انت ان سكت مت و إن نطقت مت قلها و مت .
( معين بسيسو ).
محور
كان القرن العشرون *قرن المصادرات * بحق , فقد حفل بالعديد من الوان المصادره على اختلاف انواع المصادَر ( بفتح الدل )
و على اختلاف انواع المصادِر ( بكسر الدال )
و بنظره عامه على القرن كله , ستلفتنا ثلاث حقائق واضحه :
الأولى : أنه لم يخل عقد من عقود القرن العشرين من حالة - أو حالات - مصادره سافره : سواء كانت مصادرة نص أو رأي أو حرية أو حياة انسان بأسرها .
الثانيه : أن النصف الأول من القرن , لم يخل من هذه المصادرات على الرغم من أنه يسمى عصر الليبراليه .
الثالثه : أن العقود الأولى - من القرن على ماشهدته من مصادرات - شهدت كذلك ألواناً من الحوار ( الحر و المقيد ) و السجال الجاد , حول قضايا بالغة
الحساسيه الدينيه و الوجوديه .
ماذا ينبغي علينا أن نفعل من أجل التغلب على تلك السلسله الرهيبه المتواصله من المصادرات ؟
يبدوا لي أن هناك محطتين رئيستين للبدء في مشوار مقاومة سلسلة المصادرات الرهيبه :
الأولى : ايقاف الحكم على الإبداع - أيا كان نوعه - من منظور ديني أو اخلاقي أو سياسي ,
ذلك أن المنظور السليم الذي ينبغي تقييم الإبداع من خلاله هو المنظور الفني الجمالي النقدي وحده إن كنا نريد تقارب الحضارات .
الثانيه : هي * الإعتراف بالآخر ( الديني و السياسي و الجمالي و الطائفي و الطبقي ), بما يتضمن
الإيمان بحقه في الوجود , و بحقه في التعبير عن نفسه ( سياسياً و فكرياً و تنظيمياً و شعائرياً ) , و القناعه
الأكيده بأن لا أحد , أو طائفه أو تياراً أو تنظيماً أو اتجاها , يملك الحق و الحقيقه بمفرده .
على أن * الإعتراف بالآخر * لا يظل ندائاً نبيلاً حارا يتنادى عليه الجميع بدون أن يطبقه أحد ,
بل ينبغي يتجسد تشريعياً في الدساتير و القوانين المنظمه , بحيث يعد الخارج عليه خارجاً على القانون
يستحق العقاب ,
كتاب / ثقافة كاتم الصوت
حلمي سالم
استشعر الكاتب التناقض المداهم للعقليات بمختلف مشاربها السياسيه و الفكريه و التنظييمه و الشعائريه
في القرن العشرين القرن العجوز نحن في عصر السرعه القرن الواحد و العشرون حيث تحل الحروب و تجثم و لا تلبث حتى تعتلي رايات السلام
ثم لا تلبث حتى تتدنى و تسقط تحت وطئ الأيديلوجيا المتجدده ( الأصوليه هنا نعمه من الله و لم يبقي من الأصوليين
و سلفيي الأمم الإسلاميه و النصرآنيه و اليهوديه سوى القليل من الكتب و الإشخاص القابعون في معتزلاتهم و صوامعهم
و الأمل في صناع المستقبل أن يتمسكوا بالجذور دون الفروع المهزوزه المتحاربه فكرياً )