[أبوعوض الشبامي]

.

في هذه الأيام تمر كل دول العالم في ترقب شديد في انتطار ما ستؤول ل اليه حالة السوق الامريكية .. الا العرب فانهم هادؤون مطمأنون لودائعهم في المصارف الامريكية ولا يدرون ان السيل سيجرهم وأن العاصفة المالية التي هبت من غرب الاطلسي قد وصلتهم .

وبالأمس كان خطيب الجمعة في أحد المساجد يدعو الله بأعلى صوته شامتا في الغرب (( الكافر )) يدعو الله أن يهدهم ويخرب اقتصادياتهم ويغرقهم في أزماتهم المالية ، ويظهر ان الدعاء الاسلامنجي على الغرب الكافر قد اتي بنتيجة ولكن بعد أن طارت 155 مليار دولار من بورصات الخليج في أسبوع واحد ، من التداول الذي انتهى يوم الخميس (10 أكتوبر 2008) وهو الأسوأ في تاريخ أسواق المال العربية، التي نزفت بشدة وفقدت المليارات من قيمتها، لتصل خسائر البورصات الخليجية وحدها في ذلك الأسبوع نحو 155 مليار دولار أمريكي تبخرت وسط هلع المتعاملين.

الحقيقة التي يجهلها هذا الخطيب هي أن حجم الإستثمارات المالية العربية في أمريكا مهول جدا ،بجانب إرتباط العملات الخليجية إرتباطا وثيقا بالدولار ، وأي انتعاش في الاقتصاد الأمريكي يقابل انتعاش في اقتصاديات الدول العربية.

ولا زالنا تتذكرفي أواخر عهد الرئيس بيل كلينتون، وتحديدا من عام 1997 إلى عام 1999، حينما كان هناك ((فائض)) في الميزانية الأمريكية فقد أثر بالإيجاب على المنطقة العربية.

ولكن يبقى النظام الرأسمالى وإن تعرض لبعض الهزات العنيفة آخرها ما يحدث الأن انه يتمتع بميزة المرونة ويستطيع التغلب على أزماته ، وحاليا نستطيع القول ان العالم كله بدون إستثناء تأثر بهذه الأزمة و لعل في اجتماع وزراء مالية الدول الثمانية الكبرى اليوم وضع الحلول المناسبة لهذه الأزمة وستمر الأزمة كما مرت غيرها من الأزمات .




..