عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2007, 11:24 PM   #3
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

كل حركة اجتماعية جديدة تتهم في أول الأمر بأنها من صنع الأجانب والزنادقة ، فإذا نجحت واستولت على الحكم صارت من صلب الدين ودخلت في سجل المقدسات الموروثة ( منطق عجيب طبعا ) :% :% فلو أن الحركة الإشتراكية التي دعى إليها أبو ذر نجحت لأصبح أبو ذر في تاريخ الإسلام من أعظم الرجال ولعدّه المؤرخون من الحكماء أصحاب النظر البعيد والرأي السديد ، ولكن أبو ذر فشل في حركته فأصبح في نظر الكثيرين من الناس مهووسا أو مغفلا أو خارجيا ، ومات أبوذر منكوبا منفيا ولم يبق ذكره إلا في قلب علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر ومن لف لفهما ، ولو أنه مات منتصرا لربما رأينا بغداد تسمى اليوم بلد أبي ذر بدلا من بلد الرشيد :c-14 (31) ... إنها طبيعة الحياة وقد وصفها علي بن أبي طالب وصفا محكما ( كما أسلفنا ) ومن المؤسف أن نجد الناس وفيهم المفكّر والحكيم والفيلسوف ينجرفون مع الدنيا فيحكمون على الأشخاص بما تحكم هي عليه ، فرب صدفة صعدت بانسان إلى أوج المعالي فجاء الناس من بعد ذلك ينسبون إليه كل حسنة ويعدون نجاحه ناشئا عن بعد نظر ورجاحة عقل ، ولو حققنا في الأمر لوجدنا أن الحظ قد ساعد ذلك الإنسان فنجح في معركة أو مات عدوه فتغلب عليه لكنه ارتفع رغم ذلك في أعين الناس وأصبحت كل سيئاته حسنات ، وقد يفشل الإنسان العظيم أحيانا من جراء مصادفة سيئة طرأت عليه فيأخذ الناس عند ذلك بالبحث عن عيوبه حيث يعزون فشله إلى سوء نيته أو ضعف تفكيره ويقد يقولون عنه أنه كان عميلا مأجورا من عملاء الأجانب .


أنا ( والعياذ بالله من كلمة أنا ) كمسلم تبلورت مداركه وتوسعت معارفه بعد أن قرأ عبر التاريخ ونتائجه لا أرى أن الخليفة الأول أبوبكر رضي الله عنه قد استحق الخلافة لأنه صلى بالناس في مرض النبي الكريم وغدى ذلك إشارة نبوية بخلافته لا يجب الخوض فيها أو نقاشها .... ولكني سأعمل العقل في ما جرى في السقيفة ومطامح المهاجرين والأنصار جميعا في بروز شخصية منهم تقود المسلمين وتطلع علي للخلافة للخروج باستنتاج يفيد أنني أمام معركة سياسية ولست أمام ملائكة وأنبياء سرعان ما برز الخلاف بينهم قبل أن يوسد النبي الكريم في لحده ..... فعثمان رفض التنازل عن الخلافة وقال عبارته الشهيرة : لن أنزع ثوبا ألبسني اياه الله معتبرا أن الخلافة قد جاءته كخيار إلهي ، ومعاوية لم يكن حريا بتولي قياة المسلمين وتأسيس ملك عضوض تفردت على اثره بني أمية بقيادة الأمة وما جرى بينه وبين علي كان فتنة كبرى وجب عدم غض الطرف عنها أو سدل الأستار عليها وتأجيلها إلى أجل غير مسمى والإدعاء أنها فتنة قد كفانا الله شرها دون وضع اعتبار يذكر لما خلفته من شق في وحدة المسلمين وبروز الطوائف والأشياع والأحلاف ... كيف نريد من الشيعة التخلي عن تعصبهم وشذوذهم وغلوهم الديني ونحن كسنّة نعيش نفس النمط مع فارق بسيط وهو اعتقادنا بأننا دعاة حق وأتباع منهج سليم غير منحرف ولو بحثنا في مجريات التاريخ وما أقمنا عليه تلك الحقوق والمناهج السليمة ( حسب الإدعاء ) سنكتشف زيفها والتهرب من معالجة قضايا أفرزتها ....

التراث بحاجة إلى رجال شجعان يجمعون على نقضه بعيدا عن مراى ومسمع الحركات السلفية الجهادية وشيوخ نجد ومن خلفهم علماء الأزهر الشريف والاخوان المسلمين وعلى رأسهم القرضاوي الذي يتجنب الخوض فيه ويعده بعضهم اجماعا للأمة على الحق في حين أن ذلك الحق ليس حقا خالصا ولكن الزيف والبهتان واختلاق القصص والرويات والعمل بالأحاديث التي وضعت في حينه للترويج لحكم بني أميه وبني العباس وورثها عنهم أصحاب العروش الإسلامية القطرية اللاحقة كانت زيفا اعتراه ولم نعد قادرين على التخلص منه رغم ادراكنا بحقيقة الزيف ... نحن بحاجة لمن يشكك في صحة كتب البخاري ومسلم ومن يرفض أن يجعل من محتواها كتب لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ويصر على إقرانها بالقرآن ككتب مقدسة اضافية لا تقل قدسية عنه ..... وحتى ننقض التراث سنبقى في غينا الذين لن نفيق منه ما حيينا إن لم يبادر علماء الأمة وقادتها إلى الإتفاق على غربلة كتب التراث واعادة صياغة التاريخ حسب معطياته دون غض الطرف عن سلبياته قبل إيجابياته .

سلام .
  رد مع اقتباس