عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2014, 01:55 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


قلوبنا ثكلى يا أبا الحسن

عمر سالم محمد باوزير


الشيخ-علي-باوزير

استطار الحزن وخيم على الوجوه بكل ثقله، مما نزل بمدينة العلم والماء “غيل باوزير” من فاجعة أليمة؛ وذلك على أثر مقتل الشيخ الفاضل: أبي الحسن علي بن سالم باوزير من قبل أناس لا تسع كلمات القبح والذمامة أن تصفهم.
وأيّ كان القاتل ودوافعه فكيف طابت له نفسه أن يضغط على الزناد؟ ليردي شيخاً جليل كان في قمة عطاءه، ليسيل دمه على الأرض مسطراً لعنة تلاحق المجرم أينما حل و ارتحل. فأبشر أيها الجبان بشل هذه اليمين الآثمة!! و أعد للسؤال جواباً يوم تجتمع الخصوم.
لقد اجتمع كفار قريش عند بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ليردوه قتيلاً، وما كان بينهم وبينه إلا باباً سينخلع بركلة قدم ليقتحموا عليه البيت؛ ولكن نخوتهم الجاهلية أبت عليهم ذلك. فيا أيها المجرم لقد بلغت من الخسة والدناءة دركات هوت بك دون كفار قريش وقتلت شيخاً من وراء ظهره غدراً فهلا أخذت درساً من عقول قريش المتحجرة؟.
أيها الرعديد الجبان ها أنت ذا أبيت إلا أن تسير على خطى المجوسي الأعجمي الغادر أبو لؤلؤة الذي ما استطاع أن يقابل ابن الخطاب -رضي الله عنه- من الأمام فأتى له من الخلف وهو يصلي فطعنه بطعنة غدر ماكرة فلك فيه أسوة سيئة!!.
قلوبنا بعدك ثكلى يا أبا الحسن لقد بكت عليك الغيل حتى ابيضت عيناها من الحزن، بكتك لا لشيء إلا لأنك كنت تحمل مشعل نور ينير لأهلها دروب علم شرعي مؤصل، بكتك لا لشيء إلا لأنك نعم النصير عندما انهالت القذائف عليها من كل حدب وصوب ورماها المتربصون عن قوس واحدة وذلك في أحداث “مزارع السفال”، بكتك لا لشيء إلا لأنك مسحت على رأسها عندما اجتاحت الحميات أهلها، بكتك لا لشيء إلا لأنك قلت بملء فيك لا لتهجير أبناء “عبدالله غريب”، بكتك لا لشيء إلا لأنك أردت أن تأخذ بيد من تاه في الطريق فـ”وقفت وما للموت شك لواقف ** كأنك في جفن الردى وهو نائم” وما زالت كلماتك تملؤ مسامعنا حينما قلت ” ذهبت إلى إفغانستان طلباً للشهادة فلم أبلغها، فلعل الله يبلغني إياها وأنا بين ظهرانيكم” وحالك مثلما قال الشاعر:
سأحمل روحي على راحتي = وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق = وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان = ورود المنايا ونيلُ المنى
ها قد نلت ما تصبو إليه نفسك -بإذن الله- فهنيئاً لك الشهادة، فهنيئاً لك يوم أن كان آخر عهدك قراءة في صحيح البخاري، فهنيئاً لك يوم أن كان آخر كلامك قول لا إله إلا الله -نحسبك كذلك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحداً- رحمك الله ورفع درجتك برفقة من كنت ترجو لقاءه مع محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- اللهم آمين.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس