عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2007, 11:21 PM   #1
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down ابن سبأ ... وهم مفترى عليه من قبل السنة والشيعة على حد سواء !!!!!

قال الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه واصفا طبيعة الدنيا :

إذا اقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره ... وإذا أدبرت سلبته محاسن نفسه .



من منا لم يسمع عن أبي ذر الغفاري ؟

إنه الإشتراكي الأول في الإسلام ... قال عنه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :

رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده .

ومما يلفت نظرنا أن نجد أبا ذر البدوي الوحيد الذي دخل الإسلام قبل الهجرة حيث كان النبي معذّبا مضطهدا ، والبدو في العادة لا يدخلون في دين لا قوة له ، فهم مؤمنون بالقوة ويحتقرون الضعف بشتى أشكاله ولذا وجدناهم يسخرون من النبي محمدا يوم أن كان ضعيفا مضطهدا ، ولم يكد ينتصر ويأخذ بزمام القوة بيده حتى رأينا القبائل البدوية تدخل إلأى دين الله أفواجا .

كان أبو ذر يشبه الأنبياء ولعله كان نبيا من طراز خاص ، فهذا الرجل يسبق البدو جميعا بالتوجه إلى الله ثم سبقهم بعد ذلك في الثورة على المترفين ... إتهم أبا ذر المترفين بأنهم يزعمون أن يد الله مغلولة وأن الله فقير وهم أغنياء فلاموه في ذلك فقال لهم لو كنتم لا تزعمون لأنفقتم مال الله على عباده ... غضب منه عثمان بن عفان رضي الله عنه غضبا شديدا وقال ملن حوله اشيروا علي في هذا الشيخ الكذّاب ، إما أن أضربه أو أقتله أو أنفيه من الأرض فإنه فرّق جماعة المسلمين فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكان حاضرا : اشير عليك بما قاله مؤمن آل فرعون : ان يك كاذبا فعليه كذبه وان يكن صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذّاب .. غضب عثمان من جواب علي وأمام نفاذ صبره أمر بنفي أبي ذر وأن لايشيعه أو يودعه أحد ، والظاهر أن عليا لم يسمع بهذا المنع أوتغافل عنه وخرج لتوديع أبي ذر يصبحه ولده الحسن والحسين وأخوه عقيل وابن أخيه عبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر رضي الله عن الجميع .

قضية أبي ذر كانت الشرارة الأولى التي أندلعت منها الفتنة الكبرى في عهد عثمان وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخشى أن تندلع تلك النار في عهده فكان يداريها ويلطّف منها ما أستطاع إلى ذلك سبيلا وقد تنبأ عمر بقرب إندلاع النار ولو بقى رضي الله عنه على قيد الحياة مدة أطول لقضى على جذور الفتنة أو استمر في التلطيف من وقعها ، ويبدو أن عثمان لم يكن بذلك الرجل الحكيم الذي يستطيع أن يفعل شيئا في هذا السبيل ... كان عطوفا شديد اللين والرحمة محبا لأقربائه وتلك لعمري صفات تليق برجل يقبع في بيته ولا تصلح لرجل يدير دفة سفينة في بحر شديد الموج .. وقد ظهرت في عهده كما أشار الدكتور طه حسين طبقة قوية من أصحاب الملكيات الضخمة وكان بإزائها المحرومون من سواد الناس وهذا أمر شديد الخطر فهوبمثابة وضع برميل بارود قرب شعلة من النار سيما اذا كان في الناس وعاظ من طراز أبي ذر .

يتبع ........................



المرجع :

وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي .
  رد مع اقتباس