عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2011, 12:45 PM   #15
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

( حافة العبيد ) تلك الحافة التي تقبع على شاطئ البحر العربي بالقرب من ميناء المكلا ، حيث كانت في الماضي تشهد تجارة الرق ، فتحنا ( باب حافة العبيد ) ليس بحثا عن ( عبد آبق ) فعهد العبودية قد ولّى وراح ، فتحنا باب الحافة مع أنطلاقة موهبة الفنان عبدالرب ادريس ، وانطلقاقه منها خارج مسقط رأسه ، وشهودا على الجفوة والصد والنكران بينه ، وبين أهله وعشاق فنه .

حافات أخرى نفتحها بابا بابا ... ، فإلى ( حافة النويدره ) بمدينة تريم مسكن السادة الأشراف شهدت سنة 1939م ميلاد صبي لأحد البيوت العلوية بيت علم وأدب وشعر ، سمي هذا الصبي ( أبوبكر ) ( سمي أبوبكر سالم تيمنا بجده العلامة أبوبكر بن سالم ابرز علماء حضرموت. عاش أبوبكر طفولته يتيما حيث توفي والده وهو ابن ثمانيه أشهر واحتضنه جده الشيخ زين بن حسن ، تلقى أبوبكر تعليمة على يد أكبر علماء حضرموت واتم دراستة في علوم الفقه والدين وحفظ ثلثي من اجزاء القرآن الكريم وهو في سن الثالثة عشر وقد اظهر تفوقا ملحوظا في علوم اللغة العربية والشعر وظهرت مواهبه الفنية منذ صباه. اشتهر في صباه كمنشد للأناشيد والموشحات الدينية بالإضافة إلى انه كان مُولعاً بالأدب والشعر إلى جانب حبه الكبير للغناء الذي ما رسه بشكل رسمي بعد الانشاد ).

في منتصف الخميسنيات من القرن الماضي غادر أبوبكر بن سالم حافة ( النويدره ) بتريم وهو في مقتبل الشباب ، واستقربه المقام في مدينة عدن ، وهناك تعرف بالكثير من شعرائها وفنانيها وإعلاميين من امثال الشاعر لطفي جعفر امان والفنان احمد بن احمد قاسم ومحمد سعد عبد الله ومحمد مرشد ناجي ، وهذا الأخير كان له الفضل في مساعدته وتقديمه للجمهور ، بالإضافة الى ابن عمه محمد زين بلفقيه الذي كان له الفضل في التمهيد له بالاتصال بالفنان محمد مرشد ناجي .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في عام 1958م قدم أبوبكر نفسه على الصعيد الفني من خلال الحفلات الموسمية التي كانت تُقام في عدن، وحقق نجاحا باهرا ليفتح له الحظ أبوابه وتعرض حفلاته مسجلة ومباشرة في تلفزيون عدن، ثم الإذاعة التي بشرت بقدوم موهبة غير عادية. وفي ابريل عام 1965م أحى أبوبكر سالم بلفقيه حفلتين في المكلا .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وربما لايعلم الكثيرون أن الفنان ابوبكر سالم بلفقيه منع من الغناء في سيئون وفي تريم سنة 1965م ، ذلك بعد أن تقدم نادي الأحقاف في سيئون بطلب الى السلطات في سيئون في أن يحي الفنان بلفقيه حفلة غنائية ، ورفضت السطات الطلب بحجة أن بعض العلماء أفتوا بحرمة الطرب والغناء ( وبالذات أغاني بلفقيه ) التي تدعو إلى إثارة الغرائز وإلى اهدار الفضيلة والشرف ( كما يقولون ) .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وكما فتحت ( حافة النويدرة ) في تريم أبوابها لإبنها أبوبكر سالم بلفقيه ، لينطلق الى عدن مدرسا ، ثم فنانا مشهورا ، حتى وعادت ( حافة النويدرة ) ومع بقية حافات تريم وسيئون تغلق أبوابها في وجه فن هذا الشاب المغني ، بدعوى إهدار الفضيلة .. فكان الجفاء ( والجفاء بيننا مايليق ) ولم يمضي عام أو دونه قرر الفنان ابوبكر بن سالم أن يهاجر بصوته وفنه نحو الحجاز ، وكانت جفوته الطويلة بين عشاقه في الداخل ، إلا أنه ظل مرتبطا بحضرميته من خلال لون فنه الذي يؤديه ، وما برحت سيئون وتريم إلا وهي له أغنية يشدو بذكرها يستعيد مع الغناء ذكريات صباه .






التوقيع :
  رد مع اقتباس