عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2012, 01:41 AM   #21
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت وأوزار الرفاق

8/21/2012 أحمد علي باهبري

حضرموت مجد الأمجاد
وماضي الأجداد
وحاضر الاجتهاد
لمستقبل الأحفاد
بأذن الله رب العباد
حضرموت حرة نقية من كل الآفات القذرة والأجسام الغريبة
كل عام وانتم بخير يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
عيدكم مبارك


عند انهيار المعسكر الاشتراكي العالمي والمحلي استبشرت جماهير شعب حضرموت وشعب الجنوب المتضررين من النظام الاشتراكي الشيوعي الذي فرض النهج المخالف للقيم الإسلامية والذي أوقف عقارب الساعة التي كانت تمشي وفقاً لما تقتضيه الحياة مثل جيراننا في الجزيرة العربية فقد عرقلت المسار الصحيح وأخذت المسار الخاطئ والفاشل. ففي المحطة الأولى والسنة المشؤمة من عام 1967م وفي حينها بدأ العبث في حضرموت والتلاعب بعقارب الساعة من جماعة الجبهة القومية، وعملوا على تغيير اتجاه عقارب الساعة عن مسارها الحقيقي المخالف تماماً لقيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة ولعاداتنا وتقاليدنا المتبعة، وبدأت بتطبيق النظريات اللينينه الماركسية الشيوعية، حتى المسميات لم تسلم من عبثهم وانحرافهم، ولا يدرك الواحد منا حينها لماذا سميت صحيفة الشرارة بالمكلا ومدرسة الشرارة بالغيل بداية تأسيسها ومن ثم تحولت إلى الريان وإطلاق أسم الشرارة عليهما، ولكن حباً وتعظيماً من الرفاق لأفكار معلمهم الماركسي لينين الذي اصدر أول جريدة عمالية في ألمانيا سنة 1900م تسمى " ايسكرا" أي "الشرارة" وتم تطبيق نظرياته على واقعنا في تحويل الملكية الخاصة إلى الملكية العامة "التأميم والانتفاضة" وأيضاً شملت كل ما كان على النهج الإسلامي بان يتغير إلى الفكر الشيوعي الماركسي.

مدرسة البادية وتحويل مسجدها إلى مستودع:

كانت مدرسة البادية المدرسة المثالية من حيث التدريس والتدريب العسكري والإنظباط في السكن الداخلي، وكان التدريس فيها من الصف الأول إلى الصف الرابع ابتدائي، وكان فيها سكن داخلي يضم حوالي لا يقل عن 100 طالب، وكانت متميزة بالنظام والانضباط المدني والعسكري وأروع ما فيها هو التزام الطلاب والمدرسين والعاملين بمواعيد الصلاة، كما يوجد بداخلها مسجد صغير لا تنقطع عنه الفروض الخمسة، ماعدا صلاة الجمعة يذهب الطلاب في طابور انتظامي إلى مسجد باناعمة لأداء صلاة الجمعة والعودة، وهذا من بداية تأسيسها إلى بداية السبعينات، ثم تم تغيير اسم المدرسة من مدرسة البادية إلى مدرسة الثورة، وحينها تم إضافة الفصول المتبقية إلى الثالث إعدادي، ولكن تغيّرت الأمور وانتهى الضبط والربط العسكري والانضباط في مواعيد الصلاة واعتبروا ما كان في السابق تخلّف ومن بواقي العهد البائد "الانجلوسلاطيني" إلى أن تعمدوا في إغلاق المسجد وتحويله إلى مستودع للمواد الغذائية هكذا يتعامل الفكر الاشتراكي مع النهج الإسلامي.

حكم الإعدام باتهام باطل:

ففي مطلع عام 1971م تم اتهام الرجل " الهادي" المنضبط في عملة العسكري النزيه في طباعة وتعامله اليومي مع المواطنين، وهو ضابط برتبة ملازم ثاني داخل حرم ميناء المكلا سابقاً، ولكن الحسد والحقد النابع من رفاق الفكر الشيوعي، وانه من بواقي العهد البائد، ولذلك فقد تمت المؤامرة عليه على أن يتم تكليف احد المتعاملين مع الضابط الهادي النزيه بأن يدفع له مبلغ الرسوم وزيادة من المحدد والمطلوب، وأن لا يأخذ أي سند في ذلك من هذا الضابط، وان يكون دفع المبلغ في آخر الدوام من أجل يتم القبض عليه في اليوم الثاني بتهمة استلام رشوة، وفعلاً تمت المؤامرة وسجن وقدم للمحاكمة وحكمت محكمة الشعب وباسم الشعب بحكم الإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت على هذا الضابط الهادي النزيه، ولكن بإرادة المولى عز وجل لم يتم التنفيذ بل تم التخفيض في حكم الإعدام إلى 15سنة سجن، ولكن دعوة المظلوم مستجابة، فبعد مرور ما يقارب ست سنوات تم الإفراج عنه ومازال يعيش إلى يومنا هذا "وإنما الأعمار بيد الله".

