عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2007, 11:23 PM   #2
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

أرجع المؤرخون السبب الأكبر في تلك الفتنة إلى عبد الله بن سبأ ذلك اليهودي الطارىء الذي دخل في الإسلام يريد الكيد به ... قالوا عن ابن سبأ : إنه قد ساءه انتشار الإسلام وانتصاره فجأ يريد تحطيمه على رؤوس أصحابه وقد نجح اللعين في ما أراد :lol نجاحا منقطع النظير ، والظاهر أن أصحاب الملكيات الكبيرة التي نشأت في أيام عثمان هالهم ذلك التذمر الذي انتشر بين الجمهور ازاء ثرواتهم المفرطة فنسبوا هذا التذمر إلى شخص يهودي طارىء جاء يريد المكيدة بالإسلام وأهله ، وكأنهم بذلك أرادوا تغطية السبب الأصلي في ثورة الغوغاء عليهم .

إن الأعمال العظيمة التي تنسب إلى عبد الله بن سبأ :n_06 لا يمكن أن يقوم بها إلا عبقري أو ساحر أو منوّم مغناطيسي من طراز فذ ، فهو لا بد أن يكون ذا عيون مغناطيسية تكسر الصخور أو ذا قوة نفسية خارقة تجعل الناس أمامه كالغنم يتأثرون بأقواله من حيث لا يشعرون ، ولو كان قد ظهر في أيام عثمان مثل هذا الرجل لوصل إلينا وصفه على وجه من الوجوه ، والغريب أننا لا نجد لابن سبأ ذكرا في المصادر المهمة التي قصّت أمر الخلاف على عثمان فلم يذكره من المؤرخون سوى الطبري في رواية واحدة من رواياته هي رواية سيف بن عمر ، ويبدو أن المؤرخين المتأخرين اعتمدوا في حكاية ابن سبأ على هذه الرواية وحدها وأخذوا يزايدون عليها ويستفيدون منها لأغراضهم المذهبية المتنوعة ... ومن المدهش حقا أن نجد المذاهب الإٍسلامية على اختلاف أنواعها تؤمن بحكاية أبن سبأ وتبني عليها كثيرا من آرائها ... ولا نجد في كتب التاريخ حكاية وهمية تروج وتبقى على توالي الدهور مثل هذه الحكاية السخيفة ، ولعل هذه الحكاية قد لاءمت أغراض جميع المذاهب فتمسكوا بها وأخذوا ينشدون عليها في كل وجه ، ورحم الله ذلك الداهية الذي اخترعها فهو قد اخترع بها آلة فكرية لا تقل في فائدتها عن آلة الطنبور التي يضرب عليها المبتهج والحزين ويتلذذ بها الفقير والغني معا ::3 ::3

يروي الشيعة حكاية ابن سبأ فيذمونه وينسبون إليه كل نقيصة ويطعنون في سلوكه ، فهم يعزون إليه الغلو في تقديس علي بن أبي طالب أو تأليهه ، ولعلهم يقصدون بذلك أن يدرأو عن أنفسهم تهمة الغلو في علي وهم يقولون أن عليا أحرق أصحاب ابن سبأ بالنار لغلوهم فيه ونفى ابن سبأ نفسه إلى المدائن .... وعلى هذا فالشيعة ضربوا عصفورين بحجر واحد فهم من جهة نزهوا إمامهم علي من حب الغلو فيه وهم من الجهة الأخرى برهنوا على أنهم ليسوا من السبئيين الغلاة ( لعنة الله عليهم ) :n_77 أما أهل السنّة فقد استفادوا بدورهم من حكاية ابن سبأ استفادة كبرى فهم يحبون الصحابة كلهم لا فرق في ذلك بين من أسلم قبل الفتح أو أسلم بعده فهم يحبون مروان ومعاوية وهم يحبون عليا وأباذر وهم يحبون كل من صحب النبي ولو يوما واحدا ... كلهم في رأي أهل السنة أخيارا وأبرارا رضي الله عنهم ورضوا عنه :|| :|| وهنا تظهر لهم مشكلة كبرى فهؤلاء الصحابة تنازعوا وتشاتموا وتقاتلوا وكفّر بعضهم بعضا فكيف يتقاتل الأخيار فيما بينهم ياترى ؟:anf :n_77


قال أهل السنّة : أن السبب في هذا التقاتل هو اللعين ابن سبأ ، فهو الذي أثار الثورة على عثمان وهو الذي حرّض الصحابة بعضهم على بعض من حيث لا يدرون وهو الذي منع الصلح بينهم حين كان الصلح وشيكا ، ولذلك نجد ابن سبأ وقد تحمّل أوزار العالمين جميعا ، ولو كان شخصا حقيقيا لكثر بكاؤه واعتراضه على هذه التهم التي تكال له وهو نائم فكل مكسورة ترمى عليه كما يقول المثل الدارج :lol

يتبع .....................
  رد مع اقتباس