عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2006, 01:21 PM   #60
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي

القات وعلاقته بأمراض اللثة والأسنان

طبيب الأســـنان: د/ محمد عقلان


مما يؤسف له أن تناول القات قد أخذ يتزايد بين أوساط و فئات المجتمع ومختلف فئاته الاجتماعية ؛ والسؤال المطروح من قبل الكثيرين هو : كيف يحدث تناول القات الضرر بالصحة العامة وباللثة والأسنان على وجه الخصوص?

وللإجابة على هذا السؤال نقول – عن معرفة ويقين – إن تناول القات يحدث ضرراً بليغاً داخل الحفرة الفموية فنجد أن التخزين ومضغ القات وحصره بشدة في دهليز الفم يؤدى إلى استمرار الضغط على حواف اللثة المحيطة بالأسنان مؤدياً إلى انحسار اللثة وانكشاف جذور الأسنان وكذلك حشر القات في المسافة بين الأسنان وبالتالي إلى حدوث مسافات بين الأسنان وفراغا ت تتجمع فيها بقايا الطعا م والقات ويصعب على الإنسان تنظيفها سواء باستخدام الفرشاة والمعجون أو حتى باستخدام الأعواد بين السنية أو حتى بالخيوط السنية ، ذلك أن هذه المسافات تتحول فيما بعد إلي ما يسمى بالجيوب اللثوية وان هذه الجيوب المتشكلة هي على حساب امتصاص العظم بين الأسنان وتستمر هذه الجيوب في العمق وبالتالي تؤدي في النهاية إلي امتصا ص المحيط بالأسنان فتبدأ بالتالي الآلام السنية الشد يده والتي تصنف على أنها اشد الآلام في الإنسان ، إذ تأتي بعدها في الشدة الآلام العينية وبالترتيب الثالث الآلام الكلوية ، مهما يكن فان هذه الآلام تتظاهر عند البعض عند تناول الطعام أو تناول القات ، وقد تظهر أحيانا عند شرب الماء البارد أو حتى الماء الساخن ، وفي أحيان أخرى عند تناول أطعمة تحتوي على سكا كر " كالحلويات- التمر-العسل.... الخ " ونحن إذ نتحدث عن الأمراض اللثوية الناتجة عن التخزين نقول أن هذه الأمراض هي عند الرجال أكثر من النساء على اعتبار أن عدد المخزنين في أوساط الرجال يفوق بكثير المخزنات من النساء ، كذلك نجدان عدد الرجال اكثر استهلاكاً للقات من حيث الكمية ، ولذلك سنجد أن الرجال المخزنين يحملون سلاحاً واحداً مرافقاً لهم وهو عبارة عن عود أو أعواد صغيرة ما أن يبدأ بالتخزين يبدأ مع هذه العملية ممارسة إزالة ما يتجمع في الجيوب لكن يفشل في المراحل المتقدمة من الإصابة ، ولذلك نجد الكثير من المخزنين يتوقف عن القات ويأتي مراجعاً طبيب الأسنان يشكو ألماً ويشكو صعوبة تناول القات ، وهنا يعترف أن ما أودى بأسنانه وضروسه هو القات.



وللأسف الشديد نصادف نحن أطباء الأسنان أشخاصاً ( والأكثر من الرجال) وهم لا يزالون في مقتبل العمر بين (20 - 40 )وقد أدى تناول القات المفرط عندهم إلى سقوط أسنانهم فنلجأ للأسف لعمل التعويضات السنية سواء الثابتة أو الأطقم المتحركة ،وهنا نجد هؤلاء المرضى ، يلجئون إلينا وكلهم حسره وندامة كونهم لا يستمتعون بتناول أقل لقمة طعامية ناهيك عن تناول أشهى المأكولات و سيد الطعام أنه اللحم ، وهنا يتعرض الكثير من الناس إلى التحرج و هو يأكل في أوساط المنسبات كونه لا يستطيع أن يتناول طعامه كبقية الحاضرين معه على المائدة و بالتالي يحصل سوء تغذية و ما أدراكم ما هي نتائج سوء التغذية إن أهم سبب لفقد الأسنان و أمراض اللثة في المجتمع اليمني هو تناول القات لا سيما و أن القات هذه الأيام أصبح مليئاً بالسموم و المبيدات ، الأمر الذي لا يؤدي فقط إلى إصابة اللثة و الأسنان بل و أغشية الفم و حتى اللسان ، أما تأثير السموم فيتعدى ذلك إلى أجهزة الجسم الأخرى ، كالمعدة و الكبد و الكلى و حتى الجهاز العصبي و الدوري ، وغيرها.

و بعد هذا الاستعراض لأضرار القات على اللثة لا بد من الحديث عن أثره على الأسنان و بالخاصة كما تعلمون أن الأسنان تلتقي مع بعضها كل 24 ساعة فقط 17-24 ثانية عند تناول طعام الوجبات الثلاث أو زيادة قليلاً وبالنظر بتمعن إلى الزمن سابق الذكر و مقارنته مع الشخص المخزن لا سيما من يتعاطون القات لأكثر من ست ساعات بالحد المتوسط نجد أن هذا الزمن سوف يتضاعف أربع مرات أو خمس مرات أو حتى ست مرات و بالتالي هنا الأسنان تكون معرضة للإنسحال و لتطور النخور بدرجة أكبر بعدد المرات سابقة الذكر هذا بالمقارنة مع الشخص غير المخزن ، لذلك عندما يراجعنا الأشخاص كثيري التخزين (أو بالأصح) من يخزنون ساعات كثيرة نجد أن أسنان هؤلاء الأشخاص منسحلة و كثيرة الحفر ، هذا بالإضافة إلى ما يصاحب ذلك من حركة أسنان كذلك نجد أن الجهة المستخدمة في التخزين – عادة جهة اليسار – أكثر إصابة من الجهة الأخرى – جهة اليمين 0 و العكس بالعكس .

إن ما ذكر سابقاً لمحة سريعة مختصرة و موجزة .
  رد مع اقتباس