عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2015, 11:05 PM   #83
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


في اليمن مدن وقرى وأجيال تدمر بإسم الوحدة


قبل 1 ساعة, 12 دقيقة

دائما الهدف من وحدة الشعوب او إعادة توحيدها هو توفير ظروف ملائمة للنهوض الحضاري بشقيه الإقتصادي والإجتماعي الذي يؤدي الى تحقيق العيش الكريم للمواطن وليس تدميرهما.
أما في حالتنا العربية المتسمة بحكم شمولي غوغائي (كان عسكري,جهوي, عشائري,طائفي أو غيره) يرفع الشعارات الوحدوية الوطنية شكليا وهو يهدف الى توسيع إقطاعياته وزيادة عدد "رعاياه" إن لم نقل "عبيده" في الجوهر وحالتنا اليمنية خير مثال على ذلك.


منذ تحقيق أو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ال٢٢ من مايو ١٩٩٠م ونحن في ازمات وحروب متكررة قادة الى إنهيار إقتصادي وإجتماعي لا سابق له في تأريخ اليمن المعاصر , ولا زالت الحروب بما فيها الحرب الدائرة حاليا تشن بإسم الحفاظ على الوحدة من المؤمرات الخارجية "الغربيةـالصهيونية" وهي بالأساس تعبر عن عدم الرغبة في التعايش على أسس إختيارية تعبر عن المواطنة المتساوية المتمثلة بالتوزيع العادل للسلطة والثروة بالدرجة الأولى. وهو من وجهة نظري ما قادنا الى حربين مدمرتين بعد كل حوار نتفق به على أسس الدولة اليمنية الإختيارية القامة, مرة بعد توقيع وثيقة العهد والإتفاق في مارس ١٩٩٤م والثانية بعد التوافق فيإختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ١٢٠١٣م.

القوى العصبوية المتضررة مصالحها الضيقة تلجاء الى استخدام القوة القهرية ضد حوار العقل والمنطق وتبداء بالتخوين يسارا ويميناىوتصور الكل متأمر على الوطن من الداخل والخارج ما يستدعي منها القيام بواجبها الوطني "كما تزعم" بشن حرب شاملة حفاطا على الوطن "الذي تراه فقط من منظار مصالحها".

في المجتمعات المدنية الحقيقية تسود روح القبول بالأخر قولا وفعلا ,فلا تخوين فيها ولا تنكيل , هناك إختلاف في وجهات النظر يتم التفاهم حولها سلميا وإن وصلت الأطراف السياسية المختلفة الممثلة بالأحزاب الى طريق مسدود تعود الى الشعب للإستفتاء وتقبل بنتائجه حتى لو كانت مؤلمة.

مثلا في كندى إقليم "كويبك" طالب بالإنفصال عدة مرات وتم الإستفتاء وسقط الإنفصال فلم يخون دعاته ولم يوجه أتهام لهم بأنهم عملاء لقوى خارجية متأمرة وينزل بحقهم العقاب الصارم ,بل استمروا يمارسون حق المواطنة بكامله وأستمرة الحياة في كندى المتحدة وكأن شئ لم يكن.

نفس الشئ حصل في المملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) الشمال الأسكتلندي المتمتع بالوضع الفيدرالي طالب بفك الإرتباط وأتخذ مجلس العموم قرار بإجراء إستفتاء وتم ذلك في ٢٠١٤م ولم ينجح الإنفصاليون ولم يخونوا أو يجرموا ويقصوا من السلطة أو الوظيفة العامة ولم يكفروا ايضا.

في تشيكوسلوفاكيا السابقة وبعد سقوط جدار برلين ومعه المعسكر الإشتراكي الشرقي ممثلا بحلف "وارسو" قرر ممثلي الشعبان السلافي والتشيكي إجراء إستفتاء في السلوفاك للتأكد من رغبتهم في الإنفصال وتم ذلك وصوت السلاف لفك الإرتباط ودخلت الدولتان في عضوية السوق الأروبية المشتركة واستمرة العلاقات الإقتصادية وغيرها في النمو بين البلدين الجارين. وهذه أمثلة محدودة من عدة حالات في العالم مشابهة.

أما نحن العرب فكل رأي مغاير للحاكم الديكتاتور الظالم العشائري والجهوي والطائفي يعتبر خيانة ويجب ان ينال صاحبه العقاب الصارم اقلها السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة وأقساها إشعال حرب أهلية مدمرة ذات أبعاد جهوية وطائفية ومذهبية تحرق الأخضر واليابس بحجة القضاء على المؤامرة الخارجية.

في الحالة الأولى تكون النتيجة تعايش وتعاون وإستمرار في النمو الإقتصادي والإجتماعي والتعاون في كل المجالات المفيدة للطرفين ,وفي الحالة الثانية يتدمر الإقتصاد وتتفكك الوحدة النفسية والإجتماعية ويتمزق الشعور الوطني ويحل محله الإستعداء والإقصاء والثأرات والخراب الشامل وفي المحصلة خسارة إخلاقية وإجتماعية وسياسية وإقتصادية تستمر نتائجها لقرون فأي السلوكين أفضل؟
نحن في اليمن نعيش في حالة حروب دائمة منذ الستينات والى اليوم وربما لقرون قادمة بإسم الوحدة, خسرنا النمو الإقتصادي بإسم المجهود الحربي لتوحيد اليمن ومن ثم الفاظ على الوحدة دمرنا الوحدة النفسية والإجتماعية لليمنيين شمالا وجنوبا وحولناها الى حروب دائمة و ثأرات وأحقاد تعيشها الأجيال الحالية و ستتوارثها الأجيال القادمة ,ودمرنا مدننا وقرانا وعرضنا اهلنا لإبادات جماعية ولم نهتم لا بالتعليم ولا بالصحة بل دمرنا ما كان لدينا من بدايات فيهما بإسم الوحدة .

المهم حولنا الوحدة الى سلاح تدمير شامل ,بإسمها ندمر الإنسان والبنية التحتية الهشة فهل يع الساسة الجرم الذي أرتكبوه وما زالوا بإسم الوحدة؟
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس