عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2007, 11:19 PM   #8
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي




عثمان رضي الله عنه لاشك أنه أحد رجال الإسلام العظام .. عثمان لو لم يفعل شيئا سوى تجهيزه لجيش العسرة لكفاه رضي الله عنه .. فضلا عن الكثير من الأعمال الجليلة كشراء بئر رومة من اليهودي وجعلها صدقة للمسلمين .. فيمكن للمرء أن يحدث عن فضائل عثمان ولن يفيه حقه .. فلا أحد يقدح في عثمان وفي فضل عثمان رضي الله عنه .. لكن قراءة تاريخ شئ والإقرار بفضل هؤلاء شئ آخر .. ففضله لايمنع أحد من قراءة الوقائع والأحداث التي جرت في عهده رضي الله عنه .. فعثمان ليس باشرف من محمد صلى الله عليه وسلم .. فهاهو رب العالمين يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم .. (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) ويقول له عز وجل : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .. فماذا تكون فضائل عثمان رضي الله عنه مقارنة بفضائل محمد صلى الله عليه وسلم .. ورغم ذلك سرد لنا القرآن الكريم أحداثا تاريخية فصّل فيها لنا بعض أفعاله صلى الله عليه وسلم ..

ثم أن عثمان كما ورد في كثير من السير بأنه رجل فيه لين وطيبة وحياء وصلة للأرحام ومحبة للأقارب لدرجة إستغلها الطلقاء كمروان بن الحكم ومعاوية بن أبي سفيان .. بل أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كما روت كتب السير والتراجم تحرّض عليه فتصفه وتسميه ( نعثل ) .. وهذا محمد بن ابي بكر الصديق يمسك بلحية عثمان ويجرها .. وقال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء الأول صفحة191 وهو يعدّ عمّار بن ياسر من المحرّضين على عثمان : ( وكان عمّاراً متعصّباً على عثمان بسبب تأديبه لـه .. وضربه إيّاه في ذلك .. وذلك بسبب شتمه عبّاس بن عتبة بن أبي لهب .. فتآمر عمّار لذلك وجعل يحرّض الناس عليه ) .. وكان طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه من اشد الناس تحريضا على عثمان فقد روى البلاذري في انساب الشراف بنوعبد شمس الجزء /5 صفحة 81 عن ابن سيرين قال : ( لم يكن من أصحاب النبيّ أشدّ على عثمان من طلحة ) ..

بل أن عثمان رضي الله عنه عندما قتل لم يستطع الصحابة دفنه إلا بعد ثلاثة أيام ودفنوه سرا خوفا من نبش قبره والتمثيل به .. وجاء في مجمع الزوائد عن مالك ابن أنس قال : ( قتل عثمان فأقام مطروحاً على كناسة بني فلان ثلاثاً .. وأتاه اثنا عشر رجلاً منهم جدّي مالك بن أبي عامر.. وحويطب بن عبد العزّى وحكيم بن حزام .. وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان .. معهم مصباح في حُق فحملوه على باب .. وأنّ رأسه تقول على الباب : طق طق حتى أتوا البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه.. ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال : لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرنّ الناس غداً .. فحملوه حتّى أتوا به حش كوكب .. ) :
وجاء في تاريخ ابن عساكر : ( قام صعصة بن صوحان إلى عثمان بن عفان وهو على المنبر فقال : يا أمير المؤمنين .. ملت فمالت أُمّتك فإعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أُمّتك .. وتكلّم وأكثر فقال عثمان : يا أيها الناس إن هذا البجباج النفاج ما يدري من الله ولا أين الله ..فقال صعصعة لعثمان : أما قولك ما أدري من الله فإن الله ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين .. وأمّا قولك : لا أدري أين الله ؟؟ فإن الله لك لبالمرصاد ثمّ قرأ صعصعة : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) ..


هذه الروايات لم تضمّها الملفات السرية أو تناقلها علماء الرافضة فهي مبسوطة في كتب التواريخ ونحن لن نعتمد روايات الطبري عن سيف بن عمر الضبي .. بل سنعتمد على ماجاء في مجمع الزوائد والبداية والنهاية و الإصابة والإستيعاب وسير اعلام النبلاء وتاريخ ابن عساكر وغيرها .. فرغم كل ماورد من تحريض واضح من بعض كبار الصحابة على عثمان رضي الله عنه .. فهل تغيّر أو نقص شيئا من فضل عثمان رغم كل ذلك ؟؟ ؟؟ لكن قراءة التاريخ يجب أن تكون قراءة مجرّدة وتكميم الأفواه والمنع عن نقل عن أحداث ذكرها يملأ كتب السير والتراجم عند أهل السنة أمر لاجدوى منه فهل سنمنع متاح ؟؟ ..

عثمان بن عفان رضي الله عنه رجل له من الفضائل مالا يعد ولايحصى .. ولكن الفضائل أمر والسياسة وإدارة شئون الدولة أمر مختلف .. فهاهو معاوية إبن أبي سفيان الذي لم تصح ولم تثبت له فضيلة واحدة في الوقت الذي نجده رجل دولة ورجل سياسة من الطراز الأول .. فعثمان رضي الله عنه على فضله لم يكن رجل دولة إطلاقا .. بل وصف باللين والحياء والطيبة وليس فيه شئ من حزم وشدة عمر رضي الله عنه الذي إستطاع إدارة الدولة رغم كل الظروف والتحديات بكل كفاءة وإقتدار .. فإنفلت زمام الأمر على عثمان رضي الله عنه .. وإستبد الطلقاء بكبار الصحابة من أهل بدر والرضوان .. وإستغلوا طيبة عثمان وصلته لأرحامه أسوأ إستغلال .. وكانت هذه أبرز المحفزات والدوافع التي جعلت كبار الصحابة من أهل بدر والرضوان .. يحرّضون عليه كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة بن عبيدالله وعمار بن ياسر وعبدالرحمن بن عديس البلوي وصعصعة بن صوحان .. وجهجاه الغفاري الذي سلب العصا من يد عثمان وكسرها على ركبته .. ومحمد بن أبي بكر الصديق وغيرهم ..

أما الروايات التي عن الأكذوبة عبدالله بن سبأ فهي لاتصح مطلقا .. فهي تقوم وتدور على أقوال سيف بن عمر الضبي وقد شرحنا حال سيف عند كبار أئمة الجرح والتعديل من أئمة أهل السنة كالدارقطني ويحي بن معين والنسائي والرازي وغيرهم .. ولم ترد روايات يعوّل عليها بخصوص عبدالله بن سبأ سوى روايات سيف بن عمر الضبي .. فسيف مجروح بل متهم بالزنقة والضعف كما أسلفنا ولا حاجة لنا في الإطالة عن ذكر الأكذوبة عبد الله بن سبأ طالما أنها تقوم على رجل وضّاع للحديث متهم بالزندقة والضعف ..

الأخ المشرف العام ..

دعك من كتب الرافضة فكتب ائمة أهل السنة الكبار تثبت بأن كبار الصحابة من اهل بدر والرضوان كانوا يسبون ويشتمون عثمان رضي الله عنه وهو على المنبر .. بل أن أحدهم سحب عصا كانت بيد عثمان وضرب بها على ركبة عثمان حتى إنكسرت .. فهل هؤلاء الصحابة روافض ؟؟ فإن كان كل من سب عثمان أو تنقص منه رافضيا قبيحا إذن فأم المؤمنين عائشة وأخوها محمد بن أبي بكر الصديق وغيرهم من كبار الصحابة لاشك سيكونون روافض على هذا المفهوم الغريب .. إذن لايجب أن ننساق خلف رمي الإتهامات .. لأنه لو إتهمنا كل من سب عثمان فنكون سبينا كبار الصحابة .. وهذا تناقض ظاهر يوقعنا فيه الضعف وعدم القدرة على تبيين الحقائق .. فبعض الذين لايعرفون سوى كيل الإتهامات للمخالف يريد أن يسكت الآخرين بمثل هذه الإتهامات .. فيقعون في سب وإتهام كبار الصحابة .. خصوصا أنه لايستطيع أحد من خلق الله أجمعين أن ينكر بأن بعض كبار الصحابة شتموا وسبوا عثمان في وجهه وهو على المنبر .. وألّبوا عليه الناس .. فسب عثمان رضي الله عنه من قبلنا أمر مرفوض وغير مقبول البتة .. ولكن لايجب أن نحاور الرافضة بهذا الأسلوب .. لأنه إن قلنا لهم مثلا : أن كل من يسب عثمان فهو قبيح ورجل سوء .. فسيأخذون بأقوالنا ويتهموننا بأننا نحن نسب الصحابة .. وهذا تناقض يجعلنا في موقف الضعف مع الرافضة ..

سلام

.

التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-10-2007 الساعة 12:00 AM
  رد مع اقتباس