عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2012, 12:51 AM   #25
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ثورة 14 أكتوبر (العدو المقنع )

9/30/2012 سالم الجابري

اليوم نعيش صحوة إعادة الوعي التي تجتاح حضرموت والجنوب , ومع اقتراب ذكرى ثورة 14 أكتوبر اليمنية شحما ولحما وشعارات سياسية , ثورة لا شان لها بالجنوب لا من قريب ولا من بعيد , هذه الثورة قدمت لليمن ما لم تقدمه للجنوب وحضرموت , قدمت لليمن أرضا وثروة وتاريخا وتراثا عظيما أصبح ينسب لليمن ولا ينسب لأهله الحقيقيين , فقد أصبح امرؤ ألقيس وابن خلدون وباكثير وسليمان المهري والقمندان والمحضار والسلسلة طويلة أصبحوا يحملون الجنسية اليمنية بدلا عن جنسيتهم الأصلية .

أما ماذا قدمت هذه الثورة لحضرموت والجنوب , فقد قدمت الحقد والصراع وتجميد الزمن وتفكيك المجتمع وخلق الضغائن فيه وتجهيله وتخلفه وقهره وعزله عن العالم , فلا تنمية ولا استثمار ولا مستوى معيشي للناس يليق بهذا الشعب العريق , ونشعر بغصة عندما ننظر للأشقاء الأقربين وكيف حالهم وكيف أصبحنا .

ولكل ذي لب تتجلى الأهداف الحقيقية المستترة لتلك الثورة متمثلة في كلمة واحدة هي يمننة حضرموت والجنوب العربي و أخذه غنيمة وفيدا لليمن وترك أبناءه أيتاما على موائد اللئام , كما أوصلتنا إليه ثورة 14 أكتوبر اليمنية اليوم مع بلوغها هدفها النهائي .

وكي نكون منصفين , قدمت جيشا محترفا طبعا بهدف حماية تلك الإجراءات , لكن للأسف القيادة السياسية لهذا الجيش الرائع دمرته من الداخل ,لأنها لا تعرف قيمته , بل لا تعرف قيمة وعبقرية الأرض التي يقفون عليها وليس في أجندتهم مصلحة الشعب العظيم الذي يحكمونه , هم فقط مبرمجين على شعارات سياسية لا غير .

قبل ثورة 14 أكتوبر لم تعرف مناطق حضرموت والجنوب ولم تسمع عن اليمن واليمنيين باستثناء مدينة عدن وهي مدينة جاليات بها الجالية الصومالية والجالية الهندية والجالية اليمنية وغيرها , لكن الأخيرة – وهي الحامل الحقيقي ل ثورة 14 أكتوبر – كانت لها أهدافا إستراتيجية هي اختطاف الجنوب كاملا والهروب به نحو اليمن .

ولتنفيذ ذلك تسلل شباب تلك الجالية إلى ثورة الجنوب التحررية مستغلين في ذلك المد القومي الناصري في المنطقة العربية وحسن طوية الجنوبيين ,وكالضبع الجائع ينقض على القصبة الهوائية أولا ليسهل عليه الباقي .


أنقضوا على الهوية فحولوا الجنوب العربي وحضرموت إلى جنوب اليمن , وبذلك ضربوا العزة والكرامة الوطنية الجنوبية في مقتل . وبالمكر اليمني المعهود خلقوا ثنائية الجنوب والشمال ليظهر الأمر كفلقتين لشيء واحد وهذا لم يكن موجودا بالطبع قبل ثورة 14 أكتوبر فلم يكن سوى الجنوب العربي وحضرموت وهناك اليمن فقط ثم اختاروا مع أذيالهم من الرفاق الجنوبيين وبمساعدة بعض الفلسطينيين , اختاروا إيديولوجيا شاذة وغريبة عن المجتمع الجنوبي المسلم لتجريده من القيم والأخلاق العربية الإسلامية ليتم الاستلاب الكامل . وكان الرفاق الجنوبيين مخدرين أو كالسائرين نياما بشعارات يصوغها رأس الأفعى المدعو عبد الفتاح . وكان الشرفاء من أبناء الجنوب يتم تصفيتهم ومن لا تطوله أيدي الرفاق يتم تشويه سمعته وملاحقته .

