عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2005, 12:01 PM   #1
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down الكناية في عامية حضـــــرمــــــــــــــــــوت

التفريق بين المثل والكناية في العامية كما هو في الفصحى صعب التمييز إلا لمن حذق هذه اللهجة وألم بصناعة اللغة الفصحى ... هناك مثل يقولون فيه ( بن عمرو ومروّح ) ويقصد به الشخص إذ يقوله الإشارة إلى مكانته المرموقة وسابقته ومشاركته في العظائم ، ثم حتمية شيخوخته فموته وترك الأمر لمن يليه من أبنائه أو من يتولى الأمر من بعده وإلقاء المسؤلية عليه ، فهذا المثل صالح لأن يكون في الوقت نفسه كناية لكن صيغة المثل تغلب عليه .
إن الكناية أو التورية هي أن يريد المتكلّم اثبات معنى من المعاني فلا يذكره باللفظ الموضوع له في اللغة وإنما يأتي بصيغة أخرى أو تعبير آخر بلفظ مختلف يشبه المعنى المقصود أو يشير إلأيه أو يعرض به ويعطي من بعيد بعض الدلالة عليه ونورد هنا أولا أمثلة من اللغة الفصحى .

وقفت إمرأة على قيس بن سعد فقالت : أشكو إليك قلة الفئران في بيتي ففهم المعنى المروي عنه وقال : ما أحسن ما روت عن حاجتها وفي مثال آخر تعرضت عجوز لسليمان بن عبد الملك بن مروان فقالت له : مشت جرذان بيتي على العصي فقال لها ألطفت في السؤآل ، وقال الشميذر الحارثي :

بني عمنا لا تذكروا الشعر بعدما = دفنتم بصحراء العمير القوافيا

ليس قصده دفن القوافي ولكن الكناية والتعريض عما جرى في ذلك الموقع من الظهور عليهم والقتل لأشرافهم ، ويبدو أن الكناية في عاميتنا الحضرمية التي نتجاذبها ( كأي كناية ) الحقيقة والمجاز تأخذ جانبا من المثل ولكنها ليست ذاته فهي تختلف بعض الشيىء عن الكناية في الفصحى وانها تعبير تشبيهي يقال في المقام المناسب له ، فهي بين الكناية والمثل في وقت واحد كما سشبق وأن أعطي النموذج عليه في قولهم ( بن عمرو ومروّح ) إن الكناية في الفصحى تنشأ إنشاء في حين التكلم ثم تأخذ صيغة المثل أحيانا ... جاء في القرآن الكريم ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) وجاء في الحديث الشريف ( ويحك يا أنجشة سوقك بالقوارير ) إنها في النص الأول كناية وردت في شواهد البلاغة عن البهارج الزائفة الذاهبة إلىجانب العمل النافع الصحيح وفي النص الثاني كناية عن الرفق بالنساء في سوق الإبل وفي غيره ولكن النصين يصح كل منهما أن يكون مثلا يستشهد به ، ولدقة أساليب اللغة العربية فإنه يختلط على العربي نفسه الفرق بين الكناية والإستعارة ، ولذلك فلا بد من التوضيح أن الكناية هي تجاوز الحقيقة المادية التي يحملها اللفظ إلى ما وراءها من حقيقة نفسية كقول الحق سبحانه وتعالى ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ) أما الإستعارة فهي إعطاء الواقع المادي الصفة التي ليست له كأن يأكل أو يضحك أو ينضج أو أن له رأسا أو وجها أو عينا وليس ذلك من صفات ذلك الواقع المادي ،، قال الحجاج : ( اني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها ) فالرؤوس لا تينع ولكن معنويا إذ يحين القدر لأن تخر ، ولحم الميت لا يؤكل ولكن يعني للغيبة .

المثل بين ( خاصة في عاميتنا ) هو أن المثل إذ يورد لا تتغير صيغته فأنت تقول في المثل العامي : ( جراده لا يحطب عليها ) ولا يصح أن تقول مثلا : جرادة لا تحطبوا عليها أو يحطب الناس على جرادة وفي المثل الفصيح الصيف ضيعت اللبن تمثيلا بضياع الفرصة فلا يصح تغيير صيغته بينما يدخل التغيير في صيغة الكناية فنقول للكناية عن الإتهام بالكذب والمبالغة ( فلان يقلط بالعرض ) وتأمر فتقول : لا تقلط بالعرض وهكذا يمكن التصرف بالكناية العامية بما تدخله عليها من مشتقات الفعل المناسبة ولا يحدث هذا في المثل سواء كان بالفصحى أو العامية وسيتضح هذا من خلال ايراد تعابير الكناية ومقابلتها بالأمثال .

فتابعو ........

تحياتي .




هذا الموضوع وما سيليه من تفصيل مستقى من
بحث قدمه السيد علي عقيل تحت عنوان الكناية في عامية حضرموت
ونشرته مجلة الحكمة في عددها 136 الصادر في مارس 1987
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس