عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2009, 10:05 PM   #1
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي الحلقة الخامسة :رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت بنوحرام

الحلقة الخامسة :رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت
القبائل التي أطلق عليها "بنو حرام " بنو ضنه:
في ظروف تاريخية مختلفة مصادرها المعلوماتية مختفية وغامضة جدا ومتناقضة أحيانا الغالب عليها استنتاجات لبعض الكتاب والمستشرقين غير المعاصرين للحدث و تبين أنها كتبت متأخرة هي معظم مصادر تاريخ حضرموت في الإسلام وقد فسر ذلك بضياع مصادر التاريخ الحضرمي في هذه الفترة كما هو معروف بين الباحثين باستثناء ماكتب خارج حضرموت عند الإخباريين الإسلاميين وما على الباحث المدقق إلا أن يرى أن الأصل في هذه الجماعات القبلية التي استوطنت حضرموت و أعتلى بعضها عرش حكم حضرموت أو بعضاً منها لفترات زمنية طويلة ( كآل يماني وآل كثير ) قيل أنهم أنتقلوا من جبال السراة أومن شمال اليمن وظفار أونجد والعراق ربما أنهم من قحطان أو عدنانيين من قضاعة ، لا تجمعهم رابطة النسب فيما بينهم كما يظن هذا 0وبرزوا في أصعب ظروف عاشتها حضرموت وحكوماتها الوطنية المتحاربة المتقاتلة فيما بينها في تريم وشبام والهجرين لأسباب كثيرة لست بصدد الحديث عنها – لأنها خارج حديثي هذا - وقد أضعفتها التمردات الداخلية على دول الخلافة الإسلامية من قبل وكثرة الحملات التأديبية من قبل الأمويين والعباسيين ومن ثم الأيوبيين والصليحيين وغيرهم من الولاة في العصر الوسيط 0 قال الشاطري في أدوار التاريخ الحضرمي : فجاء الأيوبيين والغز [ الأكراد ] في سنة 575 فعاثوا في البلاد وفعلوا الأفاعيل وماجت حضرموت بالقبائل الناقلة إليها كما يموج البحر 000) وتعد هذه الحملة من أشهر الحملات العنيفة على حضرموت ودخلوا تريم يوم الجمعة لأربع خلون من ذي الحجة تحت قيادة أميرهم عثمان بن علي الزنجالي أو الزنجبيلي كما يقول البعض. أو الزنجاري كما يقول بعض آخر... ودخلوا تريم بعد قتال شديد مع سلاطينها آل راشد.
وفي سنة 590 جردوا حملة أخرى ودخل طغتكين بن ايوب الى تريم واخذ شباما وعاد الى اليمن ومات به وطالت مدة الغز بحضرموت وتخلف من تخلف من هولاء العسكر في حضرموت الغز( قيل أنهم من الأكراد أو الترك) جنود الدولة الأيوبية فزادت قائمة المنتقلين إلى حضرموت في تلك الفترة0 لكنهم مع هذا ظلوا يمثلون جماعات قبلية خاملة وأقليات سكانية في وادي حضرموت 0
ومن الويلات التي تتولد عادة من الفتن والحروب التي أصابت البلاد والسكان الأصليين في مقتل. أصبحت المدائن والقرى كما ذكر أهل التاريخ تتنقل من بني يماني إلى راشد إلى بني حارثة إلى بني سعد إلى بني حرام إلى بني ضنة إلى غيرهم من تلك الأقوام المتناحرة. والمثل الحضرمي يقول: من طالت يده فالهوجلة هوجلته0وقالوا إن بنى حرام قوم يتسلطون على الناس بحضرموت بدعوى حمايتهم.
فظهر نجم آل يماني وهم من القبائل الناقلة من بنوحرام من بني ضنه 0
قال ابن هاشم في تاريخ الدولة الكثيرية :( بحضرموت قبيلتان عظيمتان أحدهما كنانية. والأخرى قحطانية. وكلاهما ينتسبان إلى ضنه وإلى حرام وكلاهما له دولة وصولة. فآل كثير ينتسبون إلى ضنه الرأس بن عبدا لله بن حرام القحطاني. وآل يماني سلاطين تريم ينتسبون إلى ظنة بن حرام بن ملكان الكناني ) و قال الشيخ بن عبد الله بن سليمان الخطيب في كتابة (برد النعيم) الذي فرغ منه سنة 1225هـ نقلا عن تاريخ الأهدل:( والأمراء بمدينة حلى بني يعقوب يشتهرون ببني حرام بن ملكان من كنانة وانتقل جماعة منهم إلى حضرموت. وجدهم ضنه بن حرام.) انتهى
وبعد صراع مرير مع الغُز القادمين من مصر عبر اليمن ومع آل يماني المنتقلين لفظت دولة آل راشد أنفاسها الأخيرة في تريم وانتهت بذلك أكبر واهم دولة في حضرموت في تلك الفترة التي امتدت من تريم شرقاً إلى العقاد غرباً وفد أطلق الوادي كله باسمهم فقيل وادي بن راشد ويعنون به وادي حضرموت وأطلق خلع راشد على المنطقة الممتدة من الغرفة إلى الحوطة غرباً التي تعرف الآن "حوطة أحمد بن زين " في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري من قبل أحفاده –أحمد بن زين الحبشي أحد أبرز تلاميذ الصوفي عبد الله بن علوي الحداد ومن أعلام الصوفية في القرن الثاني عشر الهجري - ،وبنيت على قبره قبة كبيرة ، ثم أسست له زيارتين في العام خلال عيد الفطر والأضحى ، وقيل لهما "عواد القبة " بعد ضعف آل بني سعد حكام خلع راشد وشبام وحروبهم فيما بينهم والغزوات الخارجية لبلادهم بدأ بعد ذلك العد التنازلي لبعض قبائل حضرموت الأصلية التي قيل أنها تتصل بالنسب إلى آل راشد في حضرموت كآل السعدي وآل فاضل وآل بن جميل وآل حسن والصبرات وآل الأعلم وآل الهزيلي وآل بن دغّار وآل إقبال والأسداس وغيرهم من حكام حضرموت الذين كان ملكهم في شبام والقرى والوديان المجاورة إلى جعيمة شمالا ووادي بن علي جنوباً والغرفة ومريمة والعناصر الكندية الأخرى في مناطق أخرى من حضرموت باستثناء الشحر والديس الشرقية وأخبارهم تجدها في كتب تاريخ حضرموت بعد أن تغلب على نفوذهم الكبير الأيوبيون والغُز والرسوليين ومن ثم آل يماني وآل كثير الذين ظهروا في حضرموت بعد القرن السابع الهجري حتى أجلاهم آل كثير عن شبام، وعما بقي بأيديهم من قرى وأصبح مايعرف ب(سَوَاد بني ضنه). (والمقصود بسواد بني ضنّة المنطقة التي يسكنها آل كثير اليوم بين تريس وشبام.) قد انتزعها آل كثير من آل جميل سنة 824 هـ (1421 م). وبذلك انتهت هذه الدولة. [ راجع ماكتبه المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف فالمختصر 000]
أول دولة للقبائل الناقلة من بني ضنة:
دولة آل يماني
أنشأ هذه الدولة الأمير مسعود بن يماني بن لبيد الضنّي سنة 621 هـ (1224 م) على أثر اندحار الأيوبيين من حضرموت. واستولى على معظم مدن وقرى حضرموت الداخل بعد أن طرد منها حكامها الصغار. وقد حاول مسعود الاستيلاء على الشحر، لكن حكامها آل إقبال استعصوا عليه فصالحهم على الصداقة المتبادلة وعاد أدراجه إلى الداخل.
وبما أن (بني ضنة) و (نهد) يرجعون بنسبهم إلى رابطة واحدة هي عشيرة (بني حرام) بن ملكان بن كنانة من قضاعة، فإن (نهد)ساعدوا آل يماني في توطيد دعائم دولتهم أو أنهم. في الأقل. لم يعرقلوا نموها وتوسعها.
وبالنظر الى الصعوبات التى صادفها مسعود بن يماني في إرساء قواعد دولته، فقد استعان بالمنصور الرسولي. وقد قدم الرسولي المدد العسكرى لابن يماني 0
ودولة بني رسول التي تسمى بالدولة الرسولية وينتهي نسبهم إلى محمد بن هارون أحد وزراء الأيوبيين بمصر (وهو من الأكراد).وكان ملكهم في تعز من اليمن وأشيع في زمانهم التصوف والقبورية0
وأحتلوا حضرموت فيما بعد وقضوا على حكم السلطان سالم بن أدريس الحبوظي الحضرمي 0
وتوفى مؤسس هذه الدولة مسعود بن يماني بن لبيد الظني سنة 648هـ ودفن بمقبرة الفريط بتريم وأقيمت على قبره أول قبة شيدت في تريم وهي أول بدع القبورية الصوفية في حضرموت بجانب ضريح الشيخ علي الخطيب بناها ابنه عمر بن مسعود ومات عمر سنة 675هـ 0
وفي بداية هذه الدولة [ آل يماني ] بدأ شأن آل كثير يظهر كقبيلة قوية في حضرموت يرجع أصلها أيضًا إلى (بني حرام) أيضًا. وكان آل كثير قد عمروا مدينة (عينات) سنة 629 هـ (1231 م) في وادي بُوح (وهي عينات القديمة لا الجديدة التي اختطها الشيخ أبو بكر بن سالم العلوي).
كآل يماني وآل كثير ومن ألحق بهم من القبائل المتحالفة معهم التي أطلق عليها بالشنافرة هي الأخرى منتقلة إلى حضرموت 0 وبالمناسبة فإن آل كثير قيل أنهم ليسوا من الشنافرة وقيل أيضا أن جماعة منهم في ظفار عرفوا بالشنافرة، وأما آل عبد العزيز الذي يروى في هذه ألأخبارهم تابعون لسلاطين آل عبد الله وهم آل عمر و آل عامر والفخائذ آل كثير و العوامر و آل جابر و آل باجري وأنهم المعنيون بالشنافرة كما في( تاريخ شنبل ) وكذلك العوامر يذكر قيل أن الشنفري هذا هو جد العوامر في الأصل وهم متحالفون مع القبائل التي تناصر حكم آل كثير من الشنافرة 0
وأما بقية بني ضنه من آل التميمي والمناهيل وغيرهم فلم تعرف لهم دول في حضرموت 0
قال أبن هاشم في تاريخ الدولة الكثيرية : (وربما يلاحظ القارئ فيما نقلناه من النتف التاريخية أن العلويين غير مذكورين بشيء ما. لا بتحيز ولا بإصلاح تجاه تلك الفتن الهائلة والتناحر الشديد بين طلاب السلطة في القرنين السادس والسابع ويؤخذ من التاريخ أن الجدير بمركز العلويين في ذلك العصر الرهيب هو الابتعاد مطلقاً عن مادة (ساس يسوس) والإمعان في الهرب من المشاغبات والمماحكات التي ولع بها رجال ذلك الجيل. ولذلك ترى العلويين إذا ذاك قد كسروا سيوفهم وقطعوا أوتار قسيهم. إعلانا لتطليقهم السلاح الذي هو الأداة الوحيدة للتناطح في سبيل الاستيلاء والتفوق. وهو الزميل الناصح لمن تطمح نفسه به إلى السلطة والتغلب. وما يدريك فلعل رجالاً من أهل تلك العصور ساورهم شيء من الظن بالفقيه وقومه حذراً من تطلعهم للملك وتشوفهم إلى الاستيلاء وطمعهم فيما يتزاحم الناس عليه من دواعي السطوة. وأرائك الغلبة. لا سيما وهم المنتمون إلى الأصول الهاشمية والدوحة الطالبية الذين طالما غازلوا الإمامة وغازلتهم. وصبوا إليها وصبت إليهم في كل مكان وزمان وبكل بنان وسنان ولكن الفقيه المقدم رضي الله عنه برهن بكسره سيفه لأولئك الضانين على أنه بواد غير وادي سفا سفهم وحطامهم وأنه في شغل شاغل عما أخذ بمجامع قلوبهم ومسالك وجهاتهم.
سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق مغرب )
أما الدولة الثانية :(الدولة الكثيرية)
كان آل كثير، بعد أن أقاموا مستقرًا لهم في عِينَات، قد شرعوا يتناجون فيما بينهم للقضاء على جميع السلطات الفوضوية في البلاد الحضرمية وتشييد (دولة كثيرية) على أنقاضها، وطفقوا يجمعون حولهم الأنصار ويستعينون بشتى الوسائل للوصول إلى هدفهم.
ولما قدم الحبوظي إلى حضرموت انتهزوا هذه الفرصة فأظهروا له الولاء والطّاعة وقاموا بالدعاية له وترويج سياسته، وتولّوا أعماله العسكرية، فلما عاد إلى ظفار مقر مملكته أناب عنه في الديار الحضرمية آل كثير يحكمون باسمه، سنة 675 هـ (1276 م).
وبعد قتل الحبوظي في ظفار تشبث آل كثير بما في أيديهم من البلدان التي كانوا يحكمونها باسم الحبوظي، وضاعفوا من جهودهم في القرب إلى رجال الدين من علويين ومشائخ فقام هؤلاء بنصرة آل كثير والدعاية لهم بين الجماهير.
واستولى آل كثير على معظم المدن والقرى الحضرمية في بداية القرن الثامن الهجري. واستطاعوا مع الزمن، أن يُقَلصوا إمارة آل يماني حتى حصروها في مدينة تريم وكان حاكمها محمد بن أحمد بن سلطان آخر أمراء آل يماني.
وفي سنة 926 هـ (1519 م) استولى السلطان بدر بن عبد الله (بو طويرق) على تريم فخلصت حضرموت - ساحلها وداخلها - لآل كثير وتقوضت دعائم دولة آل يماني بمساعدة الأتراك العثمانيون الذين أدخلوا السلاح الناري "أبو فتيلة " لأول مرة في حربهم لتوطيد دعائم السلطة الكثيرية ، واستعانوا أيضا بالعناصر اليافعية التي أطاحت بسلطتهم فيما بعد وكذلك آل يماني وفصائلهم الأخرى كآل تميم والمناهيل أصبحوا، في تاريخ متأخر، من أقوى العوامل في تدمير الدولة الكثيرية عند بزوغ فجر الدولة القطيعية0
  رد مع اقتباس