وعشت وشفت – أيام الإعدادية – عبد الفتاح وسالمين والأخير أرشد الرفاق , وقد كانا بصدد إعدام كوكبة من أبنا احور , كان عبد الفتاح يخطب و سالمين يصفق و يقاطعه بشعار ( بو صلاح اليوم معلم رفاقه ... )

وكنا نردد وراءه ذلك الشعار برغم اللهيب المكتوم المبهم الذي ثار بداخلي حسرة على أولئك الفتية .
في نهاية الخطاب كانوا يعرضون علينا المحكوم عليهم واحدا واحدا وكانوا شبابا كالبدور الوضاءة , ويقول عبد الفتاح حكم الشعب بالإعدام فنردد كذلك .

وفي الجانب الاقتصادي والاجتماعي قام رفاق 14 أكتوبر بإجراء آت كان من شانها دق إسفين الحقد والكراهية في أوساط المجتمع الجنوبي والحضرمي , إذ ماذا نسمي أن يأخذوا أرض زراعية تعود ملكيتها لأكثر من ستين نفر أو أكثر وإعطاءها لنفرين من الفلاحين أو أخذ سيارة فلان الذي اغترب من اجل الحصول عليها سنين وإعطاءها لعلان , أو تأميم المساكن وإعطاءها لغير أصحابها .

هل في مثل هذه الإجراءات عمل تنموي أو اقتصادي أو عدالة اجتماعية لا يوجد عاقل على الكوكب أو في المجرة يقر مثل ذلك . إذن ما الهدف الحقيقي ؟
إن الهدف الحقيقي ليس سوى تمزيق المجتمع الحضرمي والجنوبي ليسهل عليهم تمرير اليمننة والوصول للهدف الأسماء وهو الذي نحن فيه اليوم من الضياع .

أما على المستوى الخارجي فقد عادت ثورة 14 أكتوبر كل المحيط الإقليمي وهو امتدادنا الطبيعي والتاريخي . فلديهم جبهة لتحرير عمان وأخرى لتحرير السعودية وثالثة لتحرير الإمارات والبحرين . ولم يتركوا لنا سوى منفذ وحيد باتجاه اليمن . ولم يتبقى لنا من أخ ولا صديق إلا اليمن واليمن فقط أما الآخرين فجميعهم أعداء .

فماذا أبقت لنا ثورة 14 أكتوبر ؟ غير الذل والهوان والضياع والمواطنة من الدرجة العاشرة في جمهوريتها اليمنية العظمى , فبعد نصف قرن مستقطع من عمر شعبنا , لازال أقصى طموحنا ومبلغ أحلامنا , توفير مبيد حشري للبعوض ناهيك عن الماء والكهرباء , فهذا ما جنته ثورة 14 أكتوبر علينا وما جنينا على أحد .

والآن و بعد أن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة , هل نحتفل بثورة الرفاق 14 أكتوبر ؟ علينا أن نحطم الأصنام فعبادتها رجس وأي رجس – لاحظوا أننا لم نتطرق إلى رموز تلك المرحلة السوداء عدى مثال بسيط - لأننا لا نطالب بانتقامات ولا ثارات فالبلاد والعباد مرهقين كفاية , وقبل أن تهرعوا إلى سلاح السب والشتم أعيدوا قراءة كلامي بتجرد من الشعارات التي ربينا عليها وضعوا المكابرة جانبا . فقط من أجل وطننا من أجل الجنوب العربي وحضرموت , من أجل حضرموت والجنوب العربي من أجل المستقبل ،ومن أجل البناء الجديد يجب الحفر إلى الأرض الصلبة , واللعب الجميل والمفيد يقتضي تسوية الملعب ورشه .


والله من وراء القصد .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس