[عامر عبدالوهاب]

الحلقة الخامسة

مدينة الدوحة عمارات وأبراج كثير والناس قليل
ننتقل الأن للحديث عن مدينة الدوحة مبانيها وعماراتها الخ والتي يبلغ عدد سكانها 90 من سكان قطر ، عندما كنت في قطر في أواخر الثمانينيات لم يكن يوجد بالدوحة إلا برجين ، برج الجيدة في وسط الدوحة ، وقد بناه رجل الاعمال الجيدة ، وارتفاعه ربما 70 =25 طابقا ، والثاني عمارة بالقرب من فندق رماداء غرب الدوحة ،ولم يكن لها اسم ، وهي تساوي العمارة الأخرى ، اللهم أن الأخيرة أُستخدمت كسكن ، وهذا ما كنا نشاهده في تعليق الملابس بعد غلسها على البلكونات ..الخ

اما الآن فيوجد في الدوحة اكثر من مائة برج في منطقة الدفنة ، وهذه المنطقة تسمى بهذا الإسم ، لأنها كانت من البحر وتم دفنها بالتراب حتى تكون من البر لكي يبنى عليها مبان حديثة ، برغم ان اراضي قطر كلها صالحة للبناء عليها ..!! وقد كلفهم ذلك الدفن مبالغ خرافية للشركات الاجنبية ،وقد خصصت هذه المنطقة لبناء ابراج منذ منتصف التسعينيات ، والغرض هو جعلها معلم حضاري ، ومنضرا جميلا في وسط الصحراء ، ومنافسة امارات الخليج المجاورة ، في بناء الأبراج ، خاصة إمارة أبوضبي ودبي. ومن الاشياء التي شاهدتها في هذه المنطقة عند المرور عليها هو عدم وجود مواقف كافية للسيارات فيها ..!! حيث لا توجد إلى الآن عمارات مواقف مثلما يعملون في البلدان المتقدمة حيث توجد الزحمة، ومن له عمل هناك عليه أن يوقف سيارته على الكورنيش ربما على مسافة 1-3 كم من البقعة المراد زيارتها..!!وسبب ذلك على ما يبدوا الاستعجال ، وانعدام التخطيط من قبل جهة تكون عندها الصلاحيات والخبرات، وقد رأيت أحد الأبراج وهو مائل إلى جهة اليمين الشمال،وهذا البرج قيد الأنشاء ومكون من حوالي 80 طابقا تقريبا، (ارتفاع حوالي 240 م) وقد وقف العمل فيه بسبب خطاء في البناء والأساس . طبعا بعض الأبراج هي الآن مؤجرة مكاتب للشركات، والبعض الأخر، لازال قيد الانشاء ، والبعض مؤجر لوزارات حكومية ، وقد رأيت مكاتب 3 وزارات، وسبب ذلك أن هذه الأبراج لأُناس من كبار القوم ، والدولة لازم تكافئهم بإستأجار أبراجهم ،حتى يسددوا تكاليف هذه الأبراج للبنوك التي اقرضتهم، ولا أعتقد أن قطر بسكانها القليل يمكن لها أن تستخدم كل تلك الأبراج ، الا إذاحولوا كل مكاتب الشركات والمصالح الحكومية إلى تلك المنطقة ..!! والعمال الذين يعملون في بناء هذه الابراج كلهم من البلدان الأسيوية ، ويعملون 12 ساعة يوميا تحت حر الصحراء والذي يبلغ ايام الصيف حوالي 50 درجة مئوية ،وبراتب من 100-150 دولار باالشهر ..!! وأحيانا لا يعطوهم رواتبهم إلا بعد أشهر ..!! برغم قلته، والعمل في هذه الأبراج والمجمعات السكنية مستمر 24 ساعة ، اي ورديتين ، ويتم توفير الإضاءة للعمال في الليل لمواصلة العمل ،والغرض هو انجاز العمل في اسرع وقت ، وقد رأيت عمالا بعد الساعة السادسة حينما كنت ابحث عن مسجد لأداء صلاة المغرب ، وكنت ارتدي الثوب العربي مع مرافقي ، وهم في حافلة كبيرة ، ومنضرهم يدل على أنهم من الهند أو نيبال ، وكان يضهر عليهم الارهاق والتعب، والقرف ، وكانوا ينضرون الينا بحقد وكراهية ، ربما اعتقادا منهم اننا قطريين ، وأننا ممن يستغلهم . واعتقد أنهم لو وجدونا في مكان منعزل وهو ليسو راكبين ربما يعتدون علينا !.وقد قيل لي أن شرطي نزل من سيارته بالليل في المنطقة الصناعية في حي عمال اجانب من فيتنام وتم قتله بالسكاكين واختفى القتلة .

مجمع اللؤلؤة السكني المسموح للأجانب التملك فيه
هذا المجمع يقع شمال منطقة الأبراج ، وهو في شبه جزيرة اصطناعية، على شكل دائرة ، ولا زال في طور البناء وسيكون فيه عمائر بإرتفاع 20 طابقا، والعمائر هذه على شكل دائرة ، وفي الوسط ستبنى المدراس ، والمساجد ، والأسواق وغيرها، وهذه الشقق والتي لا أعرف حجمها أو عدد غرفها ، سيكون سعرها 250 الف دولار امركي أو ما يسأوي 900 الف ريال قطري ، والطريقة هذه هي تقليد لما قامت به امارة دبي ، في جزيرة النخلة حيث بنيت هناك فلل فاخرة ، وسمح للأجانب بالتملك فيها . والقصد من ذلك هو جذب اغنياء العالم ، لتملك بيوت هناك للمجيئ اليها في بعض ايام السنة، بسبب توفر الأمن وبعض الخدمات فيها.


المجمعات السكنية
هذه المجمعات موجودة منذ وقت طويل ،وهي تتكون من عدة عمائر فيها شقق إلى مئات الشقق والبيوت ، وفي هذه الحالة تصبح قرى ،وقد بنيت لسكن فئة معينة من العمال أو الجاليات ، مثلا الجالية البريطانية لها قرية في رأس ابو عبود، وهي مبنية على شكل فلل صغيرة،وهنالك مجمعات من هذا النوع موجودة في اماكن أُخرى بالدوحة ، ومنها مجمع اليمنيين في السيلية جنوب الدوحة،والدحيل شمال الدوحة، وفي السنين الأخيرة بنيت مجمعات سكنية كثيرة على شكل شقق من طابقين أو ثلاثة أو اربعة أو اكثر ، والسبب كثرة السكان القادمين للعمل في دول الخليج ، في مجال البناء نفسه ..!! وهذه الشقق ليست مرغوبة عند القطريين بالمرة وهم يحبون السكن في فلل أو بيوت مستقلة حتى لو كانت شعبية، للمحافضة على خصوصياتهم، ولتوسيع تلك البيوت وإضافة غرف إليها عند الحاجة فوقها أو بجانبها، والعرب خاصة اليمنيين وأهل الجزيرة العربية والسودانيين، كذلك لا يحبون السكن في شقق بسبب كلفتها العالية، وبسبب أن هذه الشقق تظم أثناس من جنسيات شتى ، وبعضهم مع عائلاتهم والبعض عزاب ، يسكنون في الشقة الواحدة العشرات .!!