عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2011, 12:08 AM   #17
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

جرت العادة بأن لا أهتم بسلسلة انساب الشخصيات التي أترجم لها في مقالاتي في هذه السقيفة أو في غيرها من السقائف ، ولكن لابأس إن القي الضوء عن أصول الشاعر محمد بن ناصر القعيطي ، والذي ينتمي الى قبائل الموسطة اليافعية ، ومن هذه القبائل تنمي اسرة القعيطي في حضرموت وينقسم القعطة الى عدة فخائذ : ( آل حداد ، وآل مدشل ، وآل مخارش ، وآل لحمد ، وآل النقيب ، وآل دهري ) ، والى آل دهري ينتمي نسب الشاعر محمد بن ناصر القعيطي ، ويروى أن والده ناصر انتقل من قرية اسمها خمور الى شبام ، وكان ناصر الدهري القعيطي حاكما ينوب عن السلطان في شبام قبل أن يتم تعيين السلطان علي بن صلاح القعيطي ، يقول السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في كتابه ( ادام القوت في ذكر بلدان حضرموت ) عن خشامر وعن آل علي جابر ، ( الطبعة الاولى الصفحة 253 تحقيق ابراهيم المقحفي ) يقول مايلي:

(( ومن عاداتهم ان من فعل هذا الفساد لايخفره احد ( لايحميه ) . ولكن ناصر محمد الدهري .وقت ماكان على شبام من قبل القعيطي أعطى ثلاثه من الحداديين خفارة ( بعبد ) ,فتعرّضهم آل علي جابر وقتلوا الثلاثة وهرب ( العبد ), فحط عليهم ناصر ( الدهري ) بالمدافع ( اي على آل علي جابر ) , ولكن السيد ابوبكر بن عبدالله المحضار واخيه محمد كانوا وداً لآل علي جابر , فكلموا السلطان غالب بن عوض فيه فأمر برفع المحطة عليهم ( اي على آل علي جابر )..)).

ومن هذه الأسرة أسرة آل دهري القعيطية اليافعية كان مولد الشاعر محمد بن ناصر في شبام سنة 1318هـ . ولد في شبام وحاول أن ينأى نفسه عن الصراعات العشائرية التي تبدو بين فينة وأخرى بين القبائل المتناحرة ، ونأى بشعره ومساجلاته عن العنتريات القبلية ، وتفرد في شعره ليكون شعر الرقة والغزل والصبابة ، فترجم حبه وعشقه لشبام بواسطة تغزله في المحبوب فكانت المحبوبة تتراء لنا ( شباما ) و شبام هي المحب الذي يستأنس به وينشد الراحة والطمأنينة تحت افياءها ، وعرف عنه بأنه كثيرما كان يشيد بشبام ومن مرويات الشاعر والملحن والمغني سعيد مرزوق أنه قال : (( سمرت في شبام حوالي عام 1367هـ وكان الشعراء كثيرون منهم محمد بن ناصر ، وكانو يشيدون بشبام وانتهى السمر وطلبو اعادته ليلة أخرى ، وفي الليلة التي تقرر السمر فيها لحنت هذا الصوت :
ذا فصل يا الدمنه (1) شبام انشف دمّش= ولعاد شي حاجه تنوى معش حقش
سوق الحضا شرق بتاوى وبنط الهند سيئون= لي سوقها يرقل قنع ما يكف في ليل نهار
ردي النقا سابق صلي واطلبي ربش= قدّر عليش الله ماحد بالعصا هدّش
حتى الزريبه(2) تشتكي من دللها لي يكيلون= مردوف والصعبا وباشن وسالم ولد عمار(3)
لاحول ولا قوه يطفر من دخل سوقش=يخرج كما المجذوب ما يقدر على شوفش
ذا سالف الدنيا حد عبره وحد حاصله مليون= وحد يمر وقته في محنه كما لي يفقع الطار

-------------------------------------------
( 1) الدمنة : من اسماء شبام
(2) الزريبة : موضع بشبام كانت تجتمع فيه القوافل المحملة بالحبوب للبيع.
(3) مردوف ، والصعبا ، وباشن ، وسالم عمار : من اعلام الدلل في شبام.




واعتقد الشاعر والمغني والملحن سعيد مرزوق أنه بهذه الابيات استطاع أن يشفي شيئا من غله ...!! و رد على الذين مدحوا شبام ، حيث أنهم كانوا محقين فمدينة شباك كانت في تلك الحقبة تشهد طفرة تجارية بالنسبة لمدن وادي حضرموت وكانت مزدهرة بالعلاقات التجارية الواسعة حتى أن تجار مدينته ( سيئون ) كانوا يأخذون بضاعتهم من شبام .

ومثل تلك الرؤى الضيقة ربما كانت دافعا لغيرة شاعر ومغني وملحن بشهرة سعيد مرزوق حتى قال مثل تلك الأبيات والتي تختلف كثيرا عن ما نستقرأه في قول الشاعر محمد بن ناصر حين قال :

ذا خرج فصل حيا الله ذيك الليالي= حول بابكر والوادي بحاري جعيمه
حيث صوت الغناء تحت الجبالي=كم وكمن مغني يفرح القلب لا قد شل مغناه
آه يافاتني درك علي باالوصالي= واحفظ القلب وادركنا بليله نعيمه
والنبي والنبي ما شي ببالي= غير حبك في الخاطر مكانه يطلع فوق مبناه
لا تلومون من له ياعرب قلب سالي= لو ولو كان حتى يطير بخيمه
السلا خير من قيلا وقالي= كل سالي وجب يسكن بجنات هذا لي تمناه
حل سيئون واعمد السويح القبالي= باتحصل مرادك في السويح الرحيمه
كل محبوب لو يشرب صبر قال حالي= عادة أهل الهوى قولوا لعيظه يحكم مغناه
قل لمحبوب قلبي الحذر لا تبالي= نم على الجود والفعال الحكيمه
حل في القرن من حيث النصال الغوالي= لا نظرها عدو يفحس يساره ويمناه



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس