عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2010, 03:23 PM   #18
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي


كل خمير وريب


عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر »
« وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين »


وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصيته للكميل قال: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك و أنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق. العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد سلم في الإسلام سلمة لا يسد"


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نشأ السيد مصطفى المحضار على محبة العلم والعلماء وذاك كان شأن معظم الأسر العلوية في حضرموت ، ولاغرابة أن نجد في معظم مكاتبات السيد مصطفى المحضار حرصه الشديد للدعوة الى التعلم والعلم وغرس محبة العلم والعلماء في نفوس الاجيال ، واقتفاء سيرة السلف الصالح في نشر الدعوة ونشر العلوم الشرعية ، ولهذا يحظى العلماء بمكانة رفيعة لدى السيد مصطفى المحضار ، وربما لأن العلماء كانوا في حضرموت هم ابعد الناس عن التكسب بعلمهم ، وازهد الناس عن الدنيا ومظاهرها ، ويرى السيد مصطفى المحضار بأن مساعدة العلماء واجب تفرضه ظروف مجمل العلماء الذين يشكون من ضائقة اليد ، وقلة حيلتهم في مواجهة أعباء الحياة المعيشية ، لهذا يرى أن على الميسورين اعانة العلماء ومساعدتهم حتى لاتدفعهم الحاجة والفاقة الى هجر العلم والجري خلف الدنيا ومشاغلها على حساب العلم . ومن خلال مكاتبة للسيد مصطفى المحضار وجهها سنة 1371هـ الى السيد ابوبكر بن حسين الكاف المقيم بتريم نستقريء مدى حرص السيد مصطفى المحضار لهذه المسألة المهمة وينبه لها الميسورين يقول رحمه الله :

(( لكن الوقت مافيه خير ، ولا نظر في أهل الخير ، ولا في العلم كله ، وحدك ما نحن ضدك ، قليل العاشق في العلم ، والعالم إذا مالحق مواساه ، باينساه ، قال بعضهم (( لو احجتنا إلى بصله ، مافهمنا مسأله )) ، وقال بعضهم وهو في حلقة الدرس (( دقيق العيد )) حين جاء العيد ولا في بيته دقيق ، والشيخ الشيرازي أمام شيراز ، نوى الضعون منها ، قاموا عليه أهل شيراز ، قال لهم : إن حد بايشل لي في درهمين كل يوم لداري ، وأظنهم ماكفوه إياها لهم المكفي ، خس من أهل وقتنا ، واخواننا أل الكاف (( كل خمير وريب )) حاسبين الناس كلهم عندهم خمير وريب ، والولد عبدالله بن احمد ياخير سيد عالم ، وبغا نشر العلم ، لكن سوقة الشيرازي ، يبغى درهمين ، وكيف الخبر في الدرهمين ؟؟ يا أهل الدرهمين ؟؟ )).

من هذه المكاتبة الموجهة الى عميد أسرة ثرية حضرمية وهي أسرة الكاف نستشف حرص السيد مصطفى المحضار في مخاطبة الميسورين من ابناء العلويين وحثهم على المساهمة في نشر العلم ومساعدة العلماء .
وهنا استوقفتني عبارة بالغة الا وهي (( واخواننا آل الكاف كل خمير وريب )) . ذلك أن هذه المقولة اطلقها رجل من آل الكاف حين قدم إليه رجلا جائعا له ثلاث من اللياليطاويا البطن ، وشكى للسيد من آلام في بطنه ، ظنا منه أن السيد الكاف فطن ، فرد عليه السيد الكاف بتلك العبارة (( كل خمير وريب )) . وهذه المقولة تأتي مشابهة لمقولة الملكة ( ماري أنطوانيت )) الي اشتهرت بجملتها ( كلوا البسكويت ) وكانت تحكم فرنسا وهي من اصول نمساوية وكانت هناك ازمة اقتصادية تمر بها البلاد ، و كانت مستهترة ومعتنية بنفسها فقط ، وحين خرجت مظاهرات الجياع في شوارع باريس وهم يصيحون (( الخبز ... نريد الخبز )) ردت عليهم ببرود إذا ما فيه خبز يأكلون بسكويت ..!!



.

.
التوقيع :
  رد مع اقتباس