عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2011, 12:58 AM   #266
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


بامطرف .. الباحث المؤرخ الصحفي الأديب ( 1905 ـ 1988م )

الجمعة , 14 يناير 2011
كتب : محمد حسين الحداد :

مقدمة :

في يوليو الماضي مرت علينا الذكرى الثانية والعشرون لرحيل الكاتب والمؤرخ الصحفي الأديب محمد بن عبدالقادر بامطرف ـ طيب الله ثراه ـ 1905م ـ 1988م .

الشخصية الألمعية التي حققت إبداعاً في مختلف المجالات فكانت ولا زالت كتاباته ومؤلفاته التاريخية وغيرها تثير النقاشات والتساؤلات ..

وما تركه لنا بامطرف من تراث أدبي وتاريخي وصحافي وغيره حري بأن تعدله البحوث والدراسات بالتحليل العميق من قبل المختصين والأكاديميين كواحد من المرجعيات الأدبية والثقافية التاريخية بحضرموت .. واليمن عامة ، وأملي أن أكون قد وفقت في تناول بعض من مسيرة حياته وإبداعاته ..

(( ابن عبيدالله وأفادات عن غيل باوزير وآل بامطرف ))

أفادنا العلامة المؤرخ السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في كتابه المرجعي ( معجم بلدان حضرموت المسمى إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت ) ص 62 ، 63 ( الغيل هو أرض واسعة فيها عيون ماء غزيرة جارية عليها نخل كثير ، وأكثر ما يزرع عليها التبغ ، وهو أجود ما يكون ، يرسل منها إلى عدن وإلى مصر وإلى الحجاز ، والغيل منسوب إلى الشيخ / عبدالرحيم باوزير ـ مولى الدعامة ـ بن عمر صاحب الغيل الأسفل المسمى بغيل عمر وغيل باسودان والشيخ عمر هو ابن محمد ـ صاحب عرف ـ بن سالم ـ المقبور بالجويب ـ بن الشيخ / عبدالله ـ مولى المحطة بالشحر ـ بن عمر بن الشيخ يعقوب بن يوسف باوزير مقدم تربة المكلا ، وما يعرف أن الغيل كان موجوداً من قبل سنة 743هـ ، ويتأكد من ذلك بأن وفاة الشيخ عبدالرحيم بن عمر باوزير كانت سنة 747هـ وقد اختطه قبل وفاته بزمان ، وقد أنجب الغيل كثير من العلماء ..

ويشير العلامة السقاف في ص 65، 66 من كتابه هذا ( أن آل بامزروع وآل بامطرف قنازلة وهم فخذ من كندة ، وقد نجع آل بامطرف من ( ريدة الصيعر ) إلى الهجرين ، وتفقروا وتركوا السلاح إلا أن آل مساعد على القول بأنهم منهم عادوا إلى حمله ، ثم افترقوا في البلدان واختلفوا في الأعمال ، وأول من نجع من الهجرين إلى الغيل من آل بامطرف الشيخ / عبدالرحمن بن أبي بكر وكان صاحب يسار فاشترى بالغيل أطياناً كثيرة تسقى من معيان الحرث الذي اشتراه أيضاً ووقف جميع ذلك على البطن الأعلى ثم الأعلى من ذريته ، وفي سنة 1071هـ كان القاضي بالغيل أحد ذرية الشيخ عبدالرحمن بامطرف ، ثم تولاه الفقيه محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر بامطرف وكانت ولايته سنة 1100هـ وممن تولاه منهم الشيخ أبو بكر بن محمد بامطرف وكانت ولايته بالمكلا سنة 1261هـ أيام النقيب صلاح بن محمد الكسادي ، وله فتاوى موجودة لدى الشيخ عبدالقادر بامطرف وهو والد الشيخ محمد بن عبدالقادر بامطرف الكاتب الأول بإدارة المستشار بسيئون وهو ولد بنيه ، سهل الخلق ، بعيد الغور يحب المطالعة ويعجبني منه أنه لم يقلد الأجانب في شيء من أزيائهم وعاداتهم مع كثرة اختلاطه بالأجانب وكان بمعية الناسك العلامة سيف الإسلام الحسين بن الإمام .

