عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2010, 01:07 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي مطـــاريق تريم شــيخ من لا شــيخ له...!!!

.

تريم مدينة حضرمية الهوية والسلوك وصفها أحد السلف الصالحين بقوله :

(( يابخت من تعنّى إلى تريم الغنــّاء ، والخير من ربه إليه ، والبركات تعود إليه، ولكل مجتهد نصيب ، والراجي ما يخيب ، ومطاريق تريم شيخ من لاشيخ له ، كيف لا والمشايخ بها جمـّه ، وهداة الأمّة ، وسراج الظلمة ..))

ونحن في هذه الأيام نتابع اعلان رسميا تم بموجبه بأن تكون تريم عاصمة الثقافة الإسلامية ... ؟؟؟

عجبت حين جاء الإختيار الرسمي من لدن جهات رسمية أولى بها أن تتخذ من مطاريق تريم شيوخا لها ، قبل أن تتخذ من تريم عاصمة للثقافة الاسلامية ، ذلك نحن في حاجة الى أن تكون تريم كما كانت ولازالت هي المدرسة الكبيرة للتربية والسلوك والزهد ، فشوارع أو(( مطاريق )) تريم ما هي إلا انعكاس لمدرسة السلوك والزهد والتواضع والخلق الاسلامي الحضرمي ، والذي كان الناس يتصفون به في سلوكهم ومعاشرتهم وأمور دينهم ودنياهم ، أنه سلوك من سبقوهم من صحابة الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، سلوك يقوم على التأدب والأدب ، وعلى التواضع والصدق ، وعلى الأمانة والزهد، وعلى الطاعات والعبادات ، وعلى الذكر ومنظومة القيم الاسلامية الرائعة في المعاملات .. !!

ومن هذه المطاريق تعلم القاصد والمقيم معاني (( السلوك )) والتي أثرت على تكوين الشخصية الحضرمية وعكست نفسها على الانسان الحضرمي حيث ما حط رحاله في أقاصي العالم ، استطاعت مدرسة (( مطاريق )) تريم السلوكية الوسطية القيام بحمل لواء الدعوة الاسلامية ونشرها في آفاق بعيدة حتى اصبحت شعوب تلك الدول في تعداد المسلمين تشكل الثلث في العدد.

نعم لقد نجحت في الماضي القريب مدرسة (( مطاريق تريم )) في تطبيق السلوك الاسلامي والدعوة إلى الوسطية ، ونجح من تخرج من مدرسة مطاريق تريم في أن يكون نموذجا للمسلم الذي يتمسك بدينة ويدعو للوسطية دون غلو أو تطرف ، نجحت مدرسة تريم حين كانت تنجب شيوخا تربوا على السلوك الاسلامي بكل ما تحمله كلمة السلوك من المعاني اللغوية والاصطلاحية ، حتى لكثرة عدد مشائخ تريم قال السيد عبدالله الحداد :

حسبي وفي تعدادهم لم أطمعي

نجحت مدرسة مطاريق تريم دون ضجيج وابواق اعلامية ودعائية ، ودون مهرجانات المنشدين ، نجحت حين كان الشيوخ والعلماء الأجلاء يفرون عن مجلس الحكام والسلاطين ، وينفرون عن أهل المال والجاه ، نجحت دون مهرجانات ترفع صور الرمز الحاكم ، نجحت وبدون مبالغ ومليارات وزينات وترميمات لقصور (( عشة ، والقبة ، والتواهي ...)) ودون أن تنطلق الألعاب النارية في سماء تريم ....!!

نجحت مدرسة مطاريق تريم للسلوك حينما كان يجن الظلام على اهلها فلا تسمع سوى في محاريب وصحون مساجدها اصوات الذكر، وفي جنبات شعابها ذكر الله من رجال في خلوات يذكرون الله قياما وقعودا .

ما أحوجنا اليوم أن تعود مطاريق تريم كما كانت وتكون لنا ولغيرنا شيوخا نتعلم منها وفيها معاني وقيم السلوك الاسلامي .





.
التوقيع :
  رد مع اقتباس