الشاب عاشور إقطاعي يستحق السحل:

هكذا أطلق على الشاب عاشور إقطاعي يستحق السحل، أليس من الحكمة أو الواقع وهذا الشاب الذي لم يمارس التجارة ولم يشاهد والده الذي توفى وهو في بطن أمه التي مازالت تكابد أوجاعه في الشهر السابع، وفي نفس الوقت تعاني أحزانها بعد وفاة زوجها الذي كان منتظراً ابنه بفارغ الصبر من اجل أن يقول هذا ابني سوف أحسن تربيته وتعليمه وأعرفه بأملاكي التي انعم الله عليّ بها منها الموروثة ومنها من اجتهادي وعرق جبيني، ولكن إرادة المولى عز وجل أن يولد عاشور يتيم الأب ويتربى في أحضان والدته وبين عشيرته لا يعلم انه قد أشير إليه اتهام الرفاق بأنه أقطاعي يستحق السحل ففي عام 1973م تم القبض على عاشور بتهمة إقطاعي وقد تقرر سحله وأدخل السجن، وكان منتظر مع من سبقه في السجن ممن أطلق عليهم الكهنوتيين والإقطاعيين، علماً أن احد الرفاق من الذين لهم رأى في هذا الأمر له ارتباط عائلي، وكان يتجاهل أن يتدخل في أمر عاشور، ولكن إصرار خالة عاشور التي تربطها علاقة القرابة بهذا الرفيق القريب من مصدر القرار الذي كان يتهرب خوفاً من أن يخفق في عمله، ولكن تم التحايل علي خالة عاشور وأعطيت لها رسالة إفراج مع وضع بعض الرموز في الرسالة الخاصة من اجل المخادعة والمغالطة، ولكن المسئول عن ملف عاشور لم يفرج عنه إلا بعد التأكد مما يهدف إليه الرفيق القريب على خالة عاشور، واتضح الأمر انه يفرج عليه لحين يتم موعد السحل، وكان الفارق بين يوم الإفراج ويوم السحل يومين فقط، وتم الإفراج وخلال ساعات لم يبقى عاشور في منطقته، واستعان بأصدقاء مخلصين وتم تهريبه إلى يافع، ومنها إلى اليمن والسعودية وهو حياً يرزق إلى الآن "إنما الأعمار بيد الله".

الرفيق الشهم ينقذ حياة أبو حشوان:

ففي عام1974م مرت سيارة في إحدى الشوارع المؤدية إلى خارج ضواحي المكلا، وحينها كان احد الرفاق واقفاً في الطريق، فتوقفت السيارة له وأخذوه معاهم في السيارة، فإذا باثنين من النفر من رجال الأمن وشخص آخر مربوط في السيارة "أبو حشوان"، فسألهم الرفيق لماذا هذا مربوط ؟ فقالوا للرفيق بإشارة اليد مثلما تذبح السكين الغنم أي "نقتله حسب الأوامر"، ولكن إرادة الخالق المعبود، جعلت من هذا الرفيق الشهامة والنخوة مثل عنتر بن شداد رفع سيفه أي رفع مسدسه الشخصي على أصحاب السيارة وأجبرهم على فك رباط هذا المغلوب على أمره، وأطلق سراحه وفر هذا الرجل هارباً، وخلال 72ساعة دخل حدود المملكة العربية السعودية، ولم يعود هذا الرجل إلى حضرموت إلا في عام 1993م، وقد قابل أبو حشوان هذا الشخص الذي أنقذه بفضل الله سبحانه وتعالى من موت محقق وأحسن مقابلته وأكرمه وتجاهل الشخصين الآخرين وما قاموا به، وترك الأمر إلى الله عز وجل "إنما الأعمار بيد الله".

لا خير في خير يأتي بالشر:

ففي عام 1990م غمرت الفرحة الجميع وقالوا خير وتحقق حلم الجنوب والشمال في تحقيق الوحدة، ولكن ما أن مضت أربع سنوات وإلا اقبل الشر من حيث لا يدري المواطن، فالعيوب شملت الجميع في البداية والأمر يعني الطرفان الجنوبي والشمالي فالأول يحمل الغباء السياسي والآخر يحمل الوباء الهمجي القبلي فالأخير لا يستحق أي ثنى على أي عمل قام به فقد دمر الحياة واستخدم نظرية كيف تستعمر الشعوب وبدأ بتطبيقها وكأنه في مرحلة المشاعية الابتدائية وأصبح الأمر لا خير في خير يأتي بالشر.

تشجعوا على المبادرة بالمسامحة:

فما ذكر أعلاه ليس للتشهير، ولكن للتذكير وإبراز الحقيقة وتحرير الذات من الجهل والخرافة الماركسية وعبودية الشيطان الشيوعي ومن قيود الحاجة والضرورة وويلات التشتت والتمزق والعودة إلى الله الخالق المعبود، وفتح باب الود ومراجعة الضمير وطلب العفو والسماح ممن تبقى على قيد الحياة فيما مضى من مراحل عجاف أُجبرت على الجميع الظالم والمظلوم.

كم سيكون مؤلماً ومؤسفاً عندما يصل الواحد متقدماً في السن ويعيد شريط حياته إلى الخلف ويتذكر ما عمله في شبابه، بعد أن قضى وقت كبير في أفعال لم ترضيه شخصياً ولا ترضي الله ولا خلقه، ولكن قيمة الإنسان تنبع من الرؤية الإسلامية وفي القيم الإنسانية خلقاً وسلوكاً والابتعاد عن الوقوع في المعاصي، فحضرموت تقول لأبنائها عودوا إلى صوابكم وتراحموا وتشجعوا على المبادرة بالمسامحة.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس