عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2014, 07:55 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


(العملاق الصغير) دراسة علمية واختراع .. رحل الفقيد ولم يرى النور


هنا حضرموت / صلاح العماري

الإثنين 10 مارس 2014



هااني

شيعت حضرموت مساء اليوم أحد شبابها المتعلّم المثقف الخلوق .. الشاب المخترع المهندس هاني محمد باجعالة الذي تعرّض مؤخراً لحادث مروري أدى الى كسر في قدمه .. وقد اتصلت به للاطمئنان على حالته فجاوبني بأن وضعه بخير وصحة جيدة ووعدته بمعاودته وزيارته بمنزله بمنطقة الشافعي بفوة .. ليأتي خبر الوفاة كالصاعقة – ولله الحمد من بعد ومن قبل – وقد ووري جثمانه الثرى بمقبرة يعقوب بعد الصلاة عليه عقب صلاة العشاء بمسجد الروضة بالمكلا وسط حضور رسمي وشعبي وأكـــاديمي كبير .

والصديق الزميل المهندس هاني باجعالة شرّف حضرموت والوطن بعدد من الاختراعات نال على إثرها جوائز وشهادات وميداليات ، وكان يتمتع بحُسن الخلق مع زملائه وعموم الناس .
شارك أخينا هاني باجعالة في المعرض الدولي للإختراعات بالكويت العام 2007م ونال الميدالية الذهبية عن إختراعه العملاق الصغير وهو عبارة عن ساعة عملاقة توضع على رأس جبل المكلا لتمثل معلما سياحيا ومرشدا للسفن في عرض البحر .. وقد نال هذا الاختراع اشادة دولية من الحضور ..

وكان الباحث المهندس هاني محمد باجعالة، من مدينة المكلا محافظة حضرموت أكمل مشروعه ( العملاق الصغير ) الذي دخل موسوعة جينز للأرقام العالمية، وتمثل المشروع الجديد في تصميم أكبر ساعة في العالم حدد موقعها في قمة جبل المكلا لتظهر للعيان كإحدى روائع المكلا وتتخطى اكبر ساعة في العالم المسجلة باسم العاصمة الايرانية طهـــــران.

وقد استكمل المهندس هاني باجعالة الذي يعمل مهندساً في الإدارة الهندسية بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون فرع حضرموت، مشروع البحث حول أكبر ساعة في العالم والذي اسماه (العملاق الصغير) وشمل البحث 200 صفحة باللغتين العربية والانجليزية.

وأكد الفقيد م. باجعالة أن فكرة إعداد مشروع أكبر ساعة في العالم تحتضنها عاصمة المكلا راودته منذ خمس سنوات لإضافة معلم جديد إلى معالم مدينة المكلا ويميزها بسمة مهمة تعكس اهتمام الحضارم بالوقت الذي كان وراء سر نجاحهم في التجارة ونشر الدعوة الاسلامية في أصقاع المعمورة، ومن خلال الموقع المتميز لمدينة المكلا جاءت إمكانية تطبيق فكرة إنجاز أكبر ساعة في العالم في اعلى قمة للمدينة لتكون على مرأى مواطنيها وزائريها والقادمين من جهة البحر والعاملين في مهنة الصيد، كما أنها لفتة جميلة للاهتمام بالوقت ولكي نستفيد من كل دقيقة ثمينة من أعمارنا.

وأضاف م. هاني باجعالة أن الدراسة احتوت على أربعة فصول رئيسية تشمل جوانب التحكم والسيطرة من خلال الدوائر الالكترونية المختلفة للساعة والإضاءة الكهربائية والبناء الإنشائي الهيكلي للساعة.
وتزين البحث بأفكار ابتكارية جديدة ورؤى مستقبلية وآفاق علمية، وتم تدعيم الأسلوب الإنشائي بالجداول والرسومات التوضيحية.

وقال إن الهدف من هذا المشروع هو الإسهام بإبراز هذه المدينة الجميلة بمعلم جميل وجديد وهو (العملاق الصغير) ساعة ضوئية مرئية قوية عملاقة وبين م. هاني باجعالة أن الساعة موضوع البحث يبلغ قطرها 60 متراً وبذلك فهي أكبر ساعة في العالم ورقم قياسي تتخطى الساعات العالمية كـ(بج بن)، في العاصمة البريطانية لندن وساعة طهران التي عدت كأكبر ساعة في العالم وبلغ قطرها 10 أمتار.

كنت أول من أجرى معه لقاءً في صحيفة (الأيام) في العام 2007م بعد احارزه الميدالية الذهبية عن اختراعه (العملاق الصغير ) بالكويت .. حكى – رحمه الله- لي قصة مشاركته في ذلك المعرض الدولي حيث جاءت المشاركة عبر النت حيث كان يتواصل مع زميل المهندس فهد باعشن مع ادارة المعرض عبر النت وجاءت الموافقة بمشاركته .. وقال لي : إن الاشقاء في الكويت استقبلوني استقبال الابطال وبسيارة مرسيدس كنت وحيداً مع السائق وبعد فوزي بالميدالية الذهبية كرموني وطلبت مني العديد من الدول الموافقة على شراء اختراعي ( العملاق الصغير ) مقابل مبلغ كبير من المال لكني رفضت ليضل الاختراع مسجلاً باسم بلدي .. ثم عاد هاني الى مطار صنعاء قادماً من الكويت ومحققاً الانجاز الكبير لمحافظته ووطنه .. وفي مطار صنعاء طلبوا منه دفع قيمة زيادة الوزن عن مجسّم اختراعه ( العملاق الصغير ) وهو مجسم لجبل المكلا وبه ساعة عملاقة .. فحاول اقناعهم أنه مثّل الوطن ونال الميدالية الذهبية لكنهم لم ينتصتوا له .. وقال لي منزعجاً : ( لم يتركوني إلاّ بعد دفع فارق المبلغ ) !! .

وبعد نشرنا لخبر اختراعه الساعة الكبيرة في أعلى جبل المكلا .. قال لي : هل تصدّق أن بعض الناس يتهكمون في المكلا على اختراعي والبعض الآخر يستهرون بالاختراع ويقولون كيف يمكن صناعة أكبر ساعة في العالم .. قل له لا تهتم فالزمن كفيل بأن يحقق ما تريد .. وبالفعل نال على إثر هذا الاختراع العديد من الجوائز .. لكنه – غفر الله له وأثواه الجنة – غاب عن الدنيا ولم يرى نور اختراعه على الأرض ..

أشرف على إدارة مركز الهاشمي للاختراع وهو رئيس اتحاد المخترعين بحضرموت وعمل معيداً بجامعة حضرموت اضافة الى عمله الرئيس مهندساً بالإدارة الفنية والهندسية بفرع المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون .

شارك في المعرض الدولي للاختراعات في جنيف – 22 ابريل 2010.. وشارك في معرض وارسو الدولي الخامس للاختراعات بجمهورية بولندا نوفمبر 2011م وحاز اختراعه دكتور تشير (الكرسي الطبيب) بمعية زميله فهد عبدالله باعشن على الميدالية الذهبية إذ ابتكرا المخترعان وسيلة لإنقاذ الحالات المرضية المفاجئة أثناء رحلات الطيران حيث يقوم هذا الجهاز باكتشاف وتشخيص الحالة المرضية وإشعار كابتن الطائرة بخطورة الحالة حتى يقوم بالهبوط في أقرب المطارات ليتسنى علاج المريض وإنقاذ حياته.

كما حاز اختراع كابينة الحياة للمهندسين هاني محمد باجعالة وفهد باعشن وعلي عبد الرحمن باعقيل وسالم أنيس عبدالعزيز ومحمد باعقيل وسالم باحمران على الميدالية الفضية ، وسبق أن نال هذا الاختراع الميدالية ذاتها في معرض ألمانيا الدولي في أكتوبر 2011م ويهدف إلى تقليل الخسائر البشرية أثناء كوارث الطيران .

بينما حاز اختراع ( HF ) للكشف عن الأشخاص المفقودين تحت الأنقاض أثناء حدوث كوارث الزلازل والفيضانات على الميدالية البرونزية .
وواصل المخترعان المهندسان هاني باجعالة وفهد باعشن التمثيل الجيد لبلادنا في المحافل الخارجية فبعد تتويجهما بالميدالية البرونزية في جنيف حصدا جوائز أخرى خلال مشاركتهما في معرض ابتكار 2010م الذي استضافته محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وقد قدم الاتحاد الدولي للمخترعين ممثلاً برئيسها عدد ست جوائز وميداليات دولية وزعت بين أروقة المعرض كأفضل ست اختراعات مشاركة في المعرض بتقييم الاتحاد الدولي للمخترعين وقد قام بتسليم الجوائز والميداليات رئيس الاتحاد الدولي للمخترعين وقد خطفت اليمن ثلاث جوائز دولية وهي كأس جمهورية استراليا للاختراع للدكتور خالد نشوان عن اختراع نشوان باراساوند , وجائزة جمهورية بولندا للاختراع للمهندس هاني محمد باجعالة عن جهاز HB2 للكشف المبكر والجماعي للإمراض الوبائية والفيروسية , وجائزة جمهورية كرواتيا للاختراع للمهندس فهد عبدالله باعشن عن اختراع BAASHEN TEC لمنع التدخين في الأماكن العامة بصورة إجبارية , يذكر أن المخترعين باجعالة وباعشن قد حققا ميداليتين برونزيتين في معرض جنيف ال 38 للاختراعات الشهر الماضي .

غفر الله تعالى لك يا أخي هاني .. وأسكنك الجنة دار القرار .. وبلّغك الفردوس الاعلى .. وجزاك خيراً عن اختراعاتك العلمية .. وألهم أهلك وأصدقائك الصبر والسلوان .. الحمد لله من بعد ومن قبل .. انا لله وإنا اليه راجعون
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس