عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2009, 03:13 PM   #1
رهج السنابك
حال نشيط
 
الصورة الرمزية رهج السنابك

افتراضي جلسة سمر مكلاوية حول البخل او الحرص الحضرمي






جلسة سمر مكلاوية حول البخل او الحرص الحضرمي
المكلا اليوم / كتب – الدكتور عبدالله الجعيدي



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يقال إن حضرمياً حاول دعوة يهوديا في دخول الإسلام, وبعد أن ذكر له الكثير من محاسن الإسلام ومكارم الأخلاق التي يدعو لها. دخل مدخلا آخر لتشجيع اليهودي على دخول الإسلام وقال له إن الزكاة في الإسلام على الأموال التي يدور عليها الحول، فقط، اثنان ونصف في المائة تدفع للفقراء , وردّ اليهودي إن الديانة اليهودية لا تحدد أي مبلغ مفروض لزكاة سنوية, فدخل الحضرمي الديانة اليهودية

أما السامرون فقد أعجبتهم النكتة ولم يستغربوها, ولكنهم رفضوها . فهناك العشرات من النكت تطلق على (هؤلاء الحضارمة) مبينة بخلهم . وعلى الرغم أن أكثرهم يدرك استفزازي المتعمد , فقد افترضوا في شخصي الجهة التي تطرح تلك (الاطاريح), وتؤمن بمثل هذه التصاريح. ووثبت في الميدان وحدي حاملا لواء التهمة في عقر دار المتهمين وتحدثت بشجاعة المنافقين وحكمة المتخاذلين ووجاهة المتذبذبين.

قال جندي من الجيش المعادي : هناك خلط في الرؤية عند كثير من الناس بين الحرص الحضرمي وتهمة البخل, صحيح فيهم من يقهقره الحرص الشديد إلى مستنقع البخل والبخلاء. والأكيد أن نسبة الحرص هي الغالبة عند الحضارمة ومنهم الكرماء إلى مرحلة التبذير ففي موائد هؤلاء التي حضرت بعض منها تجد الخيرات الوفيرة المتنوعة .

وبدوري استغليت ضعف الرد وقلت : إن ما تقوله كلام يدخل في العموميات , وما يقوله الناس ويردده عن بخلكم أيها الحضارمة لم يأت من فراغ لابد من مواجهة النفس بهدوء بعيداً عن التعصب. وكنوع من الدبلوماسية الخادعة أضفت قد تشتهرون بالأمانة وتحدث عن ذلك الناس وشهدوا, فمن فهؤلاء أيضا من وصفكم بالبخل لماذا تأخذون من شهاداتهم أو كلامهم فقط ما يروق لكم ؟!.

وحقيقة الأمر كان هناك من يتابع مناوراتي شبه المكشوفة بصمت وسخرية دفينة وتكلم بهدوء قائلا : صحيح جندينا السابق تحدث عن ما وصفته بالعموميات وإذا قلت أن البخل والشجاعة والكرم أمور شخصية ونسبية عند الأفراد والجماعات ستقول ما قلته للأول, ولكنني سأتحدث من وجهة نظر شخص من الحضارمة, ويعرف الكثير عنهم. لابد أن تعلم في البداية أن الحرص سلوك محبب يجب أن يسلكه الغني وغير الغني وجاء في الآية القرآنية الكريمة (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) إنني اعتقد الحضارمة فهموا روح هذه الآية الكريمة الفهم الصحيح وأصبحت فلسفة وسلوك حياتي خرج من معناه الاقتصادي المباشر إلى منهج حياة في تعاملاتهم, كما أن الحرص الحضرمي ينبع من حرص آخر وهو( ثقافة الستر) وعدم الوقوع في حاجة الآخرين.

عندما لمحت شماتة جند الأعداء وسعادتهم لهذا الطرح المعقول أردت أن أبعثر ما شعروا من نشوة وانتصار محدود جعلهم يفرطون في الطلبات على غير العادة ففتحت لهم جبهة جديدة وقلت : أنت لا تزال تتغنى بلغة غريبة على طريقة قول الشاعر لو ثقفت يوماً حضرمياً لجاءك آية في النابغينا. فهذه يا حضارم أشعار تقال على طريقة تعظيم الشاعر الجاهلي لقبيلته وهذا من حقه ولكنه ليس قانوناً أو حقيقة تفرض على الجميع فيا أخواني لو ثقفنا أي إنسان الثقافة الصحيحة لنبغ وأنت تتكلم عن منهج وفلسفة غريبة أنت على شاكلة ذلك الشاعر الكبير.

وعلي أن اعترف إنني كنت أمام جبهة واثقة متماسكة لا تتشتت بشتات المشتتين ولا تهتز بكلام المشككين ولكنهم لهم صولاتهم ولي صولاتي ,فأردت أن استند إلى التاريخ وما قاله بعض الكتاب عن بخل الحضارم علّ في ذلك رد لكيد المثقفين وقلت : قال محمد لطفي جمعة في كتابه (حياة الشرق) وترى هؤلاء الحضارم أنفسهم يصرخون بطلب النهضة والسعي إلى الخير والتعطش إلى العلم فهم يحبون العلم والتعليم مادام الأمر لا يقتضي خروج المال من جيوبهم ومادام مقصور على الكلام في المجالس " ثم أمعنت في الهجوم: هناك أطروحات شهيرة تقول أن الحضرمي بياع عشاه ولولا أنني في ضيافتكم لقلت الكثير من النكت الدالة على ما أقول .

ومرة أخرى اعترف أن العدو ليس سهلا فقد رد من استصغرت شأنه وقال : استشهادك هذا قرأته في كتابك المنشور وكنت قد احترمتك كباحث مبشر ولكنني سأتحفظ على هذا الشعور, ففي الكتاب أوردت أسباب (عزوف) أثرياء الحضارم عن الإنفاق في بلادهم في عشرينيات القرن الماضي وذكرت من أهم الأسباب انعدام الأمن وكان تعمدكم لذكر هذا الاقتباس يدخل في باب كيف كان يحاول المثقفون العرب بالدفع لانتشال حضرموت من أوضاعها الصعبة . وبالتاريخ هذا الذي استندت إليه سارد عليك فقبل أيام قرأت كتاب حضرموت كشف النقاب عن بعض غموضها والكتاب ترجمة الدكتور محمد سعيد القدال( الله يرحمه)وفيه تحدث المؤلف فان در ميولن عن الكرم الحضرمي في مواضع عديدة ومن سوء حظك إن الكتاب معي وسوف أقرا بالنص استشهاداً واحداً مما قاله هذا الأجنبي عن أهل حضرموت , فبعد أن وصف المؤلف مشاكل واجهته في رحلاته الداخلية في وادي حضرموت وكيف ساعده أحد الحضارم قال صفحة101 الآتي: " لعله من المناسب أن نتقدم بالعرفان لحفاوة العرب فمن من الغربيين سيخفي امتعاضه إذا توقف حفل زواجه بمجي قافلة من الناس المرهقين الجوعى ؟ومن منا كان سيفتح داره فورا للمسافرين (أبناء الطريق)ويقوم بنفسه بإحضار الماء لإطفاء ظمأهم ويعد لهم في الحال الطعام الذي يقيم أودهم "

استمر جيش العداء في المزيد من الطلبات الغريبة وتحاشوا النظر إلي كالمنتصر رفيع الأخلاق الذي لا يحب أن يرى الذل أو الهزيمة في عين من غلبه . ومع ذلك لم استسلم بينما الجميع كان يتهامسون ويتغامزون على أمر مجهول قلت : " تتحدث عن حادث فردي وتعممه , وباصطناع ضحكات : ها عدتم إلى التعميم"

كان جيش الأعداء مستعد بالرد ومتحفز ومع ذلك كان سيل الطلبات مستمر. وبما يشبه الهدنة تفرغ السامرون لما تحت أيديهم ,فقلت في سري مادام جنحوا للسلم فسأجنح له. وقبل أن يغادر (الأعداء) كانوا متعودين القتال الأخير من اجل المبادرة في دفع الحساب وحتى ادفع عن نفسي تهمة البخل, ما أن نهضوا حتى شرعت بسرعة في إخراج النقود, وتعمد الأعداء التباطؤ تنفيذا للمؤامرة .....ودفاعاً عن كرمي الجريح واعترافي المستتر بنجاح حيلتهم كنت أردد : صلوا على النبي صلوا على النبي ..... الجميع صلى عليه.... وبمكر الحضارم قالوا بصوت واحد: " والبخيل من ذكر النبي عنده ولم يصل عليه"

( تعليق )
كثيراً مايشاع عن بخل المواطن الحضرمي ولكن وإنصافاً للحق والحقيقة فالحضرمي هو ذلك المواطن الذي يتمتع بسجية الانسان البسيط الذي يتصف بالطيبة والمودة والسخاء والقلب الابيض .
صلواتكم على المصطفى صلوات الله وسلامة عليه
شكراً لإنكم تبتسمون .
صادق الود .

أخوكم
رهج السنابك











التوقيع :



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة







  رد مع اقتباس