الموضوع: بيان !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2009, 06:08 AM   #12
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ القبايل. [ مشاهدة المشاركة ]
و شكرالك استاذنا على دعم الموضوع بهذا التعقيب والتحليل الرائع

شرف لي وجودكم ضمن الردود

عيد مبارك

.

إن الذين أكثروا من الرغاء في هذه السقيفة خلال اليومين الماضيين حول مسألة النقد هم لعمري أبعد الناس عن فهم النقد ومدارسه الحديثة ، ومن الأفضل لهم الصمت حتى (( يكون الاسم على المسمى )) .. وانصحهم أن يستكفوا في تسجيل كلمات الاستحسان عند قراءة القصائد .

ولعل القارئ الذي قرأ تعقيبي السابق يرى كيف أني وقفت فقط عند عنوان القصيدة (( بيان )) دون الولوج للقصيدة أو النص نفسه ، إذ أنني كمتلقي لابد من معرفة شيئا اسمه (( سيمياء العنوان )) لأن استجلاء العنوان في الدراسات اللغوية مهم جدا ، والعنوان لكل نص أدبي هو نظام سيميائي له أبعاده الدلالية والرمزية ، وقد اهتمت الدراسات الحديثة على تناول هذا الدال بأبعاده الدلالية في نطاق الدراسات الأدبية في الشعر والمسرح ... الخ فالعنوان يعد علامة وإشارة شديدة التنوع والثراء له أهميتة في الدراسات اللغوية وما ارتبطت به من مقاربة النص من أجل استقرائه واستجلاء دلالاته وفهمه .

أما النص (( القصيدة )) التي وضعها (( المرسل )) شيخ القبايل (( للمتلقي )) أبوعوض الشبامي وبقية القراء ، فمن قراءة عابرة لإضاءة آلية فهم النص و السعي نحو تأويل العمل الإبداعي ذا الطابع الذي عزف عنه شعراء السقيفة لأسباب تتصل بالتحولات السياسية و الفكرية والظروف الضاغطة المستجدة في الساحة المحلية والعربية ، فإن المضي مع النص نحو إضاءات تستند على دلالات نصية وغير نصية ذات ارتباط في بنية القصيدة لقراءة النص من الخارج .

لقد اوقفني في البدء مطلع القصيدة :


أخشى من ختلي ، ومن قتلي = أخشى من أطماع الأهل
أخشى أن أغفوَ في ليلي=حتى لا يقفز مستولي
أخشى شربي و أخشى أكلي =والحرس يذوقونه قبلي
أخشى أن أمرض بالعلل = فيفاجأني الموت الازلي

منذ أن ادلى شاعرنا شيخ القبايل بأول الكلمات في القصيدة (( أخشى )) لابد من استقصاء مدلول الخشية أو الخوف في الوعي السياسي العربي ، ولكن ممن تأتي هذه الخشية والخوف ؟؟ وما هو مرد هذا الخوف ؟؟

لقد أفرز التسلط والقمع والقهر ، الخوف إلا أن الصورة هنا قد انعكست تماما فيبدو لنا الخوف كما شاء له شاعرنا شيخ القبايل ليس من الحاكم بل عند الحاكم نفسه ، ذلك الحاكم الذي يفرط في العنف والقمع ، ويوسع في المعتقلات ، ويلجأ الى تصفية خصومه السياسيين ، فنشأت شخصيته مضطربة خائفة (( تخشى )) و تبدو لنا كما صورها النص بأنه يخشى (( الختل ، والقتل ، واطماع المقربين له من الأهل )) يخشى على نفسه في لحظة نعاس وغفوة من أن يقفز عليه غيره ويستولي على السلطة ، يخشى على نفسه من شربة وأكل قد يدس له السم فيه ، يخشى على نفسه من المرض والموت ....
ومع تدرج تجليات (( الخوف )) عند الحاكم العربي المتسلط ، يبقى الخوف هو الخوف عند الحاكم ويواصل الحاكم تسلطه ومهامه خائفا مرعوبا ، محتميا خلف حرسه وخلف اسواره المنيعة وبزته المضادة للرصاص .



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 09-24-2009 الساعة 06:11 AM
  رد مع اقتباس