عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2007, 11:25 AM   #3
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

ضمن المنظور العام في الوسط الإسلامي لختان الإناث من يسقط العادة إسقاطا على ما ينسب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن الغسل من الجنابة ويوجدون ذريعة للختان في الإشارة عن التقاء الختانان وذلك رأي سخيف .

إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل .

لنفرض جدلا أن الرسول الكريم قد قال ذلك ...

لنحلل الكلام كما يقتضيه المنطق والعقل وليس التطبيق العشوائي ... فمقتضيات تمام الإسلام أن يختن الرجل ، وحين يشير الرسول إلى التقاء الختانان فليس شرطا أن يكون قد عنى به وجوب أن يكون الملتقيان في الجماع مختونان ذكرا وأنثى ... وكون تغليب الذكورة سائدا في اللغة فمقتضيات الأدب لغويا ( وإن وجد إخلالا بها في مواقع أخرى باقول منسوبة للنبي يندي لها الجبين خجلا ) تتطلب وضع اللفظ مجازا عما يوجب الجنابة وهو التقاء الختانان ، والنطق قد يكون أسلس وأكثر أدبا من أن يقال : إذا لامس ذكر الرجل فرج الأنثى .

إذا أخذنا من جانب آخر بالحديث المنسوب للنبي الذي يقول : الختان سنة للرجل مكرمة للمرأة فسنضع اعتبارا لتطهير الرجل مما تحتويه القلفة من اوساخ ثبت علميا ضررها وتسببها في متاعب صحية للرجل ، أما ان نبرر ختان الأنثى بتلطيف الميل الجنسي فيها إلى الإعتدال وتعطيل شهوتها حسبما جاء في أقوال بعض الفقهاء بإعتبار أن القلفاء تكون شديدة الشهوة ومتطلّعة إلى الرجال أكثر مما يشيع الفاحشة في نساء المسلمين ويشبههن بنساء الغرب فهو قول مردود على قائله لما يحويه من انتقاص للمرأة وإتهام لها بالشبق الجنسي الموجب لقطع جزء من قلفتها لكبح جماح شهوتها وإعفاء للرجل من الشبق المثيل أو عدم مؤآخذته عما يفعله كونه ذكر يحق له ما لا يحق للمرأة .

ذكر الرسول أن خمسا من الفطرة وحددها بـــ الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب وليس شرطا أن يكون قد عنى بها المرأة حتى لو شملها جزء مما اشار إليه كعامل من عوامل النظافة ، فقلفة المرأة لا تسبب لها ( مثلا ) تراكما للأوساخ مثل حال الرجل وليس لها شارب حتى تحفه .... ودخول الرسول على نساء الأنصار وقوله لهن : يا نساء الأنصار اختضبن عمساً ، واختفضن ولا تنهكن ، فإنه أحظى لإناثكن عند أزواجهن يدل ( إن ثبت الحديث ) على وجود تلك العادة في الوسط المدني كتقليد قديم ولم يعرفها الوسط المكي الذي عاش فيه الرسول حياته الأولى ولا بقية أجزاء الجزيرة العربية ، ولم يشأ النبي التأثير على عادة متوارثة لدى الأنصار فوّجه للحد من إستئصال مراكز الإحساس الجنسي لدى المرأة وهو بذلك يكون قد ارتقى بها ومهد للتخلص من تلك العادة وليس ترسيخها .

المذهب الشافعي هو مذهب أهل حضرموت وأشدها تزمتا في قضية ختان الإناث أعتبره مكرمة ( إن تم ) ولم يثبت نصا من الشرع يلزمه ، فلماذا يلجأ أهلنا في حضرموت ومهاجرهم إلى ختان بناتهم (1) وعدم التفاعل مع الرأي الطبي المعاصر وإجماع اللجان الحقوقية والحكومات على محاربته لسلبياته وتأثيراته النفسية والعضوية على المرأة في مستقبل حياتها ؟

طبيعة المجتمع الحضرمي المتزمتة لعبت ولا زالت تلعب دورا في تكوين الفكر والموقف تجاه المرأة ... فالحضرمي بطبيعته يرى في المرأة شيئا من سقط المتاع ورمزا من رموز الخيانة مما يتطلب قطع الطرق على أسباب خيانتها والحد من شهواتها الجنسية التي تذكيها طبيعة المنطقة الحارة التي تعيش بها وتساعد في تضخم قلفتها والوقوع في الرذيلة مبكرا ولا تقتصر علاقاتها الجنسية قبل أو بعد الزواج على زوجها وقد تتعداه وتمتد إلى آخرين لإشباع نهمها الجنسي الدائم ، ومن هذا المنظور الضيق يأتي ختان الإناث في حضرموت ... فهل الشيطان هو المرأة في مجتمعنا ولذلك وجب الحد من شهوتها ؟

أعدكم بوقفة لاحقة .


سلام .




(1) ختان البنات في حضرموت يختلف عن الختان الفرعوني السائد في مصر والسودان وأغلب بلدان القارة الأفريقية ولا يميّز فيه بين أتباع دين وآخر فالأقباط في مصر يختنون بناتهم تماما مثلما يفعل المسملون ولا يعزون الختان إلى توجيه ديني وإنما إلى عادات متوارثة .
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )

التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 11-20-2007 الساعة 11:32 AM