عنتر والرئيس علي ناصر محمد، وقف حسن باعوم
إلى جانب علي ناصر، وقاتل في صفوفه، ثم كان بين من هربوا إلى صنعاء مع الرئيس علي ناصر..

لم يكن حسن باعوم مقتنعاً بالوحدة التي تحققت عام 1990م- حسب مصادر مقربة منه- فقد كان طبعه متمرداً
على كل شيء، ويؤمن بنهج (الثورية الدائمة).. لكنه ما لبث أن عاد إلى عضوية اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي
فقد أغرته الأزمة السياسية بين الاشتراكي والمؤتمر.. وبالفعل كان بوسعه خلال حرب الانفصال 1994م
الوقوف موقفاً قوياً وثابتاً مع قيادات الحزب الانفصالية، داعماً بذلك المشروع الانفصالي.

حسن باعوم – الطفل الإثيوبي الذي قدم إلى اليمن في الأربعينات- أصبح لاحقاً الصوت الأعلى في حضرموت
الذي يهتف في شوارعها بـ(حرق الشياذر واجب)، وغيرها من الشعارات الداعية
إلى "السفور"، وتحرير اليمنيات من الحجاب..
وهو نفسه أيضاً الذي عاث في شبوة وحضرموت فساداً، وبطش بأبنائها، ولم يترك أحداً من الميسورين
إلاّ وابتزه باسم الحزب، وصادر بعض أملاكه-.. فهو اليوم يعد بين كبار ملاكي الأراضي، والتي استقدم لها
أعداداً كبيرة من العمال والمزارعين الإثيوبيين وبعض الصوماليين
فكما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (العرق دساس)!
لذلك هو حتى يومنا هذا لا يثق باليمنيين ويجعل الغالبية العظمى من حراساته المسلحة من الإثيوبيين والصوماليين!!
أحد المقربين له حلل شخصية حسن باعوم قائلاً: " أنه رجل يبحث عن زعامة، وقيادة- كما لو كان يشعر بالنقص
بسبب خلفياته التاريخية والعرقية- وأفكاره ظلت كما هي أفكار الحرس القديم..
فنفسيته حاقدة ومهزومة، وأفكاره متقلبة، وذو مصالح نفعية".
لقد طفى حسن باعوم على المسرح السياسي مجدداً عقب الانتخابات الرئاسية، جاهراً بدعواه الانفصالية..
لكنه خلافاً لما كان يتوقع وجد نفسه فجأة محاطاً بحفاوة أحزاب المعارضة اليمنية
التي كرست منابرها للحديث عن شخصية بدت شبه أسطورية في قدراتها على الإطاحة بالنظام واعتلاء عرش اليمن..
وعندما اعتقلت السلطات اليمنية حسن باعوم إثر حشده مظاهرة في عدن تهتف للانفصال
وترفع أعلام الدولة الشطرية الجنوبية السابقة، أصدرت أحزاب اللقاء المشترك بياناً تدين فيه الاعتقال
وتعتبر ما أتى به باعوم جزء من الحقوق الديمقراطية.. ثم حشدت المسيرات
في الشوارع تهتف: (بالروح.. بالدم نفديك يا باعوم)!!

استوقفني المشهد طويلاً، وتذكرت حملة إبرهة الحبشي لهدم الكعبة.. و"أبو رغال"
ذلك الرجل الخائن الذي قبل أن يكون دليلاً.. وتذكرت فصولاً مما قرأت عن الاحتلال الحبشي لليمن..
وراودني سؤال: يا ترى أين ذهبت فحول اليمن من سيادتها ليأتوا بفحل حبشي..!؟
ويا ترى هل نسي من قال عنهم رسول الله "الإيمان يمان والحكمة يمانية"
حديث الحبيب محمد: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)..!؟



  رد مع اقتباس