عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2010, 12:03 AM   #13
عبدالقادر صالح فدعق
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية عبدالقادر صالح فدعق

افتراضي

الوجه الآخر للشاعر الغنائي الكبير يسلم بن علي


«الأيام» مختار مقطري :


يسلم بن علي
يشغلني منذ الحوار الذي أجريته مع الشاعر الغنائي القدير يسلم بن علي، ونشرته «الأيام» في العدد ( 4416) الصادر ( 29/2/2005م ) ووعدت فيه القراء الكرام أن أكتب تحليلاً انطباعياً عن شخصية هذا الشاعر كونته أثناء الحوار، يشغلني أني لم أكن أعرف سوى القليل عن هذا الشاعر، فلمت نفسي، ثم غفرت لها مبرراً ذلك بهجرته الطويلة خارج اليمن، وبتقصير وسائل الإعلام عن تعريفنا بشعرائنا الكبار المهاجرين.

لذلك تهيبت إجراء حوار معه، فأنا لا أعرف عنه سوى أنه شاعر مهاجر، ومؤلف الأغنية الشهيرة (أنا مالي إذا قالوا رفع راسه)، إلى جانب عدد قليل جداً من الأغاني، فكيف أحاوره كشاعر؟ وكإنسان وأنا لا أعرف شيئاً عن نشأته ومراحل حياته، بل كنت أنسبه لحضرموت وليس لشبوة، ولكن، وفي دقائق قليلة قرأ بفراسته في عيوني حقيقة ظنوني، وبعد دقائق قليلة محاها بأسلوبه الشيق في الحديث بكل ما فيه من طرفة وتعليق جميل واستشهاد بالشعر، وحسن استماع لما أقول وعدم تكلفه عبارات الترحيب التي يفضح التكلف زيفها، كما أنه لم يحدد لي - كما يفعل البعض - محاور محددة للحوار، ورفض استخدام (المسجلة) فهي تحد من تلقائيته في الحديث كما قال، لذلك بهرتني فيه تلك الصراحة والشفافية التي ميزت حديثه، وأكدت صدقه وهو يحدثني عن كل شيء في حياته منذ يوم ميلاده، حديثاً طويلاً لا يمله مصغ لما فيه من صدق في وصف معاناة طفولة تعسة وبائسة، والرحيل عن الوطن قسراً وأحزان الاغتراب، وما بين الميلاد والهجرة الطويلة من أحداث كبار وأسرار تجمع بينه وبين أسماء كبيرة لها علاقة بالشعر والغناء في عدن تحديداً، كان واثقاً أني لن أبوح بها.


محمد سعد عبدالله
وأنا أشكره على هذه الثقة التي لن أخذله فيها. حدثني عن علاقته بالسياسة وبعدد من رجالها خلال السنوات التي عاشها في عدن منذ مطلع الستينيات إلى بعد الاستقلال الوطني عام 1967م بقليل بحرص على عدم نشرها حتى لا تمسه مظنة التباهي وادعاء البطولة، حدثني عن فلسفته في الحب ومغامراته العاطفية ووفائه للصديق وما عاناه من غدر الصديق، حدثني عن العصر الذهبي للأغنية اليمنية بعدن وعلاقاته الحميمية بروادها ونجومها، وفي مقدمتهم محمد سعد عبدالله، الذي قال عنه:«لو لحن وغنى بن سعد أغنية من كلماتي لاختصر نصف مشواري الطويل مع الشعر».

وعن حزنه لما آل إليه حال الغناء والموسيقى في اليمن، حدثني كثيراً عن الشخصية الرائعة التي رعته إنساناً وشاعراً، وفجرت موهبته الشعرية الكبيرة، ولولاها لما قال الشعر ولما تحسنت أحواله المادية والمعيشية، هذه الشخصية الرائعة هي رجل الأعمال والشاعر والفنان محمد بن عبود العمودي، هذا الرجل الذي حدثني عنه الشاعر يسلم بن علي بكل فخر واعتزاز ومحبة صادقة ووفاء وامتنان عظيم .


محمد بن عبود العمودي
سألته عن المرأة فقال: هي الأم والأخت والابنة والزوجة والحبيبة (وعلى القارئ أن يمعن التفكير في الترتيب)، وعن الحب قال: «حياة بلا حب كالحياة بلا هواء»، وعن الشعر فقال: دمي، وعن احتياجه في وحدته قال: احتاج للصديق المخلص وهو نادر، وعن مشاعر المهاجر فقرأ لي قصيدة يقول فيها:

«تذكرت الحبايب ليلة الجمعة وسبيت السفر/ ليت السفر ما كان / متى باشوفهم / مشتاق للرجعة/ متى با شوف صيرة أو جبل شمسان». وعن عدن يقول شعراً: «قال يسلم بن علي قسمت قلبي ع المحبين/ يا عدن ما أحلى حلالك وجنة الدنيا عماقين»

وعن صنعاء أجابني شعراً:«يا سلامي على صنعاء ثلاثين مرة/ ريت لي شبر في صنعاء وبا حل فيها/ كل من شافها مرة رجع ألف مرة/ ريتني طفل من صغري تربيت فيها».

إنه يحب الوطن.. يحب اليمن كلها .. لكن عشقه لعدن ، كما يبدو، هوالعشق الأكبر بدليل قوله لي ما معناه «في الغربة لو ملكت قبضة يد من تراب عدن، فهي أغلى عندي من كنوز الأرض كلها».


رابط الحوار في صحيفة الأيـام :


صحيفة الايام - الوجه الآخر للشاعر الغنائي الكبير يسلم بن علي

.


.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس