عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2010, 10:55 PM   #90
عبيدسالم باحنان
حال قيادي

افتراضي

[السويكتة والمبلبلة كان يا ما كان، كان رجل متزوجاً من امرأتين، الأولى فقيرة سويكتة (1)، والثانية ملسونة مبلبلة (2)، وكان مجلس الثانية دائماً متروس (3) ممتلئاً بالناس، أما الزوجة الأولى فكان لا يزورها أحد إلا أولادها، وفي أحد الأيام جاء الزوج بكمية كبيرة من الصوف للغزل، وأعطى كل زوجة أربع خياش صوف لكي تغزله، وقال لهما:" أبي أجوف همتكم ".وبعد حين قالت الزوجة الثانية طويلة اللسان:" انه سويت خيشتين روح جوف ذيج النخية (4) شنو سوت ؟".
وفي الليل أخذت الزوجة الأولى غزلها في مشخالة (5) لكي تغزله، فلمحت ضوءاً شاحباً من بعيد، ووجدت حوله أناساً مجتمعين، فتوجهت إليهم، فرأت بينهم فتاة مريضة لا تستطيع الكلام، وكانت في مرحلة النفاس (6)، فبادرت بالكلام إحدى النساء الجالسات، قائلة للزوجة:
" نبي نحط لج حسو (7) عندج شيء نحط لج فيه (8) ؟"، فما كان من الزوجة إلا أن أفرغت المشخال من الصوف في حضنها وأعطتهم إياه لكي يضعوا لها الحساء فيه، فعندما رأت الفتاة المريضة ما فعلته هذه الزوجة، قهقهت بضحكة عالية، فخرج من بلعومها خاتم كان سادا فتحة نهاية الحلق ويمنعها عن الكلام، فعندما ضحكت خرج الخاتم في الحال، واستطاعت أن تنطق بعد صمت طويل، ففرح الجميع وحمدوا الله على سلامتها، وشكروا الزوجة على فعلتها لأنها كانت السبب في شفاء الفتاة، وقالوا لها إكراما لما فعلت قولي لنا ما تطلبين وسننفذه لك في الحال، فقالت لهم:" مشكورين، مابي شي "،وعندما ألحواّ عليها، استجابت لهم قائلة:" أنتوا قلتوا لي بتعطوني حسو، وياليتكم تساعدوني بعد في غزل هذا الصوف ".
فأعطوها بعض من الحسو، ووافقوا على مساعدتها في غزل الصوف .فأعطوها بعض من الحسو، ووافقوا على مساعدتها في غزل الصوف .
وعندما أشرقت الشمس على صباح يوم جديد، فتحت الزوجة عيناها لتجد خياش الصوف الأربع مغزولة كلها وبألوان مختلفة، وتملكها الفرح الغامر، خاصة عندما رجع الزوج ووجد الصوف كله مغزولاً، فقال لها بكل حب: " عملج هذي على قد نيتج (9) "، ومنذ ذلك الحين أحبها زوجها أكثر، وحظيت بمرتبة أعلى في فلبه من تلك الزوجة الثرثارة حتى أصبح لا يفارقها أبداً .المقصد:الهدوء أفضل من الثرثرة، وإذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من
ذهب.الهدوء أفضل من الثرثرة، وإذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.إنما الأعمال بالنيات، وإن الله يثيب بالخير الإنسان ذا النية الحسنة الخيرة، كما أن الله يعطي المرء على قدر نيته

التعديل الأخير تم بواسطة عبيدسالم باحنان ; 01-14-2010 الساعة 10:58 PM سبب آخر: تنسيق
  رد مع اقتباس