عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2009, 02:06 PM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الجنوبية العربية ( بقلم : محمد أحمد البيضاني )

التاريخ: الأحد 18 أكتوبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

كوبنهاجن – لندن " عدن برس " خاص : 18 – 10 – 2009

إن الإعلام لعبة خطيرة .. لعبت إذاعة صوت العرب من القاهرة في ترديد مصطلح الجنوب اليمني ، كان وراء ذلك إن الثوار في عدن حين بداية الثورة استندوا إلى تعاليم حركة القوميين العرب ، وتعليمات السلطات في القاهرة التي ساندت الثورة ، ومن هنا جاءت هذه التسمية التي رددتها على بلادنا إذاعة صوت العرب.

هذه الحركة السياسية الغريبة لا تعرف تاريخنا أو هويتنا ، وبدء الإعلام الخارجي يرددها حتى صدقها الناس في خضم الثورة . في عام 1956 تبنوا هذا التوجه الجديد على طبيعة المنطقة وتاريخها ، قام بذلك بعض المتطرفون الممثلون في الحركة العمالية ، منها على سبيل المثال النقابات الست والتي تشكلت منها الجبهة القومية ، و من بعض أعضاء حركة القوميون العرب ، والعديد من أبناء الشمال السياسيين الهاربين من الإمامة الذين شاركوا في الحركة الوطنية في عدن ، ولكن كان لديهم غرض سياسي آخر بعيد المدى ، وشارك في هذا الأمر الخطير الإمام أحمد بن حميد الدين ، الذي شجع هذا التوجه الجديد لطمس هويتنا وضم بلادنا ، ومن الغريب في الأمر - كيف تسلل السياسي اليمني المعروف محسن العيني إلى الحركة النقابية في عدن ، إن الثوار الجنوبيون الشباب في الجبهة القومية لم يدركوا خطورة الأبعاد في انضمام أبناء الشمال إلى الصفوف القيادية في الثورة ، ومن ثم تغيير أسم بلادهم .. تغيير أسم أمة من أعظم الأمم ، إن الجنوبية العربية أو الجنوب العربي مصطلح قديم لأسم منطقة تاريخية هامة في الجزيرة العربية ، ذكرت بوضوح في العهد القديم ..التوراة و في الإنجيل، وتغنت بها أشعار العرب والنقوش القديمة على الأبنية والسدود منذ عصور من عمر الزمن .

يُطلق أسم الجنوب العربي سياسيا على المنطقة الممتدة من باب المندب وخليج عدن غربا حتى حدود عمان شرقا ويحدها من الشمال اليمن والمملكة العربية السعودية ، ومن الجنوب بحر العرب ، وهي تشمل منطقة عدن ، والمحمية الشرقية ، والمحمية الغربية ، وسلطنة البيضاء ونواحيها ، وكل الجزر البحرية ومن ضمنها جزيرة كمران ، التي قامت سلطات الجمهورية العربية اليمنية بالإستيلاء عليها بالقوة ، وطوال 128 سنة كانت قوة من البوليس المسلح العدني تحكم الجزيرة ، كان قائد قوة بوليس عدن ، هو الحاكم العسكري للجزيرة ، وتوجد في عدن كثير من العائلات الكمرانية المعروفة التي استوطنت عدن وسكنوا في حارة حسين وحارة القاضي - في كريتر ، وينطبق ذلك أيضا على أبناء سلطنة البيضاء التي سمحت لهم بريطانيا الإستيطان في مستعمرة عدن ، سمحت لهم بالعمل التجاري ، شراء العقارات ، والعمل في الجيش والشرطة ، هذا الحق القانوني الممنوح لأهل البيضاء لم يكن يُعطى لأبناء الشمال اليمني بممارسة هذا الحق القانوني في عدن ، أدركت بريطانيا إن سلطنة البيضاء تاريخيآ جزء من كيان الجنوب العربي بكل المعايير حتى بالعادات والتقاليد القبلية واللهجة ، لقد غزت قوات الإمام يحي سلطنة البيضاء عام 1920 في أبشع غزو همجي ، وسالت دماء أبناء البيضاء في الشوارع والجبال . إن السلطات المتوكلية قديمآ وسلطات صنعاء حديثآ لهم سوابق تاريخية في غزو أرضنا وقتل أهلنا ، والأطماع في ضم بلادنا والوصول إلى شواطئ عدن بأي وسيلة وتحت أي مبرر .. إنها لعبة بيت حميد الدين القديمة . إن الحق القانوني والشرعي يؤكد عودة سلطنة البيضاء وكمران إلى الوطن الأم .. الجنوب العربي.

إن الإعلام المركز قد أدخل الناس في الخداع القومي وصور للناس إن تسمية الجنوب العربي ترتبط بالإنجليز ورابطة أبناء الجنوب العربي ، وهذا خطاء تاريخي خطير ، يجب تصحيح هذا المفهوم ، وآن الأوان لإخراج هذه الفكرة الخاطئة من عقول الناس ، إن الجنوب العربي هو أسم بلادنا ، وعدن عاصمتنا التاريخية منذ القدم ، كان أبناء القبائل ينظروا إلى عدن بأنها عاصمة دولتهم .. ، قبل دخول الإنجليز وقبل تأسيس الرابطة . نحن نريد الإنفصال .. بدون خوف ، لماذا نخاف ، ومن نخاف .. هذا وطننا وشأننا ، كلمة صريحة واضحة دون استعمال الهندسة اللغوية ، ولكن علينا أن نحدد الهوية ، أسم بلادنا كما ذكرنا سابقآ ، لا وطن ، ولا قضية ، ولا نضال دون أسم للوطن وهوية ، ما هو أسمنا .. هذا هو السؤال ؟؟ ، إن نظام صنعاء نظام متمرس وله خبرات كثيرة في تجارب الدهاء والمكر السياسي عبر الصراع الدائم في تاريخ بلادهم وصراعهم مع الأئمة و الغزاة ، إن هدفهم واضح هو إبتلاع بلادنا وطمس هويتنا ، ونحن لن نسمح لهم بذلك ، لقد زرعوا في عقول الناس عبر وسائل إعلامهم المدروس بذكاء وبراعة ، وهم اللغة وعلم الكلام ، كلمات وهم وباطل من قاموس اللغة .. مثل إنفصالي .. وحدة التراب الوطني ، وكثير من الإسفاف اللغوي البليد .

البعض يتحدث عن الوطن بكلمة " الجنوب اليمني " ، والآخر يردد بكلمة " الجنوب " وهم الأكثرية في مجتمعنا ، نقول لهم .. جنوب أين ؟ ، وجنوب من ؟ علينا أن نفيق من غفوة الوهم والخيال الذي سبب أوجاعنا ، إن لا عودة مطلقا إلي الجنوب اليمني وهذا سيعيدنا إلى نفس المشكلة وسنحمل هذا الجرح الدامي من جديد و إلى يوم يبعثون ، لقد جربوا هذا المصطلح من علم الأسماء ، فقاد الأمة إلى كارثة الوحدة المشؤمة ، ولنعتبر مسمية الجنوب اليمني قد انتهت من قاموس حياتنا إلى الأبد ، كانت غلطة تاريخية في غفلة من القدر و لا رجعة إلى ذلك مطلقآ . نحن لا نستطيع أن نترك الآخرين أن يفرضوا شروطهم في تغيير مستقبل حياتنا بلغة القوة التي مارسوها في غزو عدن، لم يقيموا أي مشاريع بل أحضروا جنودهم ودباباتهم، و أموالهم لشراء بيوتنا وأرضينا، وإغلاق صحفنا .. أغلقوا صحيفة "الأيام" ، سجنوا كل صحفي شجاع في أرضنا ، سرحوا جيشنا ، أغلقوا ساحل خليج حقات الذي كان ملعب أطفالنا بدون أي سبب .. ألبسوا الناس لباس الخوف والجوع والمرض ، إنه التبجح البدائي و أوهام النصر والقوة . اليوم .. حددنا معالم الطريق ، تحدثنا إليهم كثيرآ ولم تكن هناك وسيلة أخرى غير المجابهة السلمية في الشوارع لتعبير السلمي عن أماني الأمة ، لقد رد علينا الإحتلال بسفك الدماء في يافع ، والضالع ، وحضرموت ، وردفان ، وأخيرآ مذبحة أبين التاريخية .. يجب علينا أن نؤكد ونبعث إلى الوجود أسم وطننا وهويتنا القديمة الجديدة .

ما هو الحل .. ؟ لماذا لا نتكلم بصراحة.. هذه بلادنا ويجب أن نخرجها من المحنة، لنترك تعريف الاسم السابق .. الجنوب العربي إذا كان ذلك سيعيق المسيرة ويشتت الآراء ويدخل قضية بلادنا في جدال لا نهاية له، ولنبحث عن أسم قديم جديد مستقل .. لأمة قديمة جديدة تبحث عن مكانها بين الأمم ، هل تعجز الأقلام والعقول في أرضنا العظيمة أن تجد أسمآ لوطننا ، لقد تفننا في تسمية أطفالنا ، فهل نعجز في تسمية وطننا ، لقد سبقتنا دول كثيرة في نفس المشكلة ، وهناك أسماء جديدة لدول قديمة .. مثلآ أسم دولة باكستان .. وتعني أرض الأطهار ، سانغفورا .. تعني أرض النمر ، دولة بنجلاديش .. تعني أرض البنغال ، وفي العالم العربي غير الرئيس جمال عبد الناصر أسم بلاده القديم العريق عند الوحدة مع سوريا إلى الجمهورية العربية المتحدة . نحن لا نحتاج أن نبتدع أسم جديد لوطننا..الجنوبية العربية، إنه موجود في الكتب السماوية المقدسة القديمة، و نقش خالد دائم على الحصون والسدود في بلادنا – الاسم القديم لبلادنا – الجنوبية العربية ، فقط نزيد التعريف... الجمهورية الجنوبية العربية ، و قد سبقتنا دول واستعملت إسمها التاريخي القديم في أماكن كثيرة من العالم ، علينا أن نصحو من غفوة العبودية والخيال العقيم الذي ينادي بزيف العواطف .. ووهم الخيال القومي المريض الذي تفرضه علينا الجمهورية العربية اليمنية، لدينا الحقيقة التاريخية و قوة العقل والمنطق .

أخيرا .. ما ذكرنا حول أسم بلادنا القديم الجديد ، أنما هو إجتهاد نابع من صدق أعماقنا ونتمنى أن يُطرح هذا الإقتراح أو أي إقتراح آخر يحافظ على هويتنا وكياننا ، وذلك أمام البرلمان والشعب ليوافق عليه بالنص القانوني والدستوري والشرعي في البرلمان القادم في عدن .. عاصمة دولتنا القادمة .
الجمهورية الجنوبية العربية .. أمة عظيمة تحت ظل الله .
كوبنهاجن [email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس