يستحي من يعرق وجهه ومن يخفي الوجه ببرقع لا يستحي
بذا قضت العادة والسلوك
لا تتأمل خيرا من صعلوك
رذاذ الساعة الخامسة عصرا
قال صالح بن عبد القدوس :
قل للذي لست أدري من تلونه = أناصح أم على غش يداجيني
إني لأكثر مما سمتني عجبا = يد تشج وأخرى منك تأسوني
تغتابني عند أقوام وتمدحني= في آخرين وكل عنك ينبيني
هذان أمران شتى بون بينهما = فاكفف لسانك عن ذمي وتزييني
لو كنت أعلم منك الود هان علي= بعض الذي قد أصبحت توليني
لا أسأل الناس عما في ضمائرهم =ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني
أرضى عن المرء ما أصفى مودته=وليس بشيء من البغضاء يرضيني
والله لو كرهت كفي مصاحبتي= لقلت إذ كرهت يوما لها بيني
ثم انثنيت على الأخرى فقلت لها= إن تسعديني وإلا مثلها كوني
إني كذاك إذا أمر تعرض لي= خشيت منه على دنياي أو ديني
خرجت منه وعرضي ما أدنسه = ولم أقم غرضا للنذل يرميني
وملطف بي مدار ذي مكاشرة= مغض على وغر في الصدر مكنون
ليس الصديق الذي تخشى بوادره= ولا العدو على حال بمأمون
يلومني الناس فيما لو أخبرهم=بالعذر فيه يوما لم يلوموني