عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2013, 06:06 AM   #47
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الحادية والثلاثون
حمولتها ثقيلة

جاء في الحديث الذي رواه ابوهريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئست البطانة)
والخائن خبيث النفس لا يؤتمن على نفس ولا على عرض ولا على مال.
( لأن الجود ما ينفع في الخاين و لا الإحسان )

ويستطيع الأنسان تحمل الكثير إلا الخيانة لأن حملها ثقيل:
استمع للمحضار وهو يشخص الحالة تشخيصاً دقيقاً فيقول:
تحملنا المصائب كلها الا الخيانة
حمولتها ثقيلة ما وسعها الخن
رميناها دفناها عطيناها العدانة
هنيئاً للكلاب الحمر لا عدَن
وهذا قده رأي أحسن
لأن الجود ما ينفع في الخاين و لا الإحسان

إذا قل الوفاء وش عاد بايبقى مع الانسان

ومهما عاملت الخائن بكل حسن فإن الخيانة هي الخلق الذي جُبل عليه وذلك لا يغير منه شيئاً:
وبالمعروف عاملته و ساعة بالزيانه
حسبت العيف بالمعروف يتزين
وظل العيف حيته عيف واقف في مكانه
وكل ماله دخل في الغوط وتمكّن
وحل في الغش واستوطن
ومول الغش حاشا يقبلوه الناس في الأوطان
إذا قل الوفاء وش عاد بايبقى مع الانسان

ومهما فعلت ومهما بذلت حتى لو حفرت له القاع كما يقال فلن تجد خيراً:
بحثناها إلى القاعه حسبناها عيانه
ولا شي ماء ظهر فيها ولاتعين
ولا شي بايجي منها لنا إلا العفانة
إذا قد شح ماء البير يتعفن
وقلنا دفنها أضمن
مخافة لانغش طارش يعدي فوقها ظميان
إذا قل الوفاء وش عاد بايبقى مع الانسان

ومن جود الحضرمي ومن كرمه ومن مروءته لا يريد أن يغش بذلك الخائن ضيفاً:
مخافة لانغش طارش يعدي فوقها ظميان
والخائن باع دينه قبل أن يبع نفسه, ومهما غالط وخادع فإنه لا يستطيع أن يغطي عين الشمس:
كلام الناس ماله عندنا في القلب خانه
ولانهتم به الدخان لا دخن
ولكن من يغطي الشمس و يبيع الديانة
و من ينكر آذان الفجر لا أذن
ومن حط في المسامع صن
من الحق مابظني عزته و كرامته تنصان

إذا قل الوفاء وش عاد بايبقى مع الانسان

وأخذ العبرة من الأحداث واجب على الإنسان, وضرب المحضار مثلا ب ( الشعب ) أي ( المرعى في الجبل ) كيف يكون أخضرا وقت المطر وكيف يتحول أغبراً وقت الجفاف, والأيام دول كما يقال ( مرة لك ومرة عليك ) فاستفد مما هو لك واعتبر مما هو عليك وصن دينك الذي هو عماد الأمر وأساسه وغايته من وجودك في هذه الدنيا.
ومن خان عقيدته من السهل عليه أن يخون ما اوكل إليه من أمور الدنيا.
على الإنسان ياخذ ألف عبره من زمانه يشوف الشعب كيف أخضر و كيف أزمن

ولي مايتعظ يا قطب قلبه ياهوانه و بعض الناس عاده لاعزم هون
ولا تذكر زمانه أن
زمن ماكان يشبه فيه كسرى صاحب الإيوان
إذا قل الوفاء وش عاد بايبقى مع الانسان

فأين الذين يأخذون العبر ويتعظون, ويستمعون إلى النصح وينتصحون؟

التعديل الأخير تم بواسطة مبارك بوشندل ; 11-24-2013 الساعة 09:56 AM
  رد مع اقتباس