بامطرف في زمن العمالقة :

تحدث الباحث / عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي في ندوة ثقافية نظمها إتحاد الأدباء بساحل حضرموت في عام 2005م عن الأساسيات والظروف المكونة لشخصية الراحل / محمد عبدالقادر بامطرف والظرف الذي عاش في أحضانه هو وغيره من عمالقة الفكر دائمي الحضور في مختلف الرؤى والأحداث وكافة المتغيرات الحاصلة في المجتمع ، منوهاً إلى أن الذكرى الـ 17 لوفاة بامطرف صادف هذا العام الذكرى الـ 90 لميلاده ( أي قبل خمس سنوات من اليوم ) وما بين لحظة صرخة الميلاد وصمت الموت سجلت كل الأمور والتطورات ..

مفنداً دور بامطرف في الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي وكوكبة من أعلام تلك المرحلة كالعالم المتفرد بن عبيدالله والشاعر حسن بن عبيدالله والأساتذة محمد بن هاشم وسعيد عوض باوزير وحسين البار .. فكان لكل من هؤلاء منهجه الخاص في التعبير عنى أفكاره ورؤاه وثوابته التي تنحو جلها مجال التحديث والنهج العام السائد في مرحلة التنوير .. واستعرض الأستاذ / الملاحي نهج الراحل بامطرف الذي كانت له رؤيته ، ليس بتقديم المادة المعرفية فحسب ، بل في الأسلوب الذي جمع بين طريقة كتاب التجديد التي ظهرت في نهاية القرن الـ 19 ومطلع القرن الـ 20 عند الكتاب العرب والمصريين بالذات ، وبين الأساليب العربية الحديثة المتأثرة بالأساليب الأدبية الغربية في صيغها ومفرداتها ، ساعده على ذلك اطلاعه الواسع على الدب الإنجليزي فجمع بين أصالة الأدب وحدثته ..

بامطرف وكتابة التاريخ :

في نفس الندوة قدم الدكتور / عبدالعزيز جعفر بن عقيل قراءة في المناهج العلمية الحديثة التي استخدمها الراحل بامطرف في كتابه عن التاريخ وقراءته للمعلومة التاريخية مستعيناً بكتاب بامطرف ( ملاحظات عن ما ذكره الهمداني عن جغرافية حضرموت ) الذي استعرض فيه الراحل / بامطرف جملة من الحقائق والمعلومات التاريخية والمناطق الجغرافية بمحافظة حضرموت .. التي جاءت في كتاب الإكليل للهمداني .. مفنداً جملة من الحقائق والمعلومات مابين الموافقة على ما جاء في كتاب الهمداني والمخالفة له ، وإثبات بعض المعلومات الجديدة حيث عرض د/ بن عقيل هذا الكتاب بقراءته المنهجية العلمية الحديثة .

بامطرف صحافياً :

يعود اهتمام محمد عبدالقادر بامطرف بالصحافة والكتابة إلى وقت مبكر من حياته إذ مارسها بداية الأمر كهواية في عام 1922م وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة من خلال مراسلة بعض الصحف المصرية التي كانت تصدر آنذاك كصحيفتي الجامعة الإسلامية والجهاد ومجلة الرسالة .

ومحلياً شارك ببعض الكتابات في الصحف التي صدرت بالمكلا كمجلة المنبر في أواخر الثلاثينيات إلا أنه سجل حضوراً في الصحافة العدنية منذ صدور صحيفة فتاة الجزيرة مطلع عام 1940م ثم صحيفة الأيام والفجر والجنوب العربي وغيرها .

ويؤكد الأستاذ أحمد هادي باحارثة الباحث في أدب بامطرف ( أن الظهور البارز لبامطرف في صحافة حضرموت كان مع صدور صحيفتي الطليعة منتصف عام 1959م والرائد عام 1961م التي اتخذ فيها عموداً أسبوعياً تحت عنوان ( من وحي الحوادث والأخبار ) يعلق فيه محللاً على أهم الأخبار محلياً وعربياً ودولياً بل أنه ساهم في تحرير هذه الصحيفة نائباً لرئيس تحريرها ومؤسسها الشاعر حسين محمد البار وحضيت منه صحيفة الرأي العام الحضرمية بمقال واحد في عددها الأول الصادر عام 1963م وكانت هذه الفترة هي الفترة الذهبية لكتابات بامطرف المقالية .

وكانت تجري معه العديد من اللقاءات في الشؤون المختلفة إضافة إلى أنه كان مصدراً للأخبار لبعض الصحف فضلاً عن كونه هو نفسه كان مادة لبعض الأخبار تتناول أنشطته وتحركاته لاسيما عند شغله لبعض المناصب السياسية في دولة حضرموت القعيطية قبل الاستقلال ( 30 نوفمبر 1967م ) ومنذ أن بدأ بمزاولة الكتابة الصحفية وهو يذيل كتاباته وغيرها بأسماء مستعارة ، وتتعدد أسماؤه المستعارة في الصحيفة الواحدة والمعروف من تلك الأسماء ( حضرموت ، بو حضرم ، الكندي ، المجهول ، الصريح ، ابن الساحل ) والاسم المستعار الأول هو الذي كان يوقع به على مقالاته المبكرة التي كان يرسلها إلى الصحف المصرية ، و( الكندي ) ذيل به بعض مقالات أدبية في صحيفة الجنوب العربي ، أما سائر أسمائه فنشرها في صحيفة فتاة الجزيرة حتى استقر على الاسم المستعار ( ابن الساحل ) في صحيفتي الطليعة والرائد بالمكلا وفي منصف الستينيات خلع عن نفسه قناع الاسم المستعار وصار يذيل مقالاته باسمه ( محمد عبدالقادر بامطرف ) بعد أن قدم استقالته من العمل في الحكومة القعيطية بحضرموت ويلخص بامطرف فلسفته في استعمال الاسم المستعار بالقول ( تفي إلا بمقدار ما يقدمه الكاتب من خدمات نافعة لقومه عن طريق كتاباته ، إذ أن الخدمات النافعة وبها فقط نقد قيم الرجال ) .



بامطرف قاصاً اجماعياً

في مجال الكتابة القصصية أشار الباحث أحمد باحارثة إلى جملة من الكتابات القصصية للراحل بامطرف التي قدرت بحوالي 15 قصة أقدمها قصة ( القنبلة الذرية قالت لي ) و ( شخصيات لا تنسى ) وهي قصة ذات طابع اجتماعي تتحدث عن العدل المفقود في تلك الفترة .. نشرتا في منتصف الأربعينيات بصحيفة فتاة الجزيرة باسم ( المجهول ) إضافة إلى قصة ( القات ومشاكله الأسرية ) وقصة ( الشبح المتبدل ) والتي نشرت في صحيفة الرأي في مطلع الستينيات بتوقيع ( بو حضرم ) ثم نشر قصتين ( سر الجسم ) و ( كيف قتلوا ابن الغراب ) في السبعينيات في صحيفة الشرارة .. ثم نشر قصتي ( السمكة والسنار ) و ( ماهو السؤال ) في الثمانينيات في صحيفة الشرارة .. وقصة ماهو السؤال هي آخر قصة قصيرها نشرها بامطرف في سبتمبر 1987م ، وذكر الباحث أن هناك قصة أخرى صغيرة نشرت في الشرارة تحمل اسم ( هدية العيد ) في كتابه الحاضر الغائب ، ثم اتضح بعد ذلك أنها عبارة عن مسرحية قصيرة من فصلين كتبت باللهجة المحلية ونشرت عام 1978م ، أما القصتان التاسعة والعاشرة فلم تنشر ووجدهما الباحث في مكتبة بامطرف الخاصة أحدهما بعنوان ( قطرة من شهر عسل ) والأخرى ( الاجتماع المغلق ) أغفل بامطرف كتابة تاريخ القصة الثانية أما الأولى فأرخها في 14/10/1987م ويعتقد أنها القصة الأخيرة التي كتبها بامطرف على الإطلاق .

مؤلفاته :

له مؤلفات مختلفة وهي خير شاهد على سعة علمه وثقافته منها :

المختصر في تاريخ حضرموت العام .

تاريخ ما أهمله التاريخ لمحات من تاريخ جزيرة سقطرى

.معجم الأمثال والاصطلاحات العامية المتداولة في حضرموت

.الهجرة الحضرمية

.الشهداء السبعة

.في سبيل الحكم

.نظام الطبقات بحضرموت

.ملاحظات عن ما ذكره الهمداني عن جغرافية حضرموت

.الحاضر الغائب